علي حظية.. عند التقاعد يُكرَّم المعلّم بشهادات الحب منهج محبوب في الرياضيات داخل الفصول وخارجها
سيهات: ليلى العوامي
عُرِف المعلم علي محمد حسن حظيه، بتفانيه وحبه لمهنته، حيث وظفَّ قدراته في التعليم في منهجه داخل المدرسة وخارجها، وحول مادة الرياضيات إلى مادة سهلة من خلال الأناشيد المتعلقة بالدروس حتى يفهمها طلابه وغيرهم، وساهم بكثير من الأنشطة الصفية واللاصفية.
المعلم علي حظيه، من مواليد سيهات 1386هـ، درس الابتدائية في ابن خلدون، والمتوسطة في موسى بن نصير، والثانوية في سيهات الثانوية، ثم مركز العلوم والرياضيات بالدمام، تخرج معلم رياضيات، وتوظف عام في 1410هـ / 1989م بدايةً في مدرسة سيهات المتوسطة، ثم نقل إلى مدرسة أبي أيوب الأنصاري في عنك، ثم عاد إلى سيهات معلماً في موسى بن نصير، ثم مدرسة سيهات المتوسطة النموذجية حتى تقاعد عام 1445هـ.
ماذا قدم حظية للطلاب؟
بدأ في العمل كمعلم عام 1406هـ مع جمعية سيهات لمدة 10 سنوات في برنامج أعدته جمعية سيهات للطلاب المكملين بالمدارس الحكومية، يقول “في العطلة الصيفية عملت معلماً مع المعلم محمد حمود “أبو زكي” ومجموعة كبيرة من المعلمين، وموظفي أرامكو، والبنوك،والهدف من هذا البرنامج تقوية الطلاب المكملين (الراسبين) حتى لا يعيدون السنة.”
من اليسار جلوس :
علي حظيه رقم 9، حسين السيهاتي ، جعفر ازبيل ، حسين الحساويرقم 20 ، المرحوم حسين ابديوي.
وقوف من اليسار :
عبد الرسول حمد رقم 4 ، ناصر حساوي ، محمد ازبيل ، محمد السيهاتي ، حسين علي مهدي .
أعدَّ حظية فريق كرة قدم من طلابه وقام على تدريبهم، يقول “قمت بتدريبهم بمشاركة مدرس الرياضة بالمدرسة المعلم سعيد العلي لمدة ثلاث سنوات عصراً خارج في منطقة ” ملاعب الوايرات” هذا الفريق لعب كثيراً من المباريات مع أندية القطيف ثم بعد ذلك مثلَّ كثير منهم نادي الخليج و بعض اللاعبين نادي الاتفاق” فئة ناشئين وشباب.
مسابقة ثقافية بين طلاب مدارس سيهات
يقول من أهم المواقف التعليمية التي لا أنساها أولها “عندما نقلت إلى مدرسة موسى بن نصير دوام مساء (الدراسة في مدرسة الأندلس ) تقريبا عام 1411هـ، تفاجأت بأن بعض من الطلاب بدون طاولات و بدون كراسي، و قررت أن أحل هذه المشكلة بتصليح الطاولات المكسرة وكذلك الكراسي المكسرة، وعندها ذهبت إلى المستودع في الطابق الثالث، إذا بجبال من الطاولات والكراسي المكسرة بعضها معدوم كلياً والبعض نستطيع تصليحه، وبمشاركة الطلاب تم تصليح ما يقارب 200 كرسي و 150 طاولة.”
ويضيف “كما أذكر أن السيد أحمد العرادي كان صاحب منجرة، وساعدني في عمل مقاعد للطاولات مجاناً جزاه الله خير الجزاء، وبذلك حلت مشكلة عدم توافر الكراسي والطاولات، وأيضاً تم حل مشكلة تكسيرها و أصبح الطلاب هم من يحرصون على الحفاظ عليها”.
