في الزواج.. تناسَ.. تغاضَ.. ثِق.. وعاشر بمعروف الشيخ آل إبراهيم والراشد في ضيافة "بر سنابس"
من: سجى الحريري، إعلام الجمعية
بدأ الشيخ صالح آل إبراهيم حديثه بمقولة للإمام الصادق (ع) جاء فيها “لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته”.. إلى أن قال “واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها”. هذا ما بدأ في أمسية أسرية في مركز “سنا” بجمعية البرّ بسنابس، مساء الاثنين الماضي، بعنوان كيف يستمر الحب؟ بمشاركة الشيخ آل إبراهيم والخبير الأسري ناصر الراشد. بحضور 91 شخصًا من المهتمين.
الشيخ آل إبراهيم طرح سؤالًا مباشرًا للحضور: كيف تبدأ العلاقة الزوجية..؟ وكيف يكون حال الأزواج في فترة الخطوبة وبداية الحياة الزوجية؟
ليُجيب “العلاقات الزوجية بدايةً بفترة الخطوبة إلى السنوات الأولى تكون في أوج حيويتها وجمالها، ويكون فيها التواصل مع الشريك قويًا ولطيفًا ومهذبًا، والزوجان يكونان في أحلى طلة من خلال لباسهم وزينتهم، وهذا ما يُعطي للفترة الأولى من الحياة الزوجية صورة جمالية”.
وأضاف متسائلاً “ماذا يحدث للأزواج بعد 5 أو 7 سنوات؟”.
واستدرك “إنلاحظ تغيّرًا كبيرًا في العلاقات الزوجية بعد مرور هذه الفترة! والذي يكون ناتجًا عن عدم التزين والتجّمل، قلة أو انعدام الكلام الجميل، الحوار والتواصل وغيرها. وبيّن أن هذه التغيرات هي علامة فارقة كبيرة تدل على أنّ هناك شيئًا من النقص والتقصير والفتور في حياتهما”.
وأشار آل إبراهيم إلى كثرة شكاوى الأزواج في الاستشارات، ويقول إن أحد أسبابها ضعف العلاقة الحميمية، وفقدان الحب والاهتمام، وضعف التواصل وترك التأنق والتجمل.. وقال “نتيجة لهذا التغيير يتحول الحب والاهتمام إلى جمود وبرود، ونلاحظ ظهور مشاكل في الحياة الزوجية وزيادة الخلاف بين الشريكين”.
وحذّر من تجاهل هذه الأمور التي قد تتحول من مجرد خلاف إلى عدم انسجام ثم طلاق.
ثم أكّد آل إبراهيم أن “الوسائل التي تساعد على بناء الألفة وتحقيق الانسجام بين الزوجين كثيرة، أهمها: التعارف والانفتاح المتبادل بين الشريكين الذي يُعزز العلاقة بينهما، الحوار، التفاهم، التغاضي، التسامح، الاحترام، وكذلك المشاركة في الخدمة المنزلية والتربية للأبناء، وتقاسم الأفكار والطموح والأحلام والرغبات”.
بؤرة تركيز
وحين جاء دور الاختصاصي النفسي ناصر الراشد؛ قال إن “الأسرة هي بؤرة تركيز علماء النفس الأسري والاجتماعي وهي أساس تكوين المجتمعات، واللبنة الأساسية بحسب البحوث والدراسات العلمية، والأسرة المستقرة تنتج مجتمعًا مستقرًا معطاءً، والمكوّن الأساسي الذي يُسهِم في إنجاح الأسرة هو المكوّن العاطفي الانفعالي، حيث هناك ثلاث مصطلحات أساسية يُعبّر عنها الحب وهي: المودة ، الرحمة، والمعاشرة بالمعروف”.
وبيّن الراشد “متى تمّ ضبط سلوكنا الزواجي داخل الأسرة من خلال المودة والرحمة التي تعتبر كيمياء المحبة؛ نتج اللطف والحب، والرفق واللين، والإحسان ونتج الشعور بالامتنان والكثير من السمات النبيلة في شخصياتنا”.
وذكر الراشد أنّ “علماء الاجتماع والنفس الأسري والزواجي يعتبرون الزواج مرحلةً نمائية ينمو داخلها الإنسان”.
وتساءل “كيف ينمو الزوجان معاً؟ وهل أعطينا ما يكفي من الوقت والاهتمام للحياة الزوجية؟
ومن ثم أجاب “نحن ـ كأزواج ـ نشكل ذاكرة مشتركة داخل العلاقة الأسرية والمطلوب فيها طاقة الحب والود لننمو بالعطاء المتجدد، وليس المطلوب الحب المشروط أو العلاقة المشروطة، لا شيء مشروطاً داخل العلاقة الزوجية، وإنما هي حياة تحتاج إلى تجدد مستمر لتستقر وتتحقق السعادة فيها بين الزوجين”.
وبيّن الراشد أنّ “العلاقة الزوجية قائمة على المعاشرة بالمعروف في كل مراحل الحياة، وهذا ما نحتاجه كأزواج لكي نستطيع أن ننجح ولتستمر هذه العلاقة كما بدأت بالحب وتبقى متوقدة ومتوهجة به، ولئلا يستمر بعض الأزواج في علاقاتهم وكأنهم استنفدوا كل شيء جميل في السنوات الأولى”!
وأوضح الراشد أنّ “الثقة مفتاح المحبة بين الزوجين ولها أبعادها وإيجابياتها من خلال العطاءات والمساندات والدعم والاهتمام في كل جوانب الحياة الزوجية، منوِّهًا أنه كلما قلّت الثقة تدنى مستوى الرضا والحب في العلاقة، وكلما قويت الثقة كلما كان النمو الزواجي أكثر نضجًا ونجاحًا وتألقًا، وأكد أنّ المرأة متى ما شعرت بالأمان والثقة مع الرجل فسوف تُشرق شمسها”.
وأشار الراشد إلى السلوكيات التي تدمر العلاقة بين الزوجين كاللوم، النقد، الاندفاعية، الأنانية، المقارنة والغرور، قائلًا “لا تُطل كثيرًا في المشاعر السلبية حتى لا تبرد مشاعرك مع شريك حياتك بل تغاضَ وتنازل وتناسَ لتستمر العلاقة. تجدد وتغير وبادر ليستمر الحب”. ونصح بقوله “اعرف شخصيتك لتستطيع أن تتعامل مع شريك حياتك، قيّم سلوكياتك وحدد نقاط ضعفك”.
لا أحد يستطيع تغييرك إذا لم تسعَ للتغيير!
واختتم الشيخ صالح آل إبراهيم المحاضرة بسؤال للحضور كيف نستعيد العلاقة الحميمية بين الزوجين؟ قائلاً إنّ التعبير عن المشاعر والحوار الدافئ والحب واللطف والغزل، والانجذاب والتهيئة العاطفية، وكذلك خلق مناخ ملائم للعلاقة الحميمية وقضاء وقت ممتع مع شريك الحياة كلها وسائل تعيد العلاقة وتحفظ استمراريتها، موصيًا كل زوج/ زوجة “كن نموذجًا للأخلاق الكريمة ليتحقق الانسجام ويتولد الحب والرضا.”
تصوير: محمد الضامن، مرتضى الدرويش
الشكر الجزيل إلى الشيخ صالح والأخصائي ناصر على هدة الجهود المبذولة. أقترح تكوين لجنة للإصلاح دات البين مكونة من الأخوة مع أخصائي اجتماعي واخصائي أصلاح زواج ومثلها في كل قرية أوحي حتى لا ينهار المجتمع وضياع الأطفال والله الموفق.