سواد عاشوراء يسبق هلال العام الجديد في أسواق القطيف ملابس الحداد جاهزة للرجال والنساء والكبار والصغار

القطيف: أفراح آل شويخات، جود الشقاق
في زاوية من إحدى أسواق القطيف الشعبية؛ يقف طاهر العبيدان وسط ما يُشبه سياجين من الملابس السوداء.. السوداء فقط.. إنه يعرض بضاعته الموسمية الأكثر رواجاً في مثل هذه الأيام. إنها الأيام الأخيرة من شهر ذي الحجة، حيث يترقّب الناس دخول العام الجديد، مرتدين السواد..!
الحال ليس محصوراً في العبيدان الذي يتكسّب من بيع الملابس الجاهز عبر الأسواق الشعبية. أغلب محلات الملابس في القطيف؛ تُكثّف عروضها الجديدة، من الملابس السوداء، للرجال والنساء، الكبار والأطفال. لأن اللون الأسود هو المطلوب أكثر من غيره لأيام عاشوراء.
استعدادات
هذه الحال ليس جديدة، ولا طارئة؛ فما إن يفرغ الناس من احتفالات عيد الأضحى المبارك، حتى يبدأ التفكير فيما ستكون عليه الأمور منذ هلال العام الهجري القريب. هلال شهر محرّم لا يعني بداية جديدة فحسب؛ بل بداية المراسم والشعائر في أيام عاشوراء الحزينة.
القائمون على الحسينيات والمجالس يُنهون تحضيراتهم، الخطباء يُنهون اتفاقاتهم، المطاعم تنشر عروضها، تجار الملابس يزيدون من عروض الملابس السوداء.. والعبيدان ليس إلا واحداً من جمهور عريض جداً، يحسب حساب عاشوراء من زاويته..
طاهر العبيدان
ولّادي وبنّاتي
يقول العبيدان “يبدأ عرض الملابس السوداء منذ ثاني أيام العيد، هناك الولاّدي والبناتي، ويكون الإقبال على الشراء أكثر قبل محرم بأيام بنسبة تقريباً 90%”.
ومن زاوية أخرى تقول أمل علي “نحن نحضر أنفسنا روحياً قبل المعنوي”. جاء كلامها وهي في السوق تتفقد الملابس السوداء للشراء. وبصفتها زبونة تضيف “الإقبال كبير على شراء الملابس السوداء.. كنا نجهز الملال لعيد الأضحى، لكن التجهيز لشهر محرم الأساسيات أيضاً، ونحاول الشراء قبل الزحمة”.
بنطال وتي شيرت
بائع آخر هو حسين علي يؤكد أنه “أحد الباعة الذين يحرصون على توفير الملابس السوداء للنساء والأطفال خاصة، بوقت كافٍ، وقبل دخول شهر محرم بأسبوع تقريبًا”. يضيف “الإقبال على الشراء عالٍ جداً، ورغم الحزن إلا أنني سعيد بتوفير حاجه الزبائن”.
ويقول “الإقبال يشمل جميع أنواع الملابس بما فيها البناطيل والتيشيرتات للنساء والأطفال، ولذلك تظهر تخفيضات أو عروض خاصة بمناسبة عاشوراء”.
ومن بائع إلى زبونة؛ حيث تشرح منى سعيد “”أنا أحرص على شراء الملابس السوداء لي ولأطفالي.. ومع أن الملابس متوفرة عندي؛ أصبحت شراء الملابس السوداء عادة. لكن فاطمة حسن تقول “أنا لا أشتري الملابس للارتداء فقط، بل أقوم بتوزيها على أقاربي، حتى يتسنى للجميع الحداد”.
موديلات جديدة
اللون الأسود ليس هو المهمّ فحسب، بل أيضًا هناك تفاصيل أخرى يُشير البائع علي حسين.. يقول “نحرص على أن نكون الموديلات والأشكال مختلفة من عام إلى عام، فضلاً عن توفير جميع المقاسات.. الإقبال شديد على جميع الملابس وليس حكراً على نوع معين”.
أحمد أبو السعود
من قلب سوق مياس في مدينة القطيف؛ يقول أحمد ابو السعود لـ “صُبرة” إن “الاستعدادات لعشرة محرم تظهر مبكراً في اللباس الاسود والتجهيزات والمشتريات التي تحرص على معايشة المناسبة الحزينة، وعادة لبس الأسود هي الطابع الشعبي الغالب”
من جانب الزبائن تصف أم أحمد الأسعار بأنها مناسبة هذا العام، وتقول إن “الباعة يراعون مستويات الدخل المتفاوتة بين الأهالي، كما أن هناك أعداداً كبيرة من الموديلات، والاقبال من النساء والرجال والأطفال تقليد معروف في القطيف”.
محمد حسن السيهاتي يشير إلى التقليد المتعارف بين الناس، فأيام عاشوراء “لها طابع خاص في نفوس الناس، ولذلك يحرصون على إظهار الحداد طيلة أيام عاشوراء”.
البائع الراحل
قبل أيام من بداية عاشوراء؛ يعود الشاب بدر أحمد آل شهاب إلى ذاكرة زبائنه للترحم عليه. الشاب كان صاحب “محل بدر استايل”، وهو متخصص في بيع الملابس الجاهزة، وكان معروفاً بتوفير ملابس عاشوراء، لكنه رحل عن عالمنا قبل شهرين تحديدا في شهر ذي القعدة.
إحدى زبوناته اسمه كوثر محسن.. تقول “أنا إحدى زبائن محل الراحل بدر ستايل الذي كان يوفر لزبائنه كل مايحتاجونه من ملابس وتيشيرتات، وبأسعار جيده في متناول الجميع. ألف رحمه عليه”.