مواقف لا تنسى
يتابع حظية “من المواقف الجميلة أيضاً التي لا تنسى، في عام 1411هـ كنا نذهب في العطل الأسبوعية مع الطلاب إلى المدرسة ونقوم بتنظيفها بالصابون والماء، وكان الطلابُ مندفعين، والجميل أنه بعد فترة أُشيع في الإعلام أنَّ طلاب مدارس اليابان يقومون بتنظيف مدارسهم رغم أننا كنا قد سبقناهم بهذا الفكرة، لكننا للأسف لم نوثقها.”
مرَّ المعلم علي حظيه بمدراء كثيرون منهم “في النموذجية المرحوم محمد السنبسي، وعيسى عبدالنبي، عبدالهادي القحطاني ثم أخيراً المعلم رضا القلاف، وفي مدرسة موسى بن نصير سطام الخالدي.”
ويستكمل حديثه قائلاً “من التجارب التي لا تنسى أعدت إدارة التعليم برنامجاً ترفهياً وهو “اليوم الكامل في التعليم”، من الساعة 7 صباحاً وحتى 7 مساءً في يوم الخميس، وهو بداية العطلة الإسبوعية، لم يستمر هذا البرنامج الذي أعجب الطلاب كثيراً، وتمنى الجميع استمراره .”
تأسف علي حظيه كثيراً لأنه لم يوثق طريقته في التدريس، حيث كان يُقسم طلاب الفصل إلى مجموعات داخل الفصل ويقيم بينهم مسابقات أصبحت اليوم هي نفسها الإستراتيجيات (التعليم التعاوني) المطبقة بين الطلاب، فهو طبقها قبل أن تطبقها وزارة التعليم بـ 20 عام، يقول “كنت سعيداً بالمسابقات بين الفصول، وفي الفصل أيضاً، وهذا قبل 25 سنة، وهو تنافس بين الطلاب، وبعد مرور 20 سنة على تطبيقي هذا النظام تم تطبيقه من قبل وزارة التعليم، وكنت سعيداً بتطبيقه في وزارة التعليم، ومتأسف لأنني لم أوثق هذا العمل”.
يقول حظية “أقمت مع مجموعة من المعلمين مسابقات بمدراس سيهات بالتعاون مع نادي الخليج، وهو موثق عند الخطاط محمد إبراهيم الشافعي، وكانت في عام 1419هـ بين المدارس موسى بن نصير، والنموذجية وسعد بن الحارث، ومدرسة أهلية “التهذيب الأهلية”، و مدرسة ابن القيم، وجميعها مدارس متوسطة.”
حول حظية حصة الرياضيات إلى أناشيد حتى يفهم الطلاب الرياضيات، وفتح قناة على اليوتيوب أسماها قناة مفاتيح الرياضيات للمرحلة المتوسطة، ولديه ثلاثُ أناشيدٍ وهي معلمي قدوة، ومعلمون مطورون، و حي النموذجية حيوها، بمناسبة افتتاح النموذجية المتوسطة بعد تجديد مبناها، وخلال مسيرته التعليمية قرابة 36 سنة لم يأخذ أي إجازة اضطرارية”.
دعوا له بالتوفيق
وكيل المدرسة فارس القاضي “أمضيت 24 عاماً في مجال التعليم، و عملت في العديد من المدارس بكافة مراحلها، ولم يمر علي معلم حمل اسم مهنته بكل احترافية وإبداع مثله، هذا الرجل الذي كرس وقته وجهده ونشاطه وشبابه في خدمة أبناء المنطقة بكل إبداع وتميز.”
حظي بمحبة جميع من تعامل معه سواء من أفواج الطلاب الذين تعلموا على يده، أو من زملاء المهنة بكل المدارس التي عمل بها، لِما يتمتع به من دماثة في الخلق، و سمو في الأخلاق، و قلب أبيض محب للجميع.”
يضيف “كان معلماً متميزاً بمعنى الكلمة، واستخدامه لطريقة التدريس تعتبر نادرة جداً، ولم يعتد عليها أحد في مجال تخصص الرياضيات، فحين نجد معلماً يحول الدروس من رتابة إلى تجديد ومرح، و يجعل الطالب يتقرب إلى المادة رغم صعوبتها في أعين الكثيرين من خلال استخدام الموهبة الشعرية في شرح الدروس، و إيصال المعلومات إلى المتلقي على شكل أنشودة شعرية تطرب لها الآذان، فنحن أمام قامة تعليمية متميزة ومبدعة، ذلك هو المعلم علي حظية.”
