“كاشون” سنابس يعود بـ “تعميرته” وشعره بعد 30 سنة من وفاته يوسف آل بريه لملم شتاب الضرير البصير في متن ديوان شعر
القطيف: خاص صُبرة
حسن الكاشون كما يعرفه الناس في سنابس.. أو كما تقول “تابعيته” الرسمية: حسن كيشون”.. ربما كان شخصية عابرة، أو هامشية، في القرية الواقعة في حضن البحر، حيث عاش ومات “الكاشون”، ضريراً، ورغم ذلك كان فارضاً بصيرةً من ذلك النوع المستظرف ذي اللفتات المُضحكة واللسان القادر على “التشبيه” ببراعة مخيلة، وحسٍّ عالٍ في استخدام لغة الناس.
يوسف آل بريه، المهتم بتراث البحر والناس في تاروت، سعى إلى لملمة ما تناثر من إرث حسن الكاشون الضائع بين الناس، بعد 30 سنة من رحيله. الرجل ولد عام 1351، وتوفّي سنة 1415، دون أن يخلّف عقباً، سوى ما تناثر من أشعار، بقيت تطرق قلق آل بريه عاماً بعد عام، حتى عمد إلى مشروعه “ديوان الكاشون”، مسجّلاً حياة رجل “يقول” الشعر بلغة الناس العامية، مدوناً ما يقوله في ذاكرته.
آل بريه رأى في الإرث المبعثر متناً مهمّاً من الجدير لملمته ووضعه بين غلافين، وإنقاذه من الهامش المنسي. وهذا ما تمّ فعلاً؛ حين دفع بجهد البحث والتنقيب والتحقيق إلى “بسطة حسن” لتتولّى نشره. وصاحب البسطة حسن حمادة؛ بدأ يبشّر بصدور “ديوان الكاشون” عبر رسائل واتساب.
صورة من تابعيته الصادرة من إدارة الأحوال بالقطيف
غرائب ومواقف
آل بريه قال لـ “صُبرة” إن “الحديث عن الراحل حسن بن علي الكاشون متشعب وممتدّ، بما يحمله الحديث من غرائب ومواقف يصعب حصرها، وأظنّ أنّ كل من عاصره وجالسه لديه قصة أو موقف عنه، ولو جمعت تلك المواقف؛ لكوّنت كتابًا مستقلاً أقرب إلى الكشكول”.
هذا الجزم يؤكده آل بريه بقوله “لست أبالغ لو قلت بأنّه سيكون كشكولاً فريدًا متى صيغ بأسلوب أدبي ممتاز”.
في تصور آل بريه أيضاً؛ أن أدب حسن الكاشون الشعبي جدير بالتدوين، وهذا ما دفعه إلى تولّي هذا المشروع، وقال “كانت فكرة جمع شعره في بالي منذ سنوات؛ لكوني سمعت منه بنفسي بعض أشعاره التي ـ للأسف ـ لم أكن قد دوّنتها منه؛ لكون مداركي لم تكن مهيأة لأهمية التدوين وقتها لصغر سني”.
لكن هناك من سبق أن جمع شعر الكاشون.. يقول آل بريه “من سبقنا من بعض جلاّسه قد قاموا بجمع ديوانه من لسانه أيامًا متتالية، وقد أشرت لهذا الجهد العظيم، وما إن أشرف على الانتهاء حتى اختطفته يد الجهل والغباء”. وربما يعني من ذلك أن الإهمال لحق بما جُمع من شعر الكاشون رغم جهد التدوين.
يضيف آل بريه “حاولت مرارًا وتكرارًا أن أصل إلى خيط يقودني إلى الديوان المخطوف ولكن دونما جدوى، غير أني بين فترة واخرى أحنّ إلى مواقف الرجل وعجائبه وآخذ في السؤال عن نتاجه مما لدى جلسائه أو أقاربه، أو من خلال أشرطة الكاسيت، حتى ظفرت من هنا وهناك بست قصائد مطوّلة ارتأيت أنها مناسبة لتمثّل ديوانًا للراحل”.
مرتدياً “الشطفة” في مجلسه حيث كان يدخن “التعميرة”
جمع وتفريغ وترميم
ويُكمل آل بريه قصة الإعداد والجمع قائلاً “بدأت رحلتي مع العمل واضعًا أمامي خارطة طريق أسير عليها، فكانت بدايات الديوان بعد المقدمة إشارات حول ما قاسيته أثناء الجم، ثم عرّجت نحو الشاعر معرّفًا إياه وتسليط الضوء حول لقبه، وإخوته، ثم فصّلت في حياته ومعيشته، ورسمت منهجًا أتبعه في القصائد الست التي دوّنتها، فبعد سرد القصيدة وترميم ما تكسر فيها، أبدأ بإيضاح معانيها، ولعلّ هذه الإيضاحات قد أخذت مني وقتًا وجهدًا كبيرين، ثم جعلت لكل قصيدة أضواء أربعة (الزمكاني، والتراثي، والفني، ورابعاً يخص كلّ قصيدة ويميزها)، وفي الديوان قضايا كثيرة ذكرها الشاعر كانت بمثابة موضوعات فرعية تخللت الديوان”.
ويتحدث آل بريه عن الغلاف مفصّلاً “أما غلاف الديوان فهو حكاية أخرى؛ لمروره بأكثر من فكرة وشكل حتى استقر الرأي في البحث عن شيء يخصّ الشاعر فكانت هذه الروزنة التي في غرفته ولا تزال باقية، وكذلك تعميرته”.
وينهي كلامه “هذا جهدي وطاقتي فإن أصبت فمن الله تعالى، وإن أخطأت فمن عندي”.
رحمك الله … ولكن هناك من لذيه الكثير من أشعار المرحوم ابن اخيه وكان من جلاسه قد يفيدك كثيرا
جميل ومهم جدا حفظ وتوثيق السير الشخصية في مجتمعنا مثل شخصية المرحوم الى في ظاهرها مهمشة ولكن في داخلها ثقافة اجتماعية كبيرة موروثه بالفطرة … ارجو الاستمرار فهناك الكثير من هذه الشخصيات في المجتمع ( رجالا ونساء).
السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة
مجهود يشكر ما شاءالله
رحمة الله عليه كان حسن كاشون احمد علي الراشد من عائلة الراشد المعروفة في قرية سنابس .
لتنوية فقد .