بعد غروب اليوم.. “الزهرة” اقترب بـ “نبتون”
جدة: واس
يرصد في سماء الوطن العربي بعد غروب شمس اليوم (الأبعاء)، اقتران الزهرة أكثر الكواكب لمعاناً -3.8، مع كوكب نبتون +8.0، الأكثر خفوتاً في النظام الشمسي. وسيفصل بينهما 0.3 درجة فقط باتجاه الأفق الغربي.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن كوكب نبتون “لن يكون مرئيًا للراصد بالعين المجردة، ولكن عند توجيه المنظار نحو كوكب الزهرة، سيظهر في صورة نقطة ضوئية، أسفل الزهرة، ويمكن كذلك رؤية الكوكبين سويًا في مجال رؤية التلسكوب بسبب المسافة الظاهرية الصغيرة بينهما”.
وقال “عند مراجعة الاقترانات الكوكبية، سيكون من النادر جدًا العثور على اقتران بين كوكبين مختلفين، مثل الزهرة ونبتون، ويتمثل الاختلاف الرئيس بين الكوكبين في الظروف القاسية من حيث الحرارة الشديدة، ودرجات الحرارة الباردة لدى الآخر”.
ويبعد كوكب الزهرة حوالي 108 ملايين كيلومتر من الشمس، وهو يشبه الأرض من حيث الحجم والكثافة والتركيب الصخري، ولكن مختلف بدرجة كبيرة في درجة حرارة سطحه البالغة 475 درجة مئوية، وهي ساخنة بدرجة كافية لإذابة الرصاص، ويعتقد أن سطحه مغطى بالبراكين، حيث تساعد هذه البراكين في تأثير الدفيئة الذي يحدث في الغلاف الجوي السام.
وأفاد أبو زاهرة أن كوكب نبتون “هو الثامن من الشمس، ويبعد حوالي 4.5 مليارات كيلو متر عن الشمس، وهذه المسافة تعادل 30 ضعف المسافة بين الأرض والشمس مما يعني أن نبتون يستغرق 165 سنة أرضية لإكمال مداره”.
يُشار إلى أن الزهرة ونبتون يشترك بينهما عدم قدرتهما على استضافة الكائنات الحية، فالغلاف الجوي يصنع درجات حرارة عالية جدًا على كوكب الزهرةن ويتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون، كما أنه يصنع ضغطاً جوياً عالياً جدًا على سطح الكوكب يزيد 90 مرة عن تلك الموجودة على الأرض عند مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى درجات الحرارة شديدة البرودة.
ويخضع نبتون لسرعات رياح عالية جدًا، حيث تبلغ سرعة الرياح عند خط الاستواء للكوكب حوالي 1000 كيلومتر في الساعة، لكن سرعة الرياح ترتفع عند العاصفة العملاقة للكوكب الجليدي العملاق، البقعة المظلمة العظيمة، لتصل إلى أقصى درجات، حوالي 1900 كيلومتر في الساعة، في حين سيبقى الكوكبين فوق الأفق بعد غروب الشمس لحوالي ساعتين.