محمد العباس يكتب: المثقفون الشيعة وعاشوراء
محمد العباس
يعي الصحويون من رجال الدين، تمامًا، أن المثقف هو الذي يمتلك القدرة والحق في قراءة السرديات ومراجعة الوقائع التاريخية، وعقلنة الأساطير، وكبح جماح الخرافات، واستجواب الخطابات، وتفكيك المرويات، والتأشير في المبالَغ فيه من الطقوس، بموجب فكر الحداثة وما بعدها.
ولذلك يتعرض المثقف الشيعي لهجوم استباقي غير مبرَّر، خلال موسم عاشوراء، على المنابر من بعض الخطباء، لإسكاته أو تزهيده في المناقدة، أو حتى تهميشه وتهشيمه اجتماعيًا. وربما لاستدراجه وتوريطه في معركة غير متكافئة يتبدَّى فيها رجل الدين وكأنه الذَّائذُ عن مقدسات المجتمع، في وجه المارقين من أبناء الطائفة.
وعلى الرغم من إيثار معظم المثقفين الشيعة الصمت في مواسم عاشوراء احترامًا للمناسبة؛ إلا أن بعض رجال الدين يصرّون على استتابة المثقف إلى حدّ التنكيل به، فهي فرصة عاطفية لتهييج القطيع من المتحزّبين للسخرية منه، وتأثيمه، بل شيطنته، وذلك في إطار تخليق عدو يمكن، بموجبه، شدّ عصب المتدينين المتمذهبين.
وبذلك يُصبح كل من لديه القدرة على التفكير خارج مُرادات الحالة الصَحْوية؛ مشروعَ كائنٍ منشق، يستحق الإذلال والنفي الاجتماعي. وهي حيلة مكشوفة تتكرر كل عام في مشهد من الاستقواء على المثقفين بالحشد الجماهيري. حيث يردد بعض الخطباء المستفزين الكليشيه البارد “كل من قرأ له كتابين صار مثقف“.
فيما يبدو استخفافًا بالذوات التنويرية الواعية، التي لم تكتفِ بقراءة الكتب بل باتت تؤلف الكتب في مختلف الحقول، الأمر الذي يشكل خطرًا على الصحويين من رجال الدين الذين يريدون الاستئثار بمراكز التوجيه. وهذا هو ما يفسر عين الريبة التي يُنظر بها للمثقفين الذين يداومون على حضور المجالس الحسينية.
وبالمقابل يحاول بعض أولئك الخطباء تقديم أنفسهم كمثقفين، من خلال برامج ذات عناوين عمومية فضفاضة، مكتوبة بلغة متعالمة، توحي بمضامين فكرية خلّاقة لكنها في الواقع مجرّد لافتات ديكوراتية لخطب جوفاء. كما يحاول ذلك الطابور من رجال الدين المتثاقفين تطعيم خطبهم بعناوين كتب معرفية وأسماء مفكرين للإيحاء بتماسّهم مع مكتسبات الحداثة وخطابات التنوير.
وهنا تقع الكارثة؛ حيث تتحول خطبهم إلى مجازر حقيقية للمفاهيم والمصطلحات والأسماء، بالنظر إلى اغترابهم عن ذلك النبع المعرفي، وعن مفردات تلك الآثار الفكرية، الأمر الذي يُحوّل الخطباء إلى مادة مثيرة للسخرية، حيث يتداول رُوّاد مواقع التواصل الاجتماعي هناتهم المعرفية وعثراتهم اللغوية، كما يتصيد بعض المثقفين أخطاءهم الفاضحة لكشفهم أمام جمهورهم الذي يكابر بدوره، لأن المسّ بقدسية رجل الدين يؤدي بالضرورة إلى هدم قدسية المناسبة.
كل عام يتكرر السؤال عن أهمية وأدوات وطرق تجديد المنبر الحسيني، وذلك عن طريق حقنه بجرعات ثقافية لتوسيع آفاق اشتغالاته الوعظية. وقد جرت بالفعل بعض التغييرات على مر السنين، ليس بسبب وعي وحصافة رجال الدين، ولكن كنتيجة لمهبّات العولمة وللمعايير الخطابية التي سنتها الدولة.
