الفلسفة.. الكابوس الذي أقضّ مضاجع الكلاسيكيين
علي آل سيف
قبل سنوات طرح أحد السادة -هدانا الله وإياه إلى الصواب- فكرة المرجعية الشمولية بحسب ما يصطلح عليها، وقد أثار طرحه في وقته الكثير من اللغط واصطفّ جمع مع الفكرة واختلف معها آخرون، فصدرت الردود والنقود وكلٌّ يُدلي بدلوه.
حتى أني أتذكر أن أحد الخطباء وهو في معرض مناقشة الفكرة قد أورد مقالة مأثورة عن الشيخ البهائي قدس سره كان نصها:
الجامعيّة لا تجتمع مع الدقّة.
والمراد من ذلك أن دعوى الشموليّة في العلوم ستكون حتما مجانِبة للدقّة باعتبار أن العلوم حقول تخصصية متعددة لكلٍّ منها ميدانه وفرسانه وأدواته.
وقد ذكر الشيخ المطهري في كتابه الاجتهاد في الإسلام إلى أن العلم الواحد كالفقه مثلا يحتاج لتنويعه إلى تخصصات متعددة نتيجة توسع العلم بامتداد الأجيال وتكاثر مسائله عبر الأزمان، وأشار إلى أن الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم سبق له أن دعى لمثل ذلك.
وحين نرجع إلى الواقع نجد أن الفكرة المطروحة لا تختلف كثيراً عن الواقع المرجعي المُعاش، فللمرجعية الدينية رأي في العقيدة والفقه وأصوله والحديث ورجاله وتفسير آيات الأحكام وكذلك النحو والصرف والبلاغة والمنطق كعلوم آلية.
وهنا يحق أن يتبادر للأذهان سؤال وهو ما الجديد الذي حملته دعوى السيد المذكور سلفا؟ حتى أثارت امتعاض شريحة كُبرى تجاهها مع عدم مباينتها للواقع بل اقترابها منه عمليا.
والذي يبدو أن سر الحنق على هذه الدعوى ‐مع أنها ليست جديدة بالمناسبة- هو استبطان هذه الدعوى لمدخلية علم الفلسفة في فهم المعارف الدينية، والفلسفة كانت ولا زالت العدو اللدود للخط الموازي.
وكيف يُمكن تصور استساغة هذا الخط للتعاطي مع الفلسفة وهو يقرأ مثلا كلام الشيخ علي النمازي الشاهرودي صاحب مستدرك سفينة البحار نقلا عن الشيخ محمد حسن النجفي صاحب جواهر الكلام بما مضمونه:
إن رسول الله صلى الله عليه وآله ما بُعث إلا لإبطال الفلسفة!
وفي مقابل هؤلاء يرى أنصار الفلسفة أن لها حتى الآن مدخليتها الواسعة في العلوم، ولا يمكن الاستغناء عنها بل إن علم أصول الفقه لدى الإمامية على سبيل المثال كثيرٌ من مطالبه أُشيد على مباني ومرتكزات الحكمة المتعالية التي أقام أُسسها الشيخ صدر الدين محمد بن إبراهيم القوامي الشيرازي قدس سره المعروف بملّا صدرا.
والحريُّ بطالب العلم الباحث عن الحقيقة الابتعادُ عن القبليّات والأحكام المسبقة وعليه أن يُبحر في العلم فلسفةً كان أو غيره قبل اتّخاذ الآراء واعتماد الأنظار ليكون على بيّنة من العلم بتمامه، عندها يصير من أصحاب النمرقة الوسطى.
عصمنا الله من الخطأ والزلل ووفقنا للعلم والعمل
والحمد لله رب العالمين
الاخ كاتب المقال المحترم
مدارس الفلسفة هي دخيله على التشيع وهي شيء دخيل اتتنا من بلاد فارس او ايران اليوم، وهم بدورهم نقلوها من الحضارة اليونانية، هناك سلسلة بحثية وموجوده على كتاب مطبوع للشيخ ياسر الحبيب، وان كنت كما اعتقد تختلف مع المؤلف الا ان السلسلة ستساعدك اكثر في فهم منشأها. هدانا الله واياك
عنوانها تحرير الانسان الشيعي
٢٢ حلقة كل حلقة اقل من ساعه،
[الأخ الكريم: لا تسمح سياسة الصحيفة بنشر وصلات في التعليقات]