قهوة “عبدالنبي الضَّوْ” اختفت من سوق “الجَبَلة” كان يحمل دلّتيْ "رَسلان" ويتحزّم بالفناجين ويتجوّل في قلب القطيف التجاري
القطيف: شذى المرزوق
بدلتين من النوع المعروف بـ “رسلان”؛ وابتسامة حامل فنجان؛ كان يتجوّل في “الشريعة”، قلب القطيف التجاري حتى مطلع الثمانينيات. يبيع قهوته السوداء الساخنة أصحاب الدكاكين والمتسوّقين، طيلة نهار يومه. وحين تنغمس الشمس في المغيب؛ يتّجه إلى صلاته، ثم بيته.. وفي صباح الغدِ؛ يُكرّر تجواله، ويقدّم قهوته السوداء..
كان جزءًاً من سوق الشريعة، وسوق الجبلة، وبراحة الدهن، ودكاكين “الصكّة”.. اسمه عبدالنبي حميد الضَّوْ، و “الضَّوْ” تعني النار، و”حجّي عبدالنبي” لم يكن “حارّ المزاج”، بل “حارّ القهوة”، دافيء الابتسامة..!
كان يحمل دلة في يده اليُسرى، والدلة الأخرى في اليمنى بينما يحمل الفناجين في حزام يربطه بوسطه.. وحين تفرغ الدلة التي في يده، يأخذ الأخرى.. ويمضي في عمله.
عرفه رواد سوق الشريعة، منذ أكثر من 80 سنة، وتوفي قبل قرابة 28 سنة عن عمر ناهز ال 70 عاماً، بحسب ما ذكر لـ “صُبرة” قريبه وجاره محمد المير الذي قال عنه إن منطقة عمله في بيع القهوة تركزت في السوق المعروفة قديماً بـ “الجَبَلة”، القريبة من “عمارة الدهن”، حيث يُكنز التمر ويُغرف الدبس.
كان المكان سوقاً “مركزياً”؛ قبل أن تتفرق الدكاكين، إلى مواقع أخرى من القطيف. وكان الضو من سكان الحي المعروف بـ “الفلّاتية” القريبة من سوق الخضار اليوم.
وعن جدول عمله قال المير “كان يصحو باكراً ويحمل دلتين معه، ويستخدم الجمر حتى تبقى القهوة ساخنة عند تقديمها. وكان يربط في وسطه حزاماً يحمل الفناجين التي يستخدمها لصب القهوة وتقديمها للشاري.
وذكر المير أن وقت عمل “حجّي عبدالنبي” يمتد من الساعات الأولى من الصباح حتى الضحى من النهار قبل صلاة الظهر ليعود لمنزله للصلاة والغداء وأخذ القيلولة المعتادة بعد الظهر.
ثم يكمل عمله عصراً ولكن عمل العصر محصور في حمس القهوة. وكان يشتري القهوة من “بن سماح”.
الضو هو زوج عمة المير، ويقول عنه إنه لم يكن يحدد سعر فنجان القهوة، بل كان يقبل ما يُعطيه الزبائن، قلّ أم كثر.
يضيف المير “أتذكر أنه كان يسمح للمشتري بسداد قيمة فنجان القهوة متى ما أراد، ففي بعض الأحيان يتم السداد بعد أسبوع وبعضهم في ذات اليوم”.
ويكمل “منذ وعيت للحياة وزوج عمتي يعمل في هذه المهنة التي هي مصدر رزقه الوحيد، ولم يكن يتكسب من غيرها حتى وفاته رحمه الله قبل قرابة 28 عاماً، بعد أن اشتد به المرض وتوفاه الله وهو طريح سرير المستشفى.
ويستدرك المير “لكنه عرف بهذه المهنة بين الأهالي منذ زمن بعيد جداً حتى انني أتذكر في أيام رمضان كان يبيع القهوة إلى نواخذة وشخصيات البلد والتجار كذلك، فيمر بدلاله بعد الإفطار يقدمها للبيوت بما فيهم بيت مهدي سليس، و النوخذة عبدالله فريج، وابن عباس رحمهم الله”.
وعن ذريته قال “لم ينجب سوى ابنة واحدة تزوجت سيد رضي تاريخ أخو سيد سلمان تاريخ، التاجر المعروف في القطيف. وقد أنجبت أحفاداً وهم من بقي من ذريته بعد وفاة والدتهم رحمها الله”.
الأخ الكريم.. تمّ التعديل. وشكراً لملاحظتك.
السلام عليكم
ذكرتم نسب عائلة الضو وقد تفضلتم نسبة الى حرارة مزاج احد ابنائها وغضبه السريع
السؤال
من اين لكم مصدر هذه المعلومة ام انه مجرد سبق صحفي واكتشاف عظيم يحق لنا التصفيق لكم
اذا كنتم تريدون نشر معلومات الرجاء التاكد من مصداقيتها قبل نشرها