إلا أن جوهر الخطاب المنبري لم يتغير، كما يتمثل في ثيمة النعي، اتكاءً على فاجعة كربلاء، وهي قصة مأساوية تندرج في علم السرديات ضمن ما يُعرف بالمرويات الكبرى Grand Narrative، بمعنى أنها النواة الصلبة لخطاب القيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والجمالية والحياتية التي لا تكف عن التمدد والتضخم مع توالي الأجيال.
ولا يمكن بحال أن يخرج خطاب التجديد عن معالم المروية، لأن أي انزياح عن قاعدة المروية يعني فقدان المنبر لهويته. وهذا هو ما يفسر صمود المنبر الكلاسيكي العصيّ على المثاقفة ووثيق الصلة بحزائنية النعي البعيد عن شبهة التسييس والفرقة بين الناس، في الوقت الذي يحاول فيه بعض رجال الدين الصحويين انتحال صفة المثقفين ومقاتلتهم على هامش المروية لحجز مواقعهم بين المثقفين.
حينما يكون القلم بيد ( شحيط و محيط ) لا تتعجب من هذه المقالات !!!
هناك من يكتب لكي يثري الساحة الثقافية بفكره النيّر حتى ينير بكتاباته عتمة الطريق وحتى يريح السحاب المثقل عن بريق النجوم وهم مع الاسف قلة.
وأما ( شحيط و محيط ) فحدث ولا حرج عن كتاباته لانه يكتب فقط للكتابة لا اكثر.
كثير من امثال هؤلاء ( شحيط و محيط ) لا يعلمون بأن الجهل المركب والمذقع اللذي يعيش في عقولهم اصبح اضحوكةً في عيون المجتمع.
حتى ان اغلب كتاباتهم وعناوينها اضحكت حتى الثكلى. بعضهم قام بتأليف كتاب او اكثر وليته لم يفعل ذلك لانه دلل بذلك على انه بالفعل ( شحيط و محيط )
ختاماً اقوول :
لو كان هناك ضوابط وشروط لأي شخص يريد ان يكتب مقال او كلمة ونشرها في الصحف او مواقع التواصل الاجتماعي فأنا أجزم وبضرس قاطع بأن امثال ( شحيط و محيط ) لايلبي الحد الادنى من الشروط والمتطلبات.
للأسف الشديد فإن عادات الشعوب لا يمكن تغييرها بحقن السمعات بل لا بد أن تذرف سمعة الكثير من العوائل الطيبة لأن برز منها عاقل وفكر خلافا للمجتمع..
أنتم لستم قلة ولكن قليل من يملك الجرأة للخروج على موروثات يستميت أهلها لجعلها أساسات وأركان للإسلام..
دائماً ما حارب المتفكرين والمتدبرين الجميع بدءاً من أهلنهم حتى تعلموا السكوت كي لا يقذفوا بخروجهم عن الملة والدين..
يزداد الناس علما في زمن سهل بها استسقاء العلوم فصارت بين يدي الجميع، بينما يسعى المتدينون(تجنباً لذكرهم بنعت آخر) سعياً حثيثاً لتجاهل كل علم يمكنه تفنيد موروثات بالية لا تمت للدين بصلة..
لا قصص للأئمة ولا عبر تذكر على المنابر إلا قليل جداً.. عاشوراء هي فرصة لتقوية المجتمع أخلاقياً وتنقيته من الشوائب ولكن لا منابر تستغل ولا فائدة تذكر..
أضف على ذلك المجالس النسائية التي أفسدت الكثير من الأسر وحطمت الروابط بينها بفضل جهالة من يعتلين تلك المنابر وبثهم للجهالة في وسط أمهاتنا وجداتنا ولم تنجو إلا قلة من السفاهة والتحريض..
لا يمكنكم تفادي من ينتقدكم أستاذ محمد.. ونعلم أنكم معتادون.. لا أنقص الله صبركم وزادكم علماً وحلماً..
