“صُبرة” في منزل “أفراح”.. عادت إلى الحياة من وزن 300 كيلو ولدت زائدة وزن.. وعانت تنمّر زميلات الدراسة.. وقضت 7 سنوات على "كنبة"

القطيف: ليلى العوامي

“سأقف وتشاهدينني وأنا أمشي”. هذا ما قالته لـ “صُبرة” عصر أمس في منزلها. ووقت نشر هذا التقرير؛ ستكون في محلّ تجاري في مدينة سيهات، وهي المرة الأولى التي تخرج فيها من منزلها منذ 7 سنوات. والسبب هو وزنها الذي وصل إلى 300 كيلوا.

عبارة تتخللها قوة وأمل ومجهود كبير قامت به بنت القطيف “أفراح أحمد”، بعدما تسبب وزنها الزائد في مكوثها داخل بيتها وأصبحت سجينة السمنة المفرطة، لأكثر من 7 سنوات.

أنجبتها والدتها في المنزل من قبل ولاَّدة من الحي التي تعيش فيه، وكان وزنها 5 كيلو ونصف، تربت في منزل بسيط وبقيت على هذه الحالة بوزن كبير حتى البلوغ، وزاد وزنها أكثر مع ظروف الحياة والجلوس في المنزل، وعانت من تنمر الآخرين عليها.

أكثر من سبع سنوات، وأفراح ماكثة على مرتبة متوسطة داخل غرفة مستطيلة الشكل، والتلفاز أمامها على الجدار لا تستطيع الاستغناء عنه، لأنه الصلة الوحيدة التي تربطها بالعالم الخارجي.

وحين التقتها “صبرة” ـ عصر أمس في منزلها ـ قالت إنها طوال هذه السنوات وهي جالسة لا تستطيع الحركة، أحياناً تميل لتجلس حتى لا يتأذى جلدها، وأحياناً تنام، مواجهة مشاكل ضيق التنفس التي لا تفارقها، لا يزورها إلا المقربون وجاراتها “الحبايب” كما وصفتهم.

أضافت “أصبحت أماً للجميع بعد وفاة والدي، ولم أكمل دراستي وحملت المسؤولية وجلست في المنزل كي أقوم بواجباتي تجاه والدتي وإخوتي حتى لايشعروا بالنقص، كنت أُلبي لهم كل احتياجاتهم.. يكفيهم ألم اليتم”.

وعن التعليم قالت “جدي كان شديداً، وكل الأمور كانت بيده لكن والدتي أصرت على أن ندرس، فدخلت المدرسة وعمري 11 سنة، وأختي 10 سنوات، وأختي الثالثة ست سنوات، درست في محو الأمية أربع سنوات، ثم المتابعة عامين، في المدرسة القريبة من منزلنا.. دراستي كانت دراسة خوف بسبب جدي رحمة الله عليه”.

الفرج من بعد العناء

لم يكن أحد يتوقع أن ينخفض وزن أفراح، كانوا يتنمرون عليها حتى أيام الدراسة.. كانوا لا ينادونها إلا بوصف “الدُّبه”، وكانت تحزن تقول “لو استمعت لهم وتأثرت بهم ما كنت سأصل لما أنا عليه الآن، الحمد لله، وسأواصل في مواجهة مشكلتي وإنزال وزني ولن أعود إلى الوراء، فما بدأته هو النجاح الحقيقي في حياتي”.

الميزان ينكسر

هذا ما كانت تسمعه أفراح حينما ترغب في معرفة وزنها تقول “لا أعرف وزني.. كم كنت أتحاشى الوزن ولم أزر الطبيب في حياتي.. لذا لا أعرف وزني كم. حتى مع دخولي المستشفى الآن لم أسأل عن وزني وصل كم؟”.

تكميم طبيعي

“مستحيل”.. هذه الكلمة قالتها أفراح حينما سألتها “صبرة”: لماذا لم تُجري عملية تكميم..؟ وضحكت وقالت “أتدخل في جسدي مستحيل”. أفراح رفضت كل العمليات الحديثة ولجأت إلى الطريقة الطبيعية.. الحمية. مع اختصاصية تغذية.

ومنذ أن خضعت أفراح للحمية وهي في تحسن، أخذت تشعر بحياة جديدة وعالم من الحماس مختلف تماماً، تقول “الحياة تغيرت أصبحت أنظر إلى نفسي نظرة اعتزاز وثقة صحيح، جسمي الآن مترهل لكن كل شيء سينتهي، وأتمنى أن أخضع لعملية تنظيم هذا الترهل قريباً”.

وميض مشرق

تشير أفراح إلى يديها قائلة “الاختصاصية قالت لي إن هذا الترهل سيذهب ويدك هذه هي ما ستبقى”.. تصمت قليلاً وتعود تقول “يعني هذا الجزء الرشيق هو يدي الحقيقية”.

وأضافت “سأقف وتشاهدينني وأنا أمشي”. مشت أفراح ـ أمام “صُبرة” ـ خمس خطوات بثقة أمسكت بعكازها الحديدي، ولكنها تركته للحظة لأشاهدها وهي تتمشى في غرفتها البسيطة، وهي تمشي قالت “جسمي أصبح أخف، أصبحت أقوم بسرعة. سابقاً كنت لا أستطيع، وكانوا يحملونني ببطانية لو احتجت إلى العلاج في الآونة الأخيرة، بسبب ضيق التنفس عندي”.

تصمت بحزن وهي تقول “تخيلي يسحبونك ببطانية، أخجل أحياناً، ولكن لا حول ولا قوة، فلا شيء غير البطانية كان يحركني بسبب ثقل جسمي”.

مازالت أفراح تحت الرعاية الصحية، حتى تستعيد الوزن الطبيعي وتتخلص من الترهلات التي تعاني منها بسبب نزول وزنها على مدار ثلاث سنوات منذ العام 1441هـ مع بداية فايروس كورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×