نصّاب باسم العمل الخيري

نادر الخاطر

شاهدنا كثيراً من مقاطع الكوميديا في برنامج التكتوك، وكذلك حبكات درامية من الأكشن في محرك اليوتيوب، لكن بنحو شخصي سوف أقص لكم حكاية واقعية تجري أحداثها في ميادين التطوع الخيري ومن يدّعون العمل لوجه الله. بالرغم بأن التوعية التي يقوم بها الرجال الصالحون مع وسائل التواصل الإجتماعي لها أثر كبير في نشر الوعي الثقافي للحذر من المحتالين.

في مساء اليوم بعد الانتهاء من بعض الأعمال في منطقة الدمام أردت تشغيل السيارة لكن مع الأسف لم يعمل المحرك رغم محاولتي تشغيله عدة مرات، بعدها أبصرت شابا من الجنسية اليمينية يتجه نحوي ثم توقف بالقرب من سيارتي وأخبرني بأنه رجل ذو خبرة كبيرة في كهرباء وميكانيكا السيارات، وأنه متوجه في طريقه إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة، وسيكون أكثر سعادة عندما يساعد الناس بالخير قبل دخوله المسجد. بعدها قال لي سوف أجعل سيارتك تعمل لا تقلق حيث أملك خبرة كبيرة في السيارات وعملي هذا لوجه الله دون مقابل، فقلت له تفضل في تشغيل السيارة.

فتح المحرك للفحص ثم أخبرني لربما السيارة تحتاج إلى ماء في خزان الحرارة، وقال لي: توجه إلى البقالة وأحضر قارورة ماء كبيرة، لا تقلق على السيارة في الحفظ والصون فأنا همي الشاغل مساعدة الناس لوجه الله.

 كانت البقالة تبعد 5 دقائق سيراً على الأقدام، توجهت إلى البقالة واشتريت الماء، وعندما عدت إلى المكان كانت المفاجأة.. اختفى الشاب واختفى جوالي من السيارة؛ لقد كان نصّاباً (حرامي) نصب عليّ لسرقة الجوال والسيارة… الحمد لله كان مفتاح السيارة في حوزتي ولم أتركه فيها، وإلا لكانت الفاجعة أكبر، ولكانت السيارة مسروقة أيضاً.

السلوك في إضرار الناس يتعلق بأمر كبير، بتربية الفرد والأخلاق، ولربما ليس له علاقة كما هو شائع عند البعض بأن الفقر أو التقدم التقني يكون السبب في جعل الشباب نصابين في المجتمع حيث الثقافة ليست مرتبطة بالثراء المادي إنما الثقافة وإصلاح المجتمع مرتبطة بالثراء الأخلاقي. ليس الكاتب فقط كان ضحية النصب باسم الدين (العمل لوجه الله)، حيث يوجد أفراد وجماعات وقعوا في فخ النصب باسم الدين والمساعدة الإنسانية.

من الخزي والعيب على الشاب أن ينصب باسم العمل التطوعي في مساعدة الناس، مع الأسف هناك الكثير من يلبس التقوى والإنسانية في خدمة رغباته، كذلك نحن المجتمع لا نكون أكثر سذاجة في الثقة بالشخص حين يتعلق الأمر فقط بكونه مساعدة لوجه الله… مثل ما حصل معي في سرقة جوالي.