مقال يقهر كل متشدد معاند لأي اختلاف.. وكم أذاقنا قهراً عنادهم وأفقدنا من الأهل والأحبة الكثير..
المشكلة الحقيقة مع المتدينين انهم يعتقدون بان فهمهم للدين هو الدين ذاته والنتيجة … فكل من يختلف معهم فهو خارج عن الدين بالضرورة.
جميل ما قدمته استاد محمد .. ونحن نقرأ لك بعناية 👍🏻🌹
عزيزي استاذ محمد
من ينتقد ، يقدم نقده للجمهور مستندا على ما يثبت صحة نقده . بالله عليك وين نقدك؟
وين نقاشاتك؟
وين قراءاتك؟
هل مسكت كتابا تاريخيا او روائيا وانتقدته وصصحت مافيه وقدمته للجمهور ؟!
هل جلست خطيب معين ، كاتب معين ، عالم دين معين ، وخرجتم للمجتمع بنتيجة مفيدة؟!
لا طبعاً
اذاً ماذا استفاد منك المجتمع ومن بلبلاتك التي تثيرها؟!
” ارى جعجعة ولا ارى طحنا”
لالسلام على الجميع
الاستاذ محمد العباس علم ع نار لمن لايعرف الثقافة والمثقف ،ومثله الكثير من اخواننا وأخواتنا المثقفون الصامتون الصابرون ع الجهل والجهلاء .. لاأعرف لماذا ردة الفعل القاسية ع هاالشخص لالسبب الا لأنه كتب رأيا مخالفا لحالة القداسة المزعجة التي لامكان لها ف التاريخ ولا في الدين .. هدانا الله واياكم
للكاتب
لماذا ثقافتك طلعت في هذه الأيام ولم تطلع طوال السنه.
أعجبتني واقتبستها مناسبة جداً للرد
لا يليق أن تكون هذه لغة مثقف يدافع عن قضية يؤمن بها.
الشتائم والتهم أسلوب عجز يستطيعه أضعف الناس وأقلهم إدراكًا، أما المثقف المتمكن، الواثق من قضيّته، فيستطيع أن يدافع عنها بالحجة الحاسمة، والفكرة المؤثرة.
الجمهور المقهقه يشبه التعاطي، فهو يسرق الإنسان من اتزانه.
من زمان و الكاتب يتوهم معارك افتراضية مع رجال الدين الشيعة و يطمح لو كان له حظوة بسيطه في المجتمع …يتكلم فلا أحد يسمع له و يكتب وحيدا بصحبة الكعك الفرنسي فلا يقرأ له …معارك دونكي شوت مع رجال الدين غير موجودة ..اصلا المشايخ مو فاضين لك هالفترة كل من همه يلحق على مجالسه…افتعال هذه المعارك غير مجديه و لن تصنع لك جماهيريه ليش لانك الخطاب الموجه خطاب استعلاء و فوقية متوهمه ..
الكليشية الباردة (كل من قرأ له كتابين صار مثقف!) أصبحت قديمة
الصرعة الجديدة
لكي تناقش طبيبا فلابد أن تقرأ في الطب
لكي تناقش بائع الآيس كريم لابد أن تأخذ دورة في بيع الآيس كريم.
ولكي تناقش عالم الدين لابد أن تثقف نفسك دينيا.
في نهاية الآمر هو باب موصد أمام حالة النقد والمشروعية الوحيدة حيال النقد هي فقط لمن ارتدي عمامة وصاية ومداسا.
من البداية أود رفع الراية بيضاء لوجه الله وليس مدحاً ولا تملقاً لأحد ولا ذماً ولا تهجماً على آخر..
ياجماعة الخير المركب واحد.. والكاتب الكريم له كل التقدير فيما قدّم وكلماته ليست قرآناً منزلاً!!
و بكل صراحة ما استغربه حقاً كيف يتبارى “معظم” الجمهور الكريم في دحض كلماته.. وكانه لم يتكلم بكلمة واحدة في حق!!
