دمعة سيهاتية.. أبكيت حتى عامل النظافة يا هاني الربعان توقف قليه في أول يوم دراسي.. ونعاه زملاؤه في "التهذيب"
سيهات: شذى المرزوق
9 سنوات مرت بسلام، منذ أجرى مدير الشؤون الإدارية والخدمات المساندة في شركة التهذيب التعليمية هاني منصور آل ربعان عملية قسطرة للقلب، بعد تعرضه إلى أزمة قلبية مفاجئة آنذاك، ومن بعدها، استقرت حالته الصحية، ومارس حياته بشكل طبيعي، إلى أن داهمته إنتكاسة قلبية مع أول أيام العام الدراسي الحالي أمس (الأحد)، لتضع حداً لحياته.
عُرف آل ربعان في عمله، وبين زملائه، بنشاطه المعهود، واهتمامه الفطري. وهو أب لأربعة أبناء (محمد، علي، زهراء، وحوراء)، يفتخر بهم، خاصة بعد وصول محمد وزهراء إلى المرحلة الجامعية، بالإضافة إلى تواصله وعلاقاته الطيبة في مجتمع سيهات، الذي أحبه، وكان بينهم مثالاً للرجل كريم الخلق، حلو الطباع والمعشر.
وبالرغم من مكانته ومصاهرته الشيخ فوزي السيف، كونه زوج ابنته فاطمة؛ إلا أن المكانة الاجتماعية التي حظي بها، كان سببها الرئيس تواضعه الجم، وحسن تعامله مع الصغير والكبير، المقيم والمواطن، يلتقي الجميع بابتسامة ودودة.
آلام مبرحة
تعرض آل ربعان للانتكاسة بشكل مفاجئ، بين زملائه، أثناء الدوام أمس، حيث انقبض قلبه بشدة، معلناً عن آلام مبرحة، ليسقط بها الرجل مغشياً عليه.
ويحكي زميل الفقيد في “التهذيب” محمد الدرويش تفاصيل ما حدث، وقال لـ”صُبرة”: “في تمام الساعة 3:20 مساءً، وبينما كان آل ربعان في مكتبه، سمعنا صوت استغاثة صادر منه، وكان برفقته أحد الموظفين.
وأضاف “توجهنا مسرعين إليه، ووجدنا أحد الزملاء يحاول مساعدته في الاستلقاء على الأرض، وتهويته، وهو شبه غائب عن الوعي، وأثناء ذلك، طلبنا المساعدة من الهلال الأحمر السعودي، وقمنا بالاستعانة بطبيب طوارئ من المستوصف المجاور لمقر الشركة، إلا أنه لم يستطع تقديم الخدمة العلاجية له داخل المكتب، وطلب نقله مباشرة إلى طوارئ المستوصف المجاور، وهناك أجرى محاولات إنعاش قلبي، مع بقية الأطباء، حتى وصول سيارة الهلال الأحمر”.
طوارئ المستشفى
استأنف الدرويش حديثه “وصلت سيارة الإسعاف بعد 20 دقيقة، وتم نقله إليها، وسط محاولات لإنعاش قلبه داخل السيارة، ومن ثم قرر الطاقم الطبي نقله إلى مستشفى الصادق في سيهات، ومعاودة المحاولات في قسم الطوارئ في المستشفى، إلا أن الطاقم الطبي الذي باشر حالته لم يتمكن من ذلك”.
وأكمل “أجريت للربعان 4 محاولات انعاش قلب، ساهم فيها الزملاء والطبيب المساعد والمسعفون من الهلال الأحمر، وصولاً إلى الطاقم الطبي في طوارئ مستشفى الصادق، ومع ذلك، قدر الله أن ينتقل الربعان لجوار ربه في أول أيام شهر صفر الجاري”.
خبر الوفاة
نزل خبر الوفاة على زملائه كالصاعقة، وسط دهشة الجميع الذين أحاطوا به، لتقديم أي مساعدة تطلب منهم.
صدمة الخبر، لم تقتصر على عائلة الفقيد فحسب، وإنما طالت زملاءه، ووصلت إلى عامل المغسلة (هندي) الذي اعتاد الربعان زيارته بشكل مستمر، وتسليمه ملابسه للغسيل، مرفقاً إياها بعلبة عصير على سبيل الهدية، أو دعوة لمشاركته وجبة الإفطار في البوفيه المقابل للمغسلة.
وقال أحمد الربعان (شقيق الفقيد) “بكيت متأثراً لبكاء العامل الهندي، الذي صُدم بخبر وفاة أخي، وجاء معزياً لي بفقده، راثياً نفسه قبلنا لخسارة الرجل الذي اعتاد منه حسن المعاملة، مثله رئيس السائقين في شركة التهذيب الذي أخبرني أنه وبقية الموظفين خسروا داعماً وسنداً لهم، كان دائم السؤال عن احتياجاتهم، ومساعداً لمن احتاج منهم.
يوم الجمعة
وأكمل الأخ: “فقدنا من كانت ابتسامته تشع في قلوبنا الأمل والتفاؤل، حين كان أفراد العائلة يجتمعون مساء كل يوم جمعة من كل أسبوع، فهو كان محبوباً في مجتمعه وبين أهله، وكل من عرفه من قريب أو بعيد، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وهذا قدر الله، فلا اعتراض على حكمه”.
وبحسب ما ذكر الشقيق “عمل أخي مديراً لفرع بنك الجزيرة في الدمام، وإدارياً في البنك الأمريكي، قبل أن يعمل في بداية يونيو من العام 2014 إدارياً في شركة التهذيب التعليمية، واستمر فيها حتى وفاته أمس”.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة وأسكنه الفسيح من جنانه وحشره مع محمد وآله.
اللهم الهم ذويه الصبر والسلوان