شيعة القطيف يؤجّلون استقبال التعازي في وفَيَاتهم إلى ما بعد عاشوراء الحسين هو حزنهم الأولى حتى من الحزن على رحيل أحبتهم

القطيف: صُبرة

بدءاً من اليوم؛ يعطّل سكّان القطيف استقبال التعازي في وفَيَاتهم إلى ما بعد الانتهاء من أيام عاشوراء. ويلتزم المواطنون الشيعة، في القطيف، عرفاً اجتماعياً لصالح الحداد السنوي الخاص بأيام عاشوراء، فيتوقفون عن استقبال التعازي في موتاهم، إلى أن تنتهي المراسم السنوية.

وتجري العادة على استقبال التعازي في مجلس يُسمّى “الفاتحة”، لثلاثة أيام، ويصرفونها في قراءة أجزاء من القرآن الكريم، وتكليف خطيب ليقدم محاضرات في الوعظ والإرشاد، صباحاً وعصراً وليلاً. وفي السنوات الأخيرة تقلّص عدد المجالس في بعض القرى إلى اثنين: عصراً وليلاً. ويستقبلون التعازي قبل “قراءة الخطيب”، وبعدها.

وفي حال تعارض أيام الفاتحة مع مناسبات دينية، فإن العادة جرت على “رفع الفاتحة” إلى ما بعد المناسبة.

ويمارس الشيعة ما يُعرف بـ “رَفْع الفاتحة”، أي إيقافها مؤقتاً في حال التعارض. وعلى مدار العام يُحيون أكثر من 30 مناسبة دينية، في ذكرى “الموالِد والوفَيات”، تبدأ بمناسبات النبي (ص)، ثم مناسبات أئمة أهل البيت، ضمن أجندة ثابتة مستندةٍ إلى روايات تاريخية موثوقة عندهم.

وقد تتعدّد أيام الحداد في بعض المناسبات؛ وفي العشرة الألى من شهر محرم يبدأ إحياء مراسم عاشوراء من ثبوت الهلال، وصولاً إلى اليوم الـ 13 من الشهر نفسه. وتتم برمجة الأيام بتقسيمها إلى أجزاء تتناول سيرة الإمام الحسين، وأهل بيته وأنصاره في واقعة كربلاء، لتتحول السيرة إلى محور تثقيف دينيّ واجتماعي وأخلاقي، عبر ما يُعرف بـ “المجالس الحسينية” التي تُقام منذ بداية النهار حتى وقت متأخر من الليل.

وتحضر التفاصيل التاريخية لواقعة كربلاء مجدولةً جدولة ثابتة طيلة الأيام، ويتركز اليوم الأول على استعراضات عامة للسيرة، ثم تتوالى المحاضرات والخطب الدينية في تتبع مراحل السيرة بدءاً من خروج الحسين من المدينة، وانتهاءً بدفنه في اليوم الثالث عشر من المحرم.

يجدر ذكره أن توزيع السيرة على الأيام يُقصد منه جعل الإمام الحسين نموذجاً للأخلاقيات العالية، ويشترك سائر المسلمين ـ سنةً وشيعة ـ في احترام شخصية الإمام في تضحياتها والتزامها مبادئها، إضافة إلى كونه سبط النبي (ص) وريحانته.

جدول تقسيم موضوعات ليالي محرم في القطيف

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×