الكثير أخذتهم الحمية.. في التفاني في انتقاء “سهام” كلماته التي أصاب بها الهدف بجدارة.. وهل نحن ملائكة ومعصومون ولا يمكن أن نقدم واقعنا وحياتنا على طاولة الشرح والتمحيص والفحص والتدقيق!
أنا مثقفاً على قدّي [وكله شيء نسبي]، أما احتكار الدين لفئة ولشخص والباقي على الرف فيها نظر!! هذه تكون ضحالة فكر وتضييق دين يسر ومذهب رحب!
إنه أنت وأنا وهو وهي وكلُ من يكيف ما يقرأ ليرى ما يريد هو أن يراه ويغض بصره عن الكثير من الحقائق والشواهد
وكأني أسمع صدىً يتردد: “ويحك ياهذا.. لك الويل والثبور!! لقد تبوأت مقعدك في ****، ألم تقرأ هذه وتلك وكلمتين كافيتين أن نختم الحديث” … وماذا بعد الكلمات.. ضميرك..فكرك لوحدك,, وسؤالك ومسألتك أمام حكم عدل!!!!
“أليس فيكم رجل راشد؟”, “أليس سيدة فاضلة راشدة؟” أكاد أجزم هنالك فيكم الكثير والكثير والمجتمع فيه خير..
وعلى الجانب الآخر، وبعد أن تهدأ الزوبعة وتسكن الضوضاء، لنرى الجانب الآخر!!
هل هناك أحداً منكم.. نعم أنتم جميعكم من كتب تعليقاً هجومياً ومن أخذ استراحة ليعيد النظر ولا يتسرع -حين تسارعت نبضات القلب، وزاد ضخ الأدرينالين، وفي عاشوراء الحسين (ع)، يزيدها وسواس الشيطان بلةوقم بدورك في الدفاع وارفع معولاً للجهاد— هنا أود سؤالكم جميعاً لقراءة المقال مرة ثانية وربما ثالثة واستحلفكم بالله العظيم، ألم يسطر الكاتب الكريم نقاط تستحق الإشادة في بعض إن لم يكن كل ما ذكر؟! ألم يشخص موضع بل مواضع للألم الحقيقي للواقع الذي نعيشه؟! لن أذكر بنسبة 30% أو 50% أو 90% ولكنه ذَكَرَ و ذَكّر ما نكره أن نواجه ونقر به بلا محاباة ولا تملق ولا تشدق!!
أرجع واقول المركب واحد.. ولست أشجع فريق على آخر.. صلو على النبي وآل النبي… السلام على الحسين.
“لهجوم استباقي غير مبرَّر”
“لإسكاته أو تزهيده ”
“تهميشه وتهشيمه ”
“لاستدراجه وتوريطه في معركة غير مكافئة”
“المارقين من أبناء الطائفة”
“إلى حدّ التنكيل به”
” تخليق عدو”
“الإذلال والنفي الاجتماعي”
“الاستقواء”
العبارات السابقة تصور معارك نحن لا نراها على أرض الواقع، ربما هي موجود في تفكير الكاتب فقط!
والعبارات التالية تعطي انطباع بلغة متعالية تجاه من يعتبرهم خصومه:
“لتهييج القطيع من المتحزّبين للسخرية منه”
“استخفافًا بالذوات التنويرية الواعية”
” ذات عناوين عمومية فضفاضة، مكتوبة بلغة متعالمة، توحي بمضامين فكرية خلّاقة”
” مجرّد لافتات ديكوراتية لخطب جوفاء”
” الطابور من رجال الدين المتثاقفين”
” تتحول خطبهم إلى مجازر حقيقية للمفاهيم والمصطلحات ”
” اغترابهم عن ذلك النبع المعرفي”
” الأمر الذي يُحوّل الخطباء إلى مادة مثيرة للسخرية”
نحن نقرأ ونطلع على كتب ثقافية أجنبية منذ ما يقرب على العشرين عام، لم نستطع تمييز الغث والسمين فيها إلا من خلال مايطرح على هذه المنابر التي يبذل فيها الخطباء الجهد الكبير.
