[مبصرون] زهير الخليفة.. الماء الأزرق سرق النور.. لا الإرادة مستقبل لاعب "الخليج" تغيّر إلى التعليم

القطيف: أفراح آل شويخات

ما بين الصورتين فرق بين مرحلتين في حياة المعلم زهير الخليفة.. صورة الطفل ذي العينين الواسعتين الجميلتين، وصورة الرجل الذي فقدت عيناه النور، وتغيّرتا تماماً، حتى في المظهر.

لكن ذلك لم يغير شيئاً من رضا مع النفس، والتصالح مع الذات، ويفتخر زهير علي الخليفة بما أنجزه طيلة حياته، رغم إعاقة فقد البصر. ويرى الخليفة أن جميع أنواع الإعاقات، ليست مانعاً من أن يحقق الإنسان ذاته، ويبني حياته كيفما يشاء، مستعيناً بعزيمته وإرادته على صنع المستحيل.

الخليفة الذي ولد مُبصراً، لعب لفريق كرة القدم في نادي الخليج عامي ١٤١٨-١٤١٩هـ. وكان يحلم بأن يكون لاعباً محترفاً، ولكن في عام ١٤٢١ أصبت بمرض الماء الأزرق، الذي أضعف بصره شيئاً فشيئاً، إلى أن فقده كلياً في منتصف عام ١٤٢٢هـ.

ويقول الخليفة لـ “صُبرة”: “بدأت رحلة العلاج في مستشفيات المنطقة الشرقية، متنقلاً بين الدمام والقطيف، ولكن دون جدوى، وهو ما اضطرني بعد ذلك إلى الذهاب للعلاج في الرياض، وإجراء عملية الليزر على حسابي الشخصي، قبل أن يصبح العلاج حكومياً، عندها خضعت لـ3 عمليات ليزر، كلها أيضاً كانت في الرياض، بالإضافة الى عملية ربط لأنسجة العين”.

لم ينس زهير أن يرفع “لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس” شعاراً لرحلة علاجه ومسيرته التعليمية.. يقول “رغم فقد البصر، لم أيأس أبداً، وكان لدي إصرار على إكمال تعليمي، وبالفعل، درست الثانوية التجارية في مدينة الدمام، بعدها استكملت تعليمي في ثانوية المدينة المنورة في الدمام (دمج) في عام 1424، وبعدها انتقلت إلى مدرسة القطيف للثانويه (دمج)، وتخرحت فيها عام 1424، وكنت التاسع على مستوى المملكة للمكفوفين”.

يتابع الخليفة “بعد تخرجي في الثانوية، أكملت دراستي في جامعة الملك سعود في الرياض، في تخصص “تربية خاصة وصعوبة تعلم”، وتخرجت في الجامعة عام 1429”. يضيف “ثم تعمقت في الدراسة، واطلعت على الدراسات الإسلامية والخطابة على يد كثير من المشايخ، من أبرزهم الشيخ محمد المشيقري الذي تتلمذ على يديه الكثير”.

ويستطرد “في عام 1431 تم تعييني مدرساً في مدرسة  جعفر بن أبي طالب في القطيف، وما زلت على رأس العمل فيها إلى اليوم”.

وفي خطوة منه لإتمام مسيرة حياته أكمل الخليفة نصف دينه، ورزقه الله الذرية الصالحة. ويقول “خلال مسيرتي، لم تكن هناك صعوبات تواجهني، بل على العكس، كل شيء كان مُيسراً، الأهل والأصدقاء من حولي لم يشعروني بأي صعوبات تُذكر، وهو ما شجعني على الزواج والإنجاب”.

ويكمل الخليفة “اليوم كلي فخر واعتزاز بنفسي على ما قدمته طوال مسيرتي، فأنا أب لخمس بنات، عملت جاهداً على إسعادهن مع أمهن (أم فاطمة) زوجتي التي رافقتني ووقفت بجانبي، فشكراً لها ولبناتي على ما قدموه لي”.

ويقول “أنا اليوم قادر على مواصلة الحياة رغم فقد البصر، وقادر على أن أكون عنصراً فعالاً في المجتمع، بتقديم دورات في مجالات تخصصي، حتى يستفيد الجميع”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×