المعلم محمد العبدالمحسن “عندما نشاهد المدارس في اليابان ويعتبر النموذج الياباني مشرفاً في تقيد التلاميذ بالانضباط، وحب التعلم، والشعور بالمسؤولية، بأن المدرسة هي البيت، والأمان، والوطن، فقد سطر المعلم الفاضل هذا النموذج قبل أكثر من 30 سنة، عندما كان يعمل، وبعد انقضاء اليوم الدراسي كان ينظف المدرسة بنفسه، فجذب الكثير من الطلاب لدرجة كان خروجه من المدرسة يكون في الرابعة مساءً، وكان الأهالي قد أدركوا شعورهم بأن الأبناء تعلموا الشعور بالإنتماء الحقيقي للمكان، وحب المحافظة على الممتلكات العامة، وترك الأماكن نظيفة وسليمة، هذا قبل 30 عام قد سطر دروساً للكثير من الأجيال، عملت معه من عام 34 إلى عام 45 ، فرأيت قلبه يحوي عطف الآباء وحنان الأمهات”.
المعلم ناجي السعود “تشرفت بالعمل مع أخي المعلم علي لمدة 6 سنوات، تعلمت منه وعسى أن أقتدي منه فيها، تعلمت منه حبه لرضى الله في كل خطواته و محبته لطلابه، و الوقوف معهم و توجيههم فكان خير موجه لهم، دائم المبادرة في العمل مناوباً أو منتظراً أو في الطابور الصباحي متحدثاً لا يُمل حديثه، ملتزماً بالوقت في حضوره و انصرافه و حصصه، معطاءً للطلبة المحتاجين، لا أستطيع تعداد كل مآثره فكله مآثر.”
المعلم علي المؤمن “ثلاث كلمات فقط تختصر صفحات مما نويت الكتابة فيه وهي هو المعلم بحق”.
المعلم وائل المرهون “لم يكن مجرد معلم بل كان قائداً ومثلاً يحتذى به، نشكره على رحله التعلم التي قدمها بنجاح، سوف نفتقد ذلك الحضور في الصفوف لكن ذكرياته الجميلة وأثرها سيبقيان قطعًا في قلوبنا، شكراً على الجهد والتفاني الذين قدمهما طوال مسيرته التعليمية.”
المعلم جمال المسبح “هو خير من حمل الرسالة السامية وهي التعليم وأداها على أكمل وجه، وسيظل في قلوب إخوانه وزملائه وطلابه الذين نهلوا من علمه وعطائه جيلًا بعد جيل.”
المعلم ميثم القصاب “كلمات الشكر والثناء لا تفي بحقه، شكراُ على الأيام الجميلة التي قضيتها معك، مدة قصيرة لكوني معلماً جديداً في المدرسة، ولكن أثرها كبير”.
المعلم عبد العزيز السعيد “هو خير مثال للمعلم المتميز وتعلمنا منه الكثير، ويعز علينا توديعه ولكن لكل بداية نهاية.”
المعلم حسين العوامي “هو مثال للمعلم المربي، فهو أيقونة عطاء يتزود منها زملائه قبل طلابه، تشرفت بالعمل معه قرابة 20 سنة في مدرسة سيهات المتوسطة، لم أرَ فيه إلا التفاني والإخلاص، يحمل على عاتقه مسؤولية المعلم والمربي تجاه أجيال متعاقبة من أبنائه الطلاب، فكان جديراً بذلك وأكثر، يصعب علينا اختزال سنوات مميزة عشناها معه في بضع كلمات.”