نحضر للمجالس وننتقد كذلك في الجلسات المفتوحة ما يطرح ونحن نعلم أن الخطيب يستمع ويعمل على تطوير منبره عاما بعد عام.
وما يطرح فيه الخير الكثير ولله الحمد ونسأل الله لهم التوفيق دوما
أحسنت أستاذ محمد على هذا الطرح الشجاع الجريء القوي
نحتاج أمثالك كثيرا فعالم الخوف من المتغولين بالدين آن ينتهي ، الدين أنزله الله لراحة البشرية و ليس لاحتكاره و تغويله و تأطيره كما يفعل الكثير من رجال الدين .
لا أحد فوق النقد العام مادام يتعاطى الشأن العام رجل دين أو غيره
أي أحد كان
و لكن وفق البعد عن الشخصنة و أن يكون بمسؤولية .
مجتمعنا مبرمج منذ أجيال على نهج واحد و تم زرع الخوف فيه عن نقد أي سلوك يخالف القطيع المؤدلج .
و الدولة رعاها الله تعيش حاليا حالة جديدة من تجاوز الماضي المتزمت و نحن الأجيال الجديدة أولى بأن نعي و نتبصر في السيرة الحسينية العظيمة دون تحويلها لفلكلور و لطميات و قصص خيالية فقط .
الأخ الكريم.. نعتذر عن نشر التعليق، بسبب وجود تهجم شخصي على الكاتب.
من هذا المثقف
– من هو هذا المثقف الذي يمتلك القدرة والحق في قراءة السرديات ومراجعة الوقائع التاريخية ، وعقلنة الأساطير ، وكبح جماح الخرافات ، واستجواب الخطابات ،وتفكيك المرويات. ماهي مواصفات ذلك المثقف
– هل يوجد بيننا مثقف نزيه لا ينتمي إلى جهة يقوم بهذا العمل .
– وماذا يمتلك مثقفنا من دراسات علمية ليتصدى إلى مثل هذا الموضوع العميق الإشكالية، المثقفين بعضهم مثل بعض شيوخ الدين يتكلمون دون معرفة أو بمعرفة سطحية وكم يتعرض بعض المثقفين إلى حملة كما تقول يتعرض بعض رجال الدين لحملات شرسة، رجل الدين ليس لديه غير المنبر الحسيني وهو متاح له في عشرة محرم ، بشكل موسع وبعض المناسبات الدينية المتفرقة ، أم المثقف أمامه الساحة يستطيع الكتابة كما يشاء وفي أي وقت ولكن يشتد عليه الحصار إذا كان لديه حياد ويتسم بالمنطق ، وأجمل ما في مناسبة إحياء واقعة كربلاء في جميع أنحاء العالم والمملكة أنك أمام خيارات عديدة ترغب في البكاء على الحسين تختر مجلس عزاء ، ترغب في محاضرة إجتماعية دينية تذهب إلى مجلس يقيم محاضرة دينية إجتماعية . وبلاإشارة إلى أن بعض الشيوخ يقدمون أنفسهم كمثقفين ، وكأن الثقافة حكراً على المثقف دون سواه ، ولا ننسى أن بعض المثقفين و بتحريض منهم يدخل العوام في نقاش بعض المسائل الدينية التي تحتاج إلى دراسة وتخصص وفهم أكبر ، ما يحدث اليوم هي عملية زعزعة إستقرار المجتمع و جره إلى ساحات النقاشات عديمة الجدوى والفائدة ، بل ضرها أكبر من منفعتها ، دع الناس وكل على طريقته يعبر عن حزنه على الإمام الحسين وال بيته وأصحابه ويبكي تطهراً لنفسه الأمارة بالسوء وقدم النصيحة العامة سواء لرجل الدين أو المثقف الحقيقي .
