الأسرة في التهيئة للاختبارات دور وفاعلية

عبدالإله التاروتي

 تأتي أهمية دور البيئة الأسرية وفاعليتها في التهيئة للاختبارات من خلال إدراك أثرها الواضح من منطلق الحقوق والواجبات في رعاية الأبناء في جميع المراحل العمرية والدراسية خصوصا ما قبل المرحلة الدراسية والطفولة المبكرة إذ تتشكل فيها ملامح الشخصية ومعالمها عبر ما تسهم به الأسرة بشكل فعال في اكتشاف أطفالها وتقويمهم مما يتيح للأسرة فرصة ملاحظة أطفالهم ومتابعتهم لمدة طويلة.

وتبعا لذلك، فإن فاعلية الأسرة في هذه الفترة يتجلى بمقتضى هذا الدور والذي يعني النموذج الذي يتمركز حول بعض الحقوق والواجبات، والذي يرتبط بوضوح محدد داخل جماعة أو موقف احتماعي معين، كما ويتحدد دور الشخص في أي موقف عن طريق مجموعة توقعات يعتنقها الآخرون كما يعتنقها الفرد نفسه. وهنا تتجلى منظومة الواجبات الملقاة على الأسرة ضمن دورها في فترة الاختبارات. والتي تفهم وتدرك من خلال وظائف الأسرة المنوطة بها، كالوظيفة البييولوجية، والوظيفة النفسية، بما تتطلبه من توفير الشعور بالأمان والاستقرار لدى أفراد الأسرة من خلال العيش دون خطر أو قلق يهدد حياتهم، والوظيفة التربوية المتصلة بتنشئة الأبناء على القيم والمبادىء والأخلاق العالية مضافاً للعادات والتقاليد الاجتماعية الجيدة، والوظيفة الاجتماعية بما تساعد أفرادها على كيفية تكوين علاقات

اجتماعية سليمة ضمن الضوابط الدينية والاجتماعية من نافذة تعليمهم أساليب التفاعل مع المحيط من حولهم مما يزيد من تفاعلهم مع الآخرين ويزيد من قدراتهم في عملية التواصل.

جوانب في فهم فاعلية الأسرة

  لكي ندرك دور الأسرة في فترة الاختبارات لا بد من معرفة الجوانب المساعدة في فهم واقع الأسرة وذلك من خلال طبيعة علاقتها مع الأبناء فإدراك المتغيرات المؤثرة والمتأثرة في محيط الأسرة عامل مهم في إدراك مجمل صورة المشهد الأسري، بلحاظ عدم النظر لهذه المتغيرات بشكل منفصل والفصل هنا اعتباري لا حقيقي ومنها:

– حجم الأسرة، المتصل بعدد أفرادها، فأسرة عدد أفرادها كثير هو بالضرورة مختلف عن أسرة عددها صغير من حيث ترتب ذلك على مستوى الرعاية والمتابعة في الأبعاد المختلفة.

– جو الأسرة أي ” مناخ الاستقرار الأسري من عدمه؛ له مدخلية أساسية في انعكاس هذه الأجواء على مستوى جودة الحياة الأسرية التي تتطلبها تنشئة الأبناء. 

 – المستوى الثقافي والتعليمي حيث تتأثر الممارسات التربوية الأسرية بالمستوى الفكري والثقافي لأوساطها الاجتماعية، والجهل يحد من فعالية التدخلات الأسرية في المواقف التي تتطلب تدخلات واعية في مساعدة الأبناء، أضف إلى علاقته – المستوى الثقافي والتعليمي- باتجاهات الآباء نحو دور المدرسة وقيمة النجاح بالنسبة إليها.

– المستوى الاقتصادي الذي ينعكس إيجابا أو سلبا على مستوى المعيشة للأسرة، والحالة التعليمية والصحية والترفيهية .

