أصابع القطيف قرأت لغة الفرنسي “برايل” منذ عام النكسة قصة طفل أنار عالم المكفوفين بنقاط بارزة
القطيف: صُبرة
فيما يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للغة “برايل”؛ تكون القطيف قد أتمّت 56 عاماً على أوائل من عرفوا هذه اللغة فيها. ولغة “برايل” هي لغة المكفوفين؛ عرفها سكان العالم قبل قرابة قرنين، على يد الفرنسي “لويس برايل” الذي ابتكر طريقة اللغة.
في عام 1967م؛ تأسس ما كان يُعرف بـ “معهد النور”، وذلك من أجل استفادة المكفوفين من التعليم الحكومي، ومنذ ذلك التاريخ تخرّج كثير من الذين فقدوا نعمة البصر من هذا المعهد، قبل أن تتعدّل السياسات التعليمية وتدمج المكفوفين مع الأصحاء في بعض المدارس المتخصصة.
قبل 214 عاماً، وُلد الطفل الفرنسي لويس بريل، وفي سن مبكرة من حياته، تعرض حادث، أفقده بصره، ولكنه مع ذلك واصل دراسته، وحصل على منحة دراسية من المعهد الملكي الفرنسي للشباب المكفوفين.
ولأنه كان يستشعر معاناة المكفوفين، تمكن بريل من اختراع لغة جديدة، حملت اسمه، يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر للقراءة والتعلم، تم اعتمادها لغةً رسمية للمكفوفين.
وفي 4 يناير من كل عام (اليوم)، تحتفل مختلف الدول باليوم العالمي للغة البرايل، باعتبارها وسيلة للإحقاق الكامل لحقوق الإنسان للأشخاص المعاقين بصريًا وضعاف البصر. ويعد هذا اليوم فرصة لإحضار اللغة المكتوبة إلى الواجهة، باعتبارها شرطاً أساسياً لتعزيز الحريات الأساسية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة وافقت رسميًا على اللغة في نوفمبر من العام 2018، ليقام الاحتفال باليوم العالمي للغة برايل للمرة الأولى عام 2019.
لويس بريل
وبجانب الاحتفال بلغة البريل، يصادف اليوم أيضاً الذكرى السنوية لميلاد بريل لويس بريل، الذي ولد عام 1809. والاحتفال باليوم العالمي سنويًا ليس فقط تقديراً لميلاد لويس بريل، بل أيضا بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية محو الأمية بطريقة بريل.
طريقة بريل
ولمن لا يعرف، طريقة بريل هي نظام من النقاط المرتفعة، التي يمكن قراءتها بأصابع المكفوفين، وأولئك الذين يعانون من ضعف جزئي في الرؤية. ويتكون كل حرف ورقم، وحتى رموز موسيقية ورياضية من 6 حروف (نقاط)، تضمن إيصال المعلومات المكتوبة للمكفوفين.
وتشير اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إلى طريقة بريل، باعتبارها وسيلة للاتصال، وتعتبرها أساسية في التعليم وحرية التعبير والرأي، والوصول إلى المعلومات والاندماج الاجتماعي لمن يستخدمها.
ليست الوحيدة
ولم تكن لغة بريل الوحيدة التي تم اختراعها للمكفوفين، فقبل اختراع لويس، اعتاد المكفوفون وضعاف البصر على القراءة باستخدام نظام Haüy، الذي كان يتضمن أحرفًا لاتينية منقوشة على ورق سميك.
ومع ذلك، كانت هذه الطريقة معقدة، ولم تسمح للناس إلا بالقراءة وعدم الكتابة، وشجعت عيوب نظام Haüy طريقة بريل على إيجاد بديل أسهل.
أهمية بريل
بينما يتم التعرف على لغة بريل في أغلب الأحيان، باعتبارها وسيلة للقراءة للأشخاص المكفوفين تمامًا، يستفيد العديد من الأشخاص من هذه الطريقة، وإمكانية الوصول التي توفرها، وهذا يشمل الأفراد الذين يعانون من إعاقات بصرية وإعاقات شديدة، والأفراد الذين يعانون من فقدان حسي مزدوج.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية، هم أكثر عرضة من أولئك الذين يتمتعون ببصر كامل لتجربة معدلات أعلى من الفقر والعيوب التي يمكن أن تصل إلى مستوى عدم المساواة مدى الحياة.
وتقدر المنظمة أن هناك على مستوى العالم نحو 39 مليون شخص مكفوف، و253 مليونا آخرين يعانون من نوع من ضعف البصر.
ويخلف عدم تلبية احتياجات نحو مليار شخص من ضعف البصر القريب أو البعيد أو الوفاء بحقوقهم عواقب واسعة النطاق.
بالنسبة لهؤلاء، توفر لغة برايل تمثيلًا تكتيكيًا للرموز الأبجدية والرقمية، حتى يتمكن المكفوفون وضعاف البصر من قراءة الكتب والدوريات المطبوعة نفسها كما هي متوفرة في شكل نص قياسي.
وعززت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، المعتمدة في عام 2006، حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم. وتعتبر هذه الاتفاقية طريقة بريل ضرورية للتعليم وحرية التعبير والرأي والوصول إلى المعلومات والاندماج الاجتماعي.
وتتعهد خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي تم تبنيها في عام 2015، بعدم تخلف أحد عن الركب بهدف ضمان تمتع جميع البشر بحياة مزدهرة ومُرضية.
5 حقائق عن برايل
ـ تُستخدم هذه الطريقة في كل بلد تقريبًا في العالم، وهناك رمز بريل لكل لغة تقريبًا.
– يمكن كتابة لغة بريل بطرق مختلفة عدة، ويمكن نقشها بقائمة وأنماط أو يمكن طباعتها باستخدام آلة كاتبة بطريقة بريل.
– في السنوات الأخيرة، أصبح المزيد من الألعاب متاحًا بطريقة بريل بما في ذلك مكعب روبيك ولعبة الورق الشهيرة UNO وLEGOs.
– تختلف الآلة الكاتبة بطريقة برايل عن الآلة الكاتبة النموذجية، وتحتوي أجهزة بريل على 6 مفاتيح مرتبطة بكل نقطة من النقاط الست في خلية بريل، إضافة إلى مفتاح مسافة وزر إدخال ومسافة للخلف.
تقارير أخرى في أيام لاحقة..
اقرأ أيضاً