كعادتهم كلام مصفصف
انت وغيرك لكم ٣٥٠ يوم بالسنه تهدرون وتتبجحون على منابركم وعلى صفحاتكم
واذا الخطيب تكلم ١٠ ايام بالسنه ظهرتم بصورة البريئون واحنا لا نتكلم احتراما للمناسبه
و ٣٥٠ يوم ما تخلون ولا تبقون فأين احترامكم للمناسبه؟
من حقكم الانتقاد لأجل المصلحه ولكن لا يحق لكم امتناع الخطباء من انتقادكم
هذا هو ديدنكم اذا اصبتم بمقتل واوجعكم النقد ظهرتم بصوره المظلوم.
بوصفي من خلفية سنيه، كنت أحسب أن الوضع لدى الطائفه الشيعيه حول نقد الخطاب الوعظي وتجاوزاته أحسن حالا من نظيره في الطائفه السنية، وإذا به يفأجئني بالأسوأ ، ويعزز قناعتي المتناميه بأن المجتمعات المغيبة عقليا والمعدومة التفكير النقدي تسلك ذات السلوك وتفكر بذات الطريقه في التصدي لكل خطاب نقدي يحاول توعيتها إزاء ممارساتها اللاعقلانية واللامتحضره، وأظن الإشكال يكمن في البنية المعرفية لدى الفرد وهذا الأمر مسؤولية المؤسسات التعليمية والتربويه والثقافيه فلا يمكن لفرد لا يملك أدنى حدود التفكير النقدي أن يستجيب لأي صوت ناقد، ناهيك عن كثافة الخطاب الوعظي وتعدد منابره وفضاءاته دون ضبط ورقابه في مقابل الخطاب النقدي محدود المنصات، فالفرد في مجتمعاتنا يحتاج لتأسيس معرفي نوعي يتضمن إلى جانب التفكير الناقد والعلمي العلوم النفسيه كي تخرج فرد عصري قادر بنفسه على كشف الخطاب الزائف ولا عقلانيته وهذياناته وحيله الشعوريه والعاطفيه بأقل الحاجة إلى معارك كلاميه وتحشيد وتخوين وتجييش بين المثقف والفقيه !
البعض يريد أن يسيٌر الأمور على مزاجه ورغباته
وإذا لم تتحقق له هذه الرغبة فإن المخالفين له على خطأ وليس في الدنيا صواب إلا ما ذهب له
بكلمة موجزة دعوا هذا المنبر بما هو عليه لمن يؤمن به ولمن يعجبه ولمن لن يتركه مهما ارتفعت أصوات المناهضين له
وابحثوا لكم عن منبر آخر سيٌروه كما تريدون
بين الفعل ورد الفعل يتقاذف المجتمع مثقف وشيخ، يشوتك المثقف بكلمتين تصفك بالتبعية والغباء وتجريدك من العقل وما إن تصل الأرض حتى يتلقاك الشيخ بركلة عكسية تصفك بممسوخ الهوية والتحلل من الدين واتباع الهوى.
وهذه المبارة المستمرة، التي تأخذ أحياناً فترات (بريك بين شوطين)، ماهي إلا صراع سلطة، فلا يروق للشيخ أن يتسلم المثقف زمام السلطة، ليس فقط لأنه تجريد له من مركز ورثه، ولكنه يرى أن أغلب المثقفين من فئة “كتابين ونص”، ولا يفقهون في كثير، بمعنى أنهم أدعياء ثقافة. وبالمقابل لا يروق للمثقف أن يتسلم الشيخ أو رجل الدين السلطة، ليس فقط لأنه يرى أن بعضهم يبالغون، ويخبطون أحياناً خبط عشواء، إنما لأنه يرى أنهم “أحق بالملك منه” ، وأن سنوات قيادته القطيع يجب أن تنتهي ويستبدل بالمثقف التنويري.
وما هذا المقال إلا ركلة بين ركلات، فإن وقفنا بين السماطين “فعصونا” بين أرجلهم، وحقيقة الأمر أن المتناحرين من الفئتين لا يأبهون كثيراً بما “يُحدثون”، فعيونهم مسمرة على مرمى الخصم لتسجيل الهدف، ولكن إن وقفت في أحد زوايا الملعب وأمعنت النظر لرأيت العجب، كل اللاعبين من الفريقين يحملون من “الدرن” ما لا يغسله نهر دجلة أيام ما كان نظيفاً.
