الانطباع الذهني عن الذات.. تسكّع مع الرابحين

صادق المحسن

معظم الآلام النفسية ناجمة عن الصورة الذهنية عن النفس، حيث تطرأ على العقل في اليوم الواحد آلاف المشاعر السلبية، في الغالب..

نحن نتأثر فقط بما نتمسك به، وانطباعاتنا عن ذواتنا، وهذه هي بداية صناعة الصورة الذهنية.

في الوقت ذاته نحن نصدق ما يدور في التفكير ونقوم بإنشاء كل شيء يجري حولنا، فنحن لا نتلقى الواقع بل نُنشئه، ونعيد خلقه من جديد بما يتوافق مع التصور الذهني، من خلال البيانات الأولية المخزنة في أذهاننا، ونعتقد أنها الحقيقة ونتعامل معها على هذا الأساس.

ثم نقوم بتشكيل عالم متماسك من المشاعر المختلفة، مع أنه لا يوجد شيء حقيقي إلا من خلال القنوات التي تقوم على الشعور بها مثل: الاحساس بالألم أو المتعة، أو التصور البصري، أو الشعور العاطفي، أو التفكير. إذ إن أي أمر يقوم به الدماغ؛ يتم توصيله إلى بقية أجزاء الجسد.

عند الشعور بالحزن، أو الاعتقاد بالخطر، فإن جميع خلايا الجسد تتشارك في هذا الإحساس، ومن الناحية التقنية ما يعمل به العقل مع الجسد ما هو إلا تغذية راجعة.

ردود الأفعال ما هي إلا نتيجة اندماج العقل بالجسد وارتباطهما بالعالم الخارجي، وذلك عن طريق إرسال تقارير استجابة لكل خلية من خلايا الجسد.

وفي المقابل؛ تترجم الخلايا عملية التفكير حيال ذلك.

والنتيجة الفعلية لكل هذا؛ هي خلق واقع حول وجهة النظر، وحينها تتكون الحقيقة الثابتة للتصور الذهني.

وهناك عدة إجراءات للمساعدة في التخلص من الانطباع الذهني الذي تكون عن الذات:

١) الابتعاد عن المقارنة بالآخرين.

٢) التعبير عن النفس بطريقة خاصة ومختلفة عن الجميع.

المخلوقات الأخرى تمتلك تعبيرها الخاص. ويمكن التمثل بشجرة الموز التي تعبر عن نفسها بطريقة مختلفة تماماً عن بقية الشجر، دون أي مقارنة.

٣) حينما نتوقع الأسوأ سوف يتجلى ذلك التوقع في الواقع الأسوأ.

٤) ضرورة زيادة مستوى الوعي؛ فعند فقدان الوعي فإن العقل يتلقى التدفق المستمر من مدخلات العالم الخارجي على نحو سلبي، وفي حالة الإدراك يتم الاختيار وإعادة تفسير أي شيء من المدخلات الأولية التي تعمل لصالح الذات.

وفي هذه الحالة: تستطيع أن تحدد، تقرر، تفرز، تتقدم، تصنع خيارات حول ما يجب قبوله وما يجب رفضه.

٥) الأنا هو الدفاع المستميت في حماية الشخص دون داعٍ، فالأنا تُزيّف الخوف وانعدام الأمان. ومثال ذلك أن تشعر بالضآلة في الداخل وتخفي ذلك، وتتعامل بتبجح في الخارج.

٦) الرفقة او مجموعة المساندة الذاتية. هي تقنية “التسكع مع الرابحين”، وتكمن الفائدة هنا على المستوى النفسي للوعي، ويصبح هناك إرسال الى الطاقة الإيجابية، وإعادة تحريك أشكال تفكيرنا الإيجابي، وضمن قوانين الوعي؛ يجذب المثيل مثيله.. الوجع يجذب وجعاً، والحب يجذب حباً.

٧) إن مصدر الحزن يأتي من التعلق بسبب الشعور بعدم الاكتمال، ولهذا نرتبط بالأشياء والناس والعلاقات والأماكن والمفاهيم.

والفائدة المرجوة من حاجتنا الداخلية للآخرين في اللاوعي؛ إنما هي من أجل إشباع احتياجاتنا الداخلية، فحين تفقد شخصاً ما نعتقد في التصور الذهني عدم إمكانية الاستغناء عنه، ووقتها يكون الانطباع الذهني هو من صنع ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×