وعن مجمل دور الأسرة في فترة الاختبارات تجاه الأبناء وهو ما توصي به العديد من الدراسات والبحوث ذات العلاقة فتتمثل في عناصر عديدة ومنها: المدح والتعزيز، غرس الثقة بالنفس، التعامل بواقعية فيما يتصل بقدرات الابن العقلية ، وإشاعة روح التفاؤل، وتجنب التعقيد والاحباط، وتنظيم نوم الأبناء والاهتمام بالتغذية الصحية وتجنب المنبهات وتوفير الهدوء وعدم إظهار الخلافات بين الزوجين.

 الأسرة وقلق الاختبار

 يشير قلق الاختبارات إلى حالة نفسية يمر بها الطالب خلال الاختبارات وتنشأ عن تخوفه من الفشل أو الرسوب في الاختبار أو تخوفه من عدم الحصول على نتيجة مرضية له ولتوقعات الآخرين منه، حيث تؤثر هذه الحالة النفسية على العمليات العقلية كالانتباه والتركيز والتذكر.

ويأتي قلق الاختبارات من عدة أسباب من أهمها:

– اعتقاد الطالب بأنه قد نسي ما قد تعلمه خلال العام الدراسي، ونوعية الأسئلة وصعوبتها.

– قلة الثقة بالنفس، وضيق وقت الامتحان.

-التنافس بين الزملاء

 أما عن أعراضه فهي عديدة ومنها:

– جفاف الحلق والشفتين وبرودة الأطراف

– آلآم في البطن والغثيان والعصبية والنرفزة

– توارد الأفكار السلبية

 – إرتفاع نبضات دقات القلب وسرعة التنفس

– قلة النوم والتفكير المستمر بالامتحان ونتيجته

– الحاجة إلى التبول باستمرار وفقدان الشهية للطعام.

 العوامل التي تساعد على ظهور الأعراض

يوجد العديد من العوامل التي تساعد في ظهور هذه الأعراض ومنها:

– تراكم المادة العلمية وعدم متابعتها أولا بأول

 – عدم استيعاب الطالب الجيد للامتحان

– تهويل الأفكار التي يحملها الطالب عن الامتحان

– توقعات الأسرة الزائدة والمطالبة بدرجات عالية

 – تهويل المعلمين للامتحان.

توصيات مقترحة

في سياقات فاعلية دور الأسرة في تهيئة البيئة الأسرية للاختبارات يمكن إيجازها في الجوانب التالية:

– الابتعاد عن الخلافات الأسرية أو على الأقل  تأجيل مناقشتها وبعيدا عن الأبناء إلى ما بعد فترة  الاختبارات نظرا لانعكاس المناخ السلبي في الأسرة على الحالة النفسية والعاطفية للأبناء وهو ما يكون متغيرا أساسيا في إخفاق الأبناء الدراسي وهو بدوره ينتج عنه مشكلات مدرسية عديدة يقع الابن في فخ تداعياتها، وهو ما لا يرغب الأبوين الوصول إليه! 

– احترام قدرات الابن وعدم المبالغة في توقعات النتائج المطلوبة منه.  

– عدم مقارنة الابن بأخ له أو زميل له متفوق كي لا يحبطه ذلك أو يعيق تقدمه.

– توفير جو عائلي يسوده المحبة والعطف والأمان لبناء ثقة بين أفراد الأسرة والثقة بالنفس.

– التركيز على الجوانب الإيجابية عند الابن والثناء على جهده وتقوية عزيمته.

– تعزيز عزيمة الابن وثقته بنفسه وتشجيعه عند حصوله على نتائج طيبة ورفع معنوياته.

– عدم إشغال الابن بواجبات بيتية وعائلية وتفريغه للدراسة والمذاكرة.

– توجيه الابن نحو نظام غذائي صحي بعيدا عن المنبهات.

– تهيئة مكان مناسب وهادىء ومريح للبصر وعدم السهر والحصول على ساعات نوم كافية.

– عدم حرمان الابن نهائيا من الترفيه أوقات الامتحانات وتخصيص بعض الوقت لهذا الترفيه.

– التواصل مع المدرسة، أو جهة مختصة إذا ما لمحت الأسرة على ابنها الاشتباه بقلق الاختبار لديه وذلك كي يتلقى الخدمات المساندة التي تعينه على تجاوز مشكلته.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×