كرنفال المرجعية.. وأهل الخبرة

علي آل سيف

في ظل التنافس المحموم من عدة جهات وأطراف، للأسف، بغية الإعداد لمرجعية المستقبل وُلد هذا الموضوع الذي أود التعرض فيه لأمرين.

الأمر الأول

إن الإنسان الملتزم البصير يعيش حالة الاستنكار تجاه إسراف البعض في موضوع التمهيد للمرجعية الدينية المستقبلية والعجلة في ذلك وكأننا في كرنفال انتخابي..!

وذلك مع وجود من بهم الكفاية متّعنا الله بطول بقائهم.

نعم من الجيد الاستعداد لهذه المرحلة الجائية بلا شك واللحظة الآتية بلا ريب، حيث لا مفر من المنون ولا مهرب من سنة الله على خلقه، ولكن ذلك كله ينبغي أن يسير بنحو طبيعي عقلائي سليم وبوعي إيماني منطقي حكيم، بمعنى أن يستحضر المؤمن يد التقدير ويستذكر كف الغيب فالله له الأمر من قبل ومن بعد وللبيت رب يحميه.

الأمر الثاني

أهل الخبرة في نطاق التخصص الفقهي وشؤونه ومقدماته

لا يخلو الشخص منهم بالحصر العقلي من إحدى ثلاث حالات.

الحالة الأولى

أن يكون الشاهد منهم أعلم من المشهود له.

وفيه أنه مضافا لكونه خلف الفرض فهو قبيح أيضا لما فيه من تقديم المفضول على الفاضل وهو خلاف الحكمة وفيه نقض للغرض.

الحالة الثانية

أن يكون الفرد من أهل الخبرة مساويا للمشهود له علما وعليه لن تكون هناك ميزة تُلجئ الناس للرجوع إلى المشهود له دون الشاهد إلا إذا امتنع الأخير عن التصدي

وبعبارة ثانية فإن دعوى أعلمية المشهود له خلف فرض كونهما متساويين، فحين لم يمكن إحراز مثل هذه الدعوى صار تقديم المشهود له ترجيحا بلا مرجح.

الحالة الثالثة

أن يكون الواحد من أهل الخبرة دون المشهود له في العلميّة وهذه الحالة صعبة من حيث أنها تفرض علينا ثغرة تفتقر للرد واستفهاما يحتاج للإجابة

والسؤال هو أنّه كيف تسنّى لمن هو دون المشهود له أن يشهد بتقدّمه على غيره فيحاكم الجميع منهم بما فيهم المشهود له ويقيّمهم وهو دونهم علميةً ؟!

والكلام في الحالات الثلاث أعلاه ناظر لمسألة الأعلمية،

وأما مسألة الاجتهاد فلا محالة بقبول الحالتين الأوليين بخصوصها أي فيما إذا كان المشهود له أدنى رتبة فهذه هي السيرورة الطبيعية كشهادة الأستاذ للطالب وكذا فيما لو كان المشهود له مساوي للشاهد كشهادة فقيهٍ ما لمعاصرٍ له من الفقهاء.

وأما إذا كان المشهود له أعلى رتبة من الشاهد فيرجع الإشكال المتقدم على الحالة الثالثة في مسألة الأعلمية

من تعذّر أو تعسّر قدرة الأدنى على تقييم الأعلى.

هذا ما سنح به النظر والله الهادي.

‫7 تعليقات

  1. استدراك (٣):
    للأسف الإنسان عدو ما يجهل
    لذلك يجعل من خلفيته العلمية المحدودة عنوانا للحقيقة المطلقة المسلّمة التي لا تقبل التشكيك
    وكأنهم اطلعوا على آراء أفراد هذا الحقل (بالجملة)
    مع العلم بأن بعض السادة -وليس بالضرورة أن يؤخذ برأيه ويُقبل- يذهب إلى نفي مسألة الأعلمية رأسا ! فليُتأمل كثيرا

  2. استدراك (٢):
    البعض يحاول جاهدا تصوير الترويج لبعض الأشخاص نابع من صميم الحوزة وهي براء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف هذا أولا
    وثانيا من يقرأ الردود يُخيل له أن كاتب المقال ليس منتسبا للحوزة أو هو بعيد عنها وعن أجوائها وكأنه جاء من لاس فيغاس !

  3. استدراك:
    طريقة (إن قلت)
    عفى عليها الزمن
    ومخاطبة الغير بالإفراد والتعبير عن النفس بصيغة الجمع يظهر منه ما لا يخفى من حب النفس
    ولكن غضضت الطرف عن ذلك حملا للآخر على الصحة والخير
    والله المستعان

  4. تعليق أخير:
    إن كان البعض قد عرف طلبة العلوم الدينية عن بعد
    فالكاتب قد جالسهم عن قرب
    ولو كان عندهم جواب لبان
    ولو كان الكاتب يفتقر للتواضع
    لما تحدث عبر الصحيفة مع مختلف شرائح المجتمع
    خلافا لكثير ممن يُدافع عنهم من الذين جلسوا في أبراج عاجية لأنهم يرون في أنفسهم سدنة المجتمع وسادته وما ينبئك مثل خبير

  5. ليس من دأبي الخوض في النقاشات الشخصانية
    ولست أمتلك الوقت الكافي فعلا للأسف
    ولعلي أرجع لاحقا إن سنحت الفرصة
    عموما أحببت الإشارة سريعا لعدة أمور:

    أولا: لا أدري ما هي الصعوبة في الربط بين فكرتي المقال فلست أتحدث عن جمع بين علمي الفيزياء والتفسير مثلا !
    فتعيين المرجعية السابقة واللاحقة أكثر ما يتصل بما يصطلح عليهم أهل الخبرة في عرفنا الاجتماعي.

    ثانيا: كان على البعض أن يحملنا على المحمل الحسن أيضا كما حمل الفئة الترويجية التي أشار لها المقال لا رمينا بأنا نجتر من الرافضين لفكرة التقليد
    والتشكيك في محسوبيتنا على خط المرجعية
    والأدهى والأمر أنه يسألني ويجيب بدلا عني فيتوصل إلى أن تقليدي باطل !

    ثالثا: الفقيه السيد البهشتي قدس سره لا يحتاج إلى تزكية مني ومن أمثالي ولا أدري ما سبب إقحام اسمه قدس سره مع أن المقال خال من الأسماء !

    رابعا: لم أدعي أن قولي حجة بحق أحد فكل ميسر لما خلق له
    ولكن أحببت التنبيه على التمسك بشماعة أهل الخبرة للسيطرة على مصائر الأمة ومقدراتها
    فليتبصر كذلك
    والله المستعان.

  6. لاضير من شهادة المفضول للفاضل بالافضلية عقلاً .. في جميع الفنون يمكنهم الاشارة لأجودهم من بينهم
    روى البخاري في التفسير وأبو نعيم عن ابن عباس قال، قال عمر : ” أقضانا علي”

  7. قرأت هذا المقال عدة مرات ولي عليه ملاحظات

    1.غير مترابط،،فإنه الأمرين لا ربط بينهما إلا بتكلف فاقع.
    2.المطلوب منا بحسب تعاليم القرآن والعترة حمل فعل الآخرين على الصحة..لاسيما إذا كانوا من العلماء الأتقياء،،لا رميهم بالتسرع والعجلة وكأنهم في كرنفال انتخابي!!!فإنهم بما أنهم يعيشون في قلب الحوزة ربما أدركوا ما لا يدركه البعيد عنها.
    3.كل طالب في الحوزة سمع باسم(((السيد علي البهشتي))) وكان من أهم أهل الخبرة الذين اعتمدت شهادتهم بعد وفاة السيد أبو القاسم الخوئي……وهو إما أعلم من بعض من شهد لهم أو مساو،،،ولكن لأنه رفض التصدي اعتمدت شهادته،،،فما يوجد أي مانع من الحالة 1و2 وللسيد البهشتي نظائر ونظائر يعرفها طلبة العلم.
    4.الإشكال المذكور في الحالة الثالثة إشكال مجتر من الأشخاص الذين يرفضون فكرة التقليد على تنوعهم،،،وقد أشبع العلماء هذا الإشكال نقداً وتزييفاً…ولو تواضع الكاتب وطرح هذا الإشكال على بعض طلبة العلم لأجابوه عنه.
    5.سؤالي للكاتب المحسوب على خط المرجعية: ماهي حجتك في تقليدك لمرجعك؟وجدانك أو شهادة أهل الخبرة أو الشياع؟إن قلت وجدانك فأنت بعد في أول الطريق ووجدانك كعدمه…وإن قلت شهادة أهل الخبرة رجع عليك إشكالك!!!وإن قلت الشياع… قلنا لك الشياع بين العوام أو الخواص؟إن قلت بين العوام فهو ليس بحجة…وإن قلت بين الخواص فهو غير مسلم لطرف من أطراف الشبهة…فتقليدك باطل.
    6.أنت مقلد ووظيفتك العمل بفتاوى مرجعك،،وكل المراجع يقولون بحجية شهادة أهل الخبرة،،،وأما قولك فهو ليس بحجة لا في حقك ولا في حق غيرك فتبصر.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×