المعلم رأفت الشملان “صحبتك السلامة في حياتك الجديدة، ونسأل الله عز وجل أن يجعل لك فيها الخير كله، لأنك تستحقه، ستظل في قلوبنا وقلوب طلابك الذين تعلموا من علمك، كنت أبًا حريصًا عليهم قبل أن تكون معلمًا لهم، كنت خير مثال للمعلم المتميز، أديت رسالتك على أكمل وجه بفضل الله تعالى.”
المعلم حسين القصار “تعجز الكلمات عن وصف هذا المعلم الفاضل، ولكن يمكن أن أقول عبارة تعبر عن واقعنا الذي نلمسه ونحن في سلك التعليم فقد كان معلماً يحب طلابه فأحبوه فهذا هو المعلم علي حظيه.”
المعلم مصطفى الجراش ” لا أخفي عليكم مدى شغفه في التعليم لأخر لحظة مع طلابه، لا أخفيكم وأنا أراه يخفي مشاعره الحزينة لفراق مهنة الأنبياء، خسر التعليم معلماً مخلصاً وشغوفاً ومحباً للعمل مثل أبا حسين”.
المعلم شوقي العجمي “المعلم المربي المخلص لوطنه والمتفاني في عمله كالمصباح الذي يضيء لمن حوله، هكذا عرفت المعلم الفاضل علي حظيه معلم متفاني في عمله، وبحكم معرفتي به لم يأخذ طيلة حياته إجازة اضطرارية، وهذا يدل على حرصه الكبير على أبنائه الطلبة، وارتباطه بهذه المسؤولية العظيمة.”
المعلم إبراهيم عيسى عبدالرسول القصاب “إذا قيلت (سيهات المتوسطة) فلا يمكن لأي طالب أو زميل مرَّ من هناك و لا يستذكر معها (علي حظيه)، وأنشطة تدريسه المميزة، هو أيقونة و رمز بالنسبة لهذه المدرسة التي قضى فيها معظم سنوات عمله و لم يركن إلى التقدم في العمر لكي يخفي عطاءهُ، فحتى آخر يوم و هو يعطي بنفس المقدار، لا يوجد بشر لا يتعب لكن هناك من لا يجعل هذا التعب عائقاً لتأدية الأمانة كما يجب وهو منهم”.
المعلم حسين أحمد صالح العبكري “هو قيمة مضافة لأي مكان يتواجد فيه، و خسارة للتعليم، و هو مثال للتفاني و الإخلاص و التضحية في سبيل خدمة طلابه و العملية التعليمية، و لا أعتقد أن هناك نماذج كثيرة استمرت بالعطاء بنفس المستوى لآخر يوم في التعليم، فهو في آخر يوم في المدرسة مثل ما شاهدته في أول يوم داومت فيه في مدرسة سيهات المتوسطة قبل 22 سنة”.
المعلم إبراهيم الأبيض “صحبته وحضوره في المدرسة لا يُنسى، تكفي ابتسامته دوماً التي تنعكس على من يجالسه، فهو يتميز بالأخلاق الحسنة.”
المعلم علي سعود النعيمي “تشرفتُ بالعمل معه في مدرسة سيهات المتوسطة، وشاهدت عن قرب مدى تميزه واخلاصه في أداء هذه الرسالة العظيمة، فقد حول مادة الرياضيات إلى السهل الممتع، وجعل الطلاب يعشقونها ويبدعون فيها، بذل وأنتج من أجيال متعاقبة جمعهم أمر واحد وهو الفخر بأنهم تتلمذوا على يديه”.
المعلم الأستاذ الفاضل علي حظية أبوحسين.
الشكر والثناء لا يوفي حقه ، فهو نعم المعلم صاحب الأبتسامة والأخلاق الرفيعة في تعامله مع كل من يتعامل معه إن كان في عمله أو مع المجتمع ، وهو متميزا ومبتكرا طرق تعليمية ترفيهية تشويقية جديدة قلما تجدها في عالم التعليم ، ولا ننسى أن لديه عطاءا كثيرا من خلال تطوعه في كثير من الأعمال التطوعية في المجتمعية المدينة له.
فأكثر الله من أمثاله وحفظه الله ورعاه وجزاه الله خير الجزاء والثواب ورزقه الصحة والعافية يارب ياكريم.