ومن باب الشيء بالشيء يذكر، يتبادر لخاطري سؤال: أين هو المثقف؟ وقبله: من هو المثقف؟، ذهبت إلى كثير من الندوات واللقاءات الثقافية وتفحصت الوجوه، رأيت الطبيب الناجح والتشكيلي الذي يبهرك بألوانه، والكاتب المسرحي والممثل وعازف العود المبدع و..و..، رأيت تخصصات كثيرة، لكني ما رأيت المثقف، فأغلبهم لا يجيد أن يكونّن رأياً خارج تخصصه، ولا يمكنه حتى الخوض في حديث غيره. وعندما تنخرط في مثل هذه الأسواق التي تبيع كل شيء، تدرك أن السلعة التي جئت من أجلها غائبة تماماً إلا من مظاهر أرادوا هم أن يجعلوها قرينة بالثقافة، ويصلح أن تطلق عليها “متلازمة الثقافة”، ويحق للشيخ أن يمسكها بيده ويلوح بها لكل متثيقف يحاول رفع رأسه.
وكما السؤال السابق مربك ومزعج، هناك سؤال آخر لا يقل عنه إرباكاً، فمن هو رجل الدين؟ ومن الذي يحق له أن يرتقي المنبر فيلقي محاضرة؟، وهنا لا أتكلم عن الملا أو الشيخ الذي يصعد المنبر فينعى محمد وأهل بيته سلام الله عليهم، ويقتصر على إثارة لواعج الحزن ويجري الدمعة، بل عن الشيخ الذي من واجبه أن يشرح للناس ما اختلفوا فيه، ويبين لهم سبل الرشاد.
أجلس تحت منابر كثيرة، في الحقيقة أبحث عن ضالتي هناك، أفتش عمن يمكنك أن تغرف من فصاحته (ولو تحدث اللهجة الدارجة)، وعلمه ودرايته وحكمته في مقاربة الأمور، لأعود إلى بيتي محملاً بفائدة لا تنسى، ودمعة غسلت تعب روحي، وغالباً ما أعود بكلمة “لا يصلح”.
ولنأت على بيت القصيد:
هل يعجز الشيخ ورجل الدين أن يكون مثقفاً؟ وهل هذا العجز تكويني؟ ولأقلها بعبارة أشد وضوحاً: كما احتكر بعض رجال الدين الدين لهم، ووضعوا شروطاً تعجيزية تحول دون مقاربته، احتكر المثقفون الثقافة لهم، فمهما قرأ الشيخ وبحث سيبقى مجرد شيخ في نظرهم، ولن يصل إلى مرتبة مثقف، وكأنها مرتبة حيزة لهم “ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم”.
الحقيقة التي تخرج منها بعد عجن المتثيقفين مع المتمشيخين هي:
إني لأفتح عيني حين أفتحها
على كثير ولكن لا أرى أحدا
أخيراً: أعتذر هنا لكل شيخ عرف حق المكان الذي يرتقيه وأعطاه حقه، ولكل مثقف ترفع أن يكون ترساً في المطحنة التي تدور ، أنتم على العين والرأس.
مقال متحيز ومتحامل وغير دقيق.
وفيه الكثير من التعميم.
لدينا منابر كانت ومازالت مؤثرة في المجتمع وهي الرافد الأول في الثقافة
دور المثقف دائمًا نخبوي لا يستطيع الوصول للعامة .. بطبيعته .. بينما المنبر مكانه الطبيعي المجتمع.
منبر الشيخ الوائلي، منبر منير الخباز، فوزي آل سيف، السلمان مؤخرًا، حسن الصفار .. والقائمة تطول.
صحيح .. هناك البعض يجب ان ينزل من على المنبر .. لكن هناك الكثير من المنابر القوية والرصينة .. وهي رافد للمجتمع ..
