حلا آل ماجد تُطوّع الهندسة لعلاج عظام كبار السن الوحيدة من القطيف المشاركة في آيسف 23
القطيف: ليلى العوامي
رغم سنها الصغيرة، إلا أن طموح حلا أحمد بن جعفر آل ماجد ينافس طموح العلماء والمبتكرين، وذلك عندما أرادت تطويع الهندسة الحيوية، واستثمارها بشكل علمي دقيق، في علاج أمراض العظام، وبخاصة كبار السن.
وتأهلت حلا لتمثيل المملكة في آيسف 2023، لتكون الطالبة الوحيدة التي تمثل القطيف في هذه المسابقة. وهي تدرس في الصف الثالث الثانوي في مدارس الظهران الأهلية.
ولم يكن هذا التأهل من فراغ، وإنما من جهد كبير بذلته، وحصلت به على المركز الخامس من حفل الجوائز الكبرى، ضمن 40 طالباً وطالبةً، اختيروا ببحوثهم العلمية لتمثيل المملكة في المسابقة الدولية، من بين 146 ألف مبدع، شاركوا بأبجاثهم في معرض إبداع للعلوم والهندسة، الذي نظمته “موهبة”، بالتعاون مع وزارة التعليم.
وتشارك حلا ببحث يحمل عنوان “تأثير صلابة سقالة الببتيد ثلاثية الأبعاد هيدروجيل على تكاثر الخلايا العظمية والتمايز”، ويعتمد البحث على نظريات الهندسة الحيوية وأبحاثها.
ومنذ وقت مبكر، تعشق حلا مادة العلوم، وتحديداً دروس الأحياء، وتعمقت في دراستها خلال المرحلة الثانوية. وتقول “منذ أن كنت صغيرة، وأنا مهتمة بمادة الأحياء لقربها من حياتنا اليومية، ولهذا سجلت في البرنامج الصيفي الذي تقيمه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في مجال الطب الهندسي، وتعاملت مع الخلايا البانية للعظم”.
وطموح حلا لا حدود له، فهي تأمل أن يساهم بحثها في علاج أمراض العظم التي يعاني منها كبار السن، من خلال تطويع هندسة أنسجة العظم خارج جسم الإنسان، باستخدام مادة تتوافق مع طبيعة جسم الانسان.
وترجع حلال ما وصلت إليه من مستوى إلى الله، ثم الأهل. وتقول “بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ودعم الأهل لي، بداية من والدي إلى جدي وجدتي وخالاتي وأخوالي وعماتي وأعمامي وأولادهم، حققت ما أنا فيه اليوم، ولا أنسى أيضاً جهود مدارس الظهران الأهلية، ممثلةً في المعلمات والمشرفات والزملاء، من خلال تشجيع مستمر وتثقيف دائم عبر البرامج المقدمة من موهبة”.
وبلغة علمية، تحدثت حلا لـ”صبرة” عن مشروعها. وقالت “يركز على تحديد تأثير صلابة حاملات هيدروجيل الببتيد ثلاثي الأبعاد على تكاثر الأوستيوبلاست، وتمايزها للطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، وهندسة الأنسجة العظمية في الولايات المتحدة فقط”.
وأضافت “هناك حوالي 43.6 مليون شخص يُعانون من أمراض العظام، مثل هشاشة العظام، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتؤدي هذه الأمراض إلى إصابات في العظام، لا يمكن إصلاحها، هذه الإصابات عادة ما تكون ناتجة عن حالات الانقطاع في تمايز الخلايا البانية للعظم (الأوستيوبلاست)، وتكاثرها، وأداءها لوظائفها”، مشيرة إلى أن “الأوستيوبلاست هي الخلايا الجذعية الوسيطة المسؤولة عن تصنيع بروتين نسيج العظام وتنظيم تمعدن الهيكل العظمي”.
وأكملت حلا “كشف باحثون عن إمكانات الخلايا الجذعية، وتحديداً الأوستيوبلاست في علاج الأمراض التنكسية والمزمنة. علاوة على ذلك، أثبتت دراسات متعددة أن النسيج الخارجي للخلايا، يلعب دورًا مهمًا في تمايز الخلايا الجذعية، وقد تم استخدام الببتيدات فائقة القصر ذاتية التجميع في العديد من الدراسات السابقة، وهي مادة شبيهة بالجسم الصناعي لزراعة الأنسجة ثلاثية الأبعاد والطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، التي تعتبر مثالية لمحاكاة ومعالجة خصائص النسيج خارج الخلية”، مضيفة “نهدف في هذا البحث إلى تحديد الصلابة المثالية للنسيج الخارجي باستخدام الحبر الحيوي المنخفض التكلفة ذاتي التجميع IIZK لدعم نمو وتكاثر الخلايا البانية للعظم (الأوستيوبلاست)، وفهم التفاعلات من خلية إلى مصفوفة في المختبر”.
اللهم زدها علما و كثر من أمثالها يا كريم.
هنيئا لك و لوالديك و لبلدك و الله يرفع شأنك و يوفقك لخدمة البلد و الإنسانية.