الرخصة المهنية.. في الامتحان يُكرَم “المعلم” أو يُهان..! اختبار "التربوي العام" حرّك تساؤلات المعلمين قبل اختبار "التخصص"
القطيف: جود الشقاق
“عند الامتحان يُكرم “المعلّم” أو يُهان.. تنطبق العبارة بكل ما فيها من مدلولات على فئة المعلمين والمعلمات دون سواهم، الذين كان يحق لسنواتٍ طويلة وإلى إليوم، عقد الاختبارات للطلاب متى شاؤوا؛ صعبةً كانت أم سهلة، وتصحيح الإجابات، ومنح الدرجات، والتقييم العام لمستويات الطلاب بالكيفية التي تحلو لهم.. والتنبيه بأن هذا الطالب مجتهد ويستحق الشكر والتقدير، وتلك الطالبة ذات مستوى متدنٍ، يتطلب منها أن تجتهد أكثر..
واليوم.. عندما قررت هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم عقد اختبارات الرخصة المهنية للمعلمين والمعلمات أنفسم، للتأكد من جدارتهم لممارسة المهنة.. جاء الرفض قاطعاً منهم، ورأى بعضهم أنه ليس على استعداد للخضوع لأي نوع من الاختبارات، والتعرض لمرحلة شد عصبي، وكأنه طالب، فيما رأى آخرون أنه من غير اللائق لمعلم مخضرم أن يذاكر ويخضع للتقييم في لجنة اختبار، تحت أنظار مراقبين، ويتم تقييمه أمام زملائه وطلابه، فيما تساءل فريق ثالث عن سبب اختيار قطاع التعليم دون سواه لهذه النوعية من الاختبارات؟
ماهي الرخصة المهنية؟
الرخصة المهنية هي شهادة تصدر للمعلمين والمعلمات من هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم، تشير إلى استعداد المعلم العلمي والمعنوي والتربوي لاتمام عملية التدريس بشكل متميز، كما تضمن تطوير المعلم في المادة الذي يختص بتدريسها، ومدى قدرته على توصيل المعلومة وشرح المادة العلمية للطلبة. وربطت الجهات المعنية حصول المعلمين والمعلمات على العلاوات، باجتياز هذا الاختبار.
ويخضع المعلمون والمعلمات دون 25 عاماً لهذه الاختبارات، من أجل الحصول على العلاوة السنوية، أما المعلمين والمعلمات فوق الـ25 عاماً، فغير ملزمين بالاختبارات، إلا في حال رغبتهم الحصول على ترقية.
وبدأ اختبار الرخصة المهنية يوم الجمعة الماضي، ويستمر الى الاثنين المقبل، وينطلق اختبار الرخصة المهنية التخصصي من ٢١ حتى 25 يناير المقبل للجنسين، وذلك بعد أن بدأ التسجيل لها في سبتمبر الماضي، ويستمر حتى ٢٦ نوفمبر الجاري. وحددت هيئة تقويم التدريب و”التعليم” شروط وخطوات التسجيل في اختبار الرخصة المهنية، وذلك عبر موقع هيئة تقويم التعليم والتدريب.
ماهية الاختبار
ويتكون اختبار الرخصة من جزءين؛ الأول: الاختبار التربوي العام: ويغطي 3 مجالات، هي القيم والمسؤوليات المهنية والمعرفة المهنية والممارسة المهنية. والجزء الثاني، الاختبارات التخصصية، وتستهدف قياس مدى تحقق المعايير التخصصية للمتقدم على الرخصة المهنية، ويبلغ عدد التخصصات المعتمد تطبيقها في اختبارات الرخصة المهنية للوظائف التعليمية ٣٨ تخصصاً.
صعوبة الاختبار
وما أن انتهي بعض المعلمين في جميع المناطق من أداء الاختبار التحريري للرخصة المهنية الخاص بشاغلي الوظائف التعليمية، حتى توالت التعليقات الجادة والساخرة، على مواقع التواصل الاجتماعي، من معلمين ومعلمات، اشتكوا عن صعوبة الاختبار، وطريقة الأسئلة والاجابات التي تضع المعلم في حيرة.
إحدى المعلمات خضعت لاختبار الرخصة. وتقول: “الاختبار طبيعي، هذا اللى لاحظته من آراء الناس، أما بالنسبة لي مثلاً، فقد أخذت دورات، اطلعت على التجميعات، وذاكرت مواد علمية عدة، وعندما جاء الاختبار الحمدالله رب العالمين، كان حلو، هذا لا يعني اني ما أخطأت؛ أخطأت، لكن أقدر أقول انه حلو”.
وأضافت “الأسئلة تختلف من وجهة نظر إلى أخرى، على سبيل المثال: شنو اللى يخلي بيئة طلاب الابتدائية إيجابية، أنت تريد أن تخلق روح إيجابية داخل الفصل، هل عندما تدخل وتسلم عليهم أو تخلي لهم الحرية، وتكوين المجموعات اللى حقهم، الاختيار بالتجميعات كان أدخل وأسلم عليهم، وبالنسبة لي أنا ـ آل محفوظ ـ السلام أمر مفروض، نقوم به نحن المسلمين، وهذي قيمة يجب أن تكون بالمعلم أساس يعرفها”.
وتختتم تعليقها “الاختبار بالنسبة لي بالمجمل كان حلو فقط، لأتعلم ماذا يريد من وضع الاختبار يريد ان يفكرالمعلم بنفس عقله ومستواه”.
لا ملازم
كما غردت إحدى المعلمات بشكل لا يخلو من طرافة. وقالت ناصحة زملاءها “لا أحد يذاكر من الملازم والمذكَّرات والمواقع واليوتيوب، لأن الأسئلة جاءت من التوراة والانجيل، لأنها هي الكتب اللي ما قريناها” في إشارة إلى صعوبة الأسئلة.
وتابعت “روحوا الاختبار بأعمالكم الصالحة والله يوفقكم”.
الشد العصبي
معلمة فيزياء في المرحلة الثانوية، قالت إنها لن تتقدم للاختبار، بداعي أنه لم يتبق لها إلا 3 سنوات للتقاعد، وبالتالي، لا تحبذ أن تضع نفسها في محل التوتر، وشد الأعصاب. وتقول “لقد بلغنا من العمر عتية، وليس هناك أي فائدة عائدة على من هذا الاختبار”.
اعتقوا المخضرمات
فيما تحدثت معلمة مادة الأحياء مكتفية بذكر اسم عائلتها فقط “الغراش” قائلة إن “تحقيق المثالية، أو دعونا نقول “المستوى الأمثل” في التدريس، ليس بالفوز بالرخصة المهنية، فالكثير يستطيعون خوض التجربة التي يسبقها الاستعداد بالمذاكرة والاطلاع وتحقيق النتائج المرجوة أو الإخفاق، ومن ثم تكرار التجربة وهكذا… ولكن السؤال: ماذا ستحقق الرخصة المهنية من أهداف ملموسة في الحقل التربوي أو العام والتخصصي بالنسبة للمعلمة؟، وما الرابط بين كفاءة المعلمة في التدريس (بغض النظر عن مستوى العطاء والأسلوب والتمكن من المادة العلمية)، وبين الرخصة المهنية”.
وتضيف “هناك معلمات شققن طريقهن، حتى ذبلت أجفانهن، وتمايعت أطراف أصابعهن بين أقلامهن التي مازالت تقطر حبر العطاء، لتحقيق هدف واضح وملموس، وهو الارتقاء بمستوى الطالبة التحصيلي، حتى الوصول الى الجامعة، فماذا يقيس هذا الاختبار؟”.
وأكملت “الرخصة المهنية، ما هي إلا نقطة انطلاق نحو العلاوة التي من حق المعلمة الحصول عليها، بعد كل سنة خدمة تضاف إلى حياتها المهنية، أخيراً وليس بآخر… إن كان ولابد من حيازة الرخصة المهنية، فهي للمستجدات في مهنة التعليم، وعتق الخبيرات المخضرمات”.
العلاوة السنوية
وقالت تهاني التميمي المسؤولة عن تغطية أخبار التعليم في المدارس والجامعات على حسابها في “تويتر” “المعلم غير المجتاز لاختبار الرخصة المهنية أو لم يختبر، ستصرف له العلاوة السنوية دون اشتراط الرخصة للعامين ٢٠٢٣ـ٢٠٢٤م. وبداية من عام ٢٠٢٥ ستمنح العلاوة السنوية لمن حصلوا على الرخصة المهنية فقط”.
حتى مع سهولة أو صعوبة الاختبار
والذي تتقاذفه أهواء واضعيه في كثير من تساؤلاته
بوضع أسئلة فيها من الطول والتحدي بوقت غير كاف
لتذكر النظريات وتحليل الإجابة بناء على النظرية
أو المباني والأنظمة المعتبرة في الدولة… و المطالب مني معرفة كل ماهو تربوي وكل ماهو نظام وكل ماهو…
في ضوء اللامنهج…. فذلك شيء يحتاج تأمل من المسؤولين… فكل معلم ناجح في ميدانه وأدائه فأهلا وسهلاً بكم في الميدان بعيداً عن تلك الآليات الموجعة
التي قد تحط من قدر المعلم وشأنه.. الله المعين