عن المرأة وبناء المجتمع السوي
هالة الشماسي
لتيودور هسبرغ يقول:
أفضل ما تستطيع أن تقدمه لأطفالك -كأب- هو أن تحب أمهم، ويقول أيضا شاعرنا العربي الكبير:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
وكما يقول الكاتبان الكبيران فلا تُبنى أسرة سليمة ولا شعب صالح إلا من خلال تعاملك الصحيح العادل مع المرأة.
ولا تستطيع أن تخلق مجتمعاً سوياً إذا كنت من الأصل تخلق أٌسراً غير سوية، ولا تستطيع أن تنتج جيلاً صالحاً متصالحاً مع نفسه ومع العالم إذا كنت لا تصدّر له من البداية مبادئ العدل والحق والمساواة عند التعامل مع أمه منذ طفولته وبداية نشأته.
فإذا شُرع للأب من البداية أن يظلم زوجته أم أولاده كأن يخونها أو يُهملها أو يقلل من احترامها بأي طريقة من الطرق، وكان ذلك على مرأى من طفلها؛ فإن طفلها هذا لن يكون أمامه إلا إحدى الخيارات التالية.
إما أن يقتنع بأن الظلم هو شيء جائز أن يمارس على البشر، خاصة إن كان المجتمع يقبل بذلك ويرحب به إن حصل على بعض فئاته مثل المرأة.
والدته هي صاحبة الفضل الأكبر عليه في هذه الدنيا، ومع ذلك يرى أن من الجائز أن تٌظلم.. إذن؛ فمن لا يجوز أن يُظلم؟! وتبعاً لتلك القناعة التي تشكلت سواءً في الوعي أو اللاوعي عنده؛ فسيصبح الابن شخصية ظالمة بالفطرة لا يؤمن شرها.
أو خياره الآخر هو أن يؤمن بأن والده على خطأ، وأن أمه مثلها مثل والده، وتستحق كل الحقوق التي يستحقها والده، وإن أبى المجتمع ذلك، ويستمر الابن في حياته بمبادئ إنسانية صحيحة وغير مقلوبة رأساً على عقب.
المرأة هي الرحم التي تعبر به الأرواح إلى الدنيا، وعلاقة الطفل بوالدته ليس كمثلها علاقة، والطفولة هي بداية كل شيء.
الطفل لا يسمع المواعظ والخطب التي تُلقى في المنابر، ولكنه يُقلد والديه أو من يربيه، ويفعل ما يفعله المجتمع.
لا تستطيع أن تزرع في إنسان مبادئ العدل الحب والحق والخير، وأنت قد سفكت كل تلك المبادئ، وانتهكت أهم الحقوق عند تعاملك مع أمه.
لذا فقد تكون حقوق المرأة أول وأهم الحقوق التي يجب أن لا يُتهاون بها، لأنها هي صاحبة الأثر الأول والأكبر في نشأة ضمير الإنسان.
فإما أن تُحيي ذلك الضمير في الإنسان منذ طفولته أو أن تقتله في مهده فتجور على أمه وتسلبها حقوقها.
والحمد لله أن الأم خاصةً والمرأة عامة قد حصلت على الكثير من حقوقها في وطننا الحبيب و يعود كل الفضل في ذلك إلى ملكنا سلمان آل سعود وولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان آل سعود – حفظهما الله وأطال في عمرهما.
كلام جميل ومرتب
موفقه
السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين من الاولين و الاخرين… نتمنى ان تكتبي مقال عن فضلها و هل هي قدوة للمراة او لا؟
جميل جدا سلمت يداك