البعيد عن الأجواء العاشوائية؛ خاصة من لا يعيش أجواءها ويحتك بشكلٍ مباشر بها إلا *(في السنة حسنة)* كما يقال، في الغالب الأعم لا يمتلك القدرة على نقدها ونقد رجالاتها، وتقديم قراءة دقيقة عمّا يجري فيها من أحداث فضلا عن توجيه نقده لها، حتى لو على فرض حقيقة ما يراه من سلبيات أو فرص تحسين فإنه ما دام في منأى عن تلكم الأجواء فإنه يبقى غير قادر على تصويب بوصلتها بشكل يُحسب له، لا بل يكون عاجزًا عن توصيفها حتى؛ والدليل على ذلك أنك تراه يرتكب ذات الخطأ فيما يراه في مناوئيه من أخطاء؛ فتراه يدعي كمثقف أنه (هو الذي يمتلك القدرة والحق في قراءة السرديات ومراجعة الوقائع التاريخية، وعقلنة الأساطير، وكبح جماح الخرافات، واستجواب الخطابات، وتفكيك المرويات، والتأشير في المبالغ فيه من الطقوس، بموجب فكر الحداثة وما بعدها)، وهذا الادعاء في امتلاك الحق والقدرة وحصره في المثقف وحده يكفي لتعرية فكره، وقصر تفكيره؛ إذ لا أحد يمتلك الحق في مثل هذه الأمور الآنفة، كونها تقع ضمن دائرة (البحث والتنقيب)، وهي دائرة يمكن للآخرين مشاركته فيها.
فإن تهمة امتلاك الحق المطلق في الأمور لطالما رفع بعض المثقفين بها عقيرتهم مشنعين فيه على غيرهم من رجال الدين والمتدينين معتبرين أنها وصمة عار على جبينهم، ومع ذلك فالكاتب هنا يمارس ذات الدور الذي يستنكره على غيره في غير موضع.
بالأمس يقال: هذا رجل دين، وهذا مثقف، واليوم وعلى يد هذا الكاتب خرج مصطلح جديد عبر مقاله خطا يقول فيه: هذا رجل دين صحوي، وهذا مثقف تنويري، ويستمر بهذا مسلسل التصنيف الذي يزيد من رقعة شق العصا بين أبناء المذهب الواحد.
وأتساءل هنا: أنه من قال بأن مداومة حضور المثقف المجالس الحسينية – لو صحّ ذلك – يشكل خطرًا على الصحويين من رجال الدين كما يزعم الكاتب؟!
إن المجالس الحسينية للجميع وتسع الجميع ولا أحد سيأخذ مكان الآخر، وكل يمارس دوره بكل حرية.
ثم أنني لا أعلم من يستقوي على الآخر بالجماهير هل هو المثقف التنويري أم رجل الدين والمتدين؟! على كل فالوقائع ثابتة وناطقة بالحقيقة، ولئن استقوى رجل الدين بالجماهير فهناك من يستقوي بأمور أخرى أكثر خطرًا وتخويفًا.
كما أنني أعجب من الكاتب توجيه بعض المفردات النابية التي تنم عن أنه بات يستخدم ذات الصنيع ممن ينتقدهم ويعرض بهم ويدعي أنه يريد تصويب أخطائهم، من قبيل:
(عناوين فضفاضة، لغة متعالمة، لافتات ديكوراتية جوفاء، الطابور من رجال الدين المتثاقفين)..
كل ذلك يدلل على أن انفعالية غير مبررة من الكاتب تجاه رجال الدين والخطباء والمتدينين، وكأنه في حرب شرسة معهم، وأخلص إلى القول بأن الكاتب قدم نقدًا لفظيًا وقراءة وصفية للحدث من وجهة نظره من دون أن يقدم حلولاً علمية أو عملية أو حتى فنية مكتفيًا بالصراخ وإعلاء الصوت لكن بلغة نقدية مغلفة بالتذاكي والتباكي الموسوم بالتنوير، مع العلم بأن الكاتب يمتلك أدوات الناقد البصير الذي يمكّنه من تقديم ورقة لغتها أرقى وأنقى من هذه الأسطر التي لا تنفع وربما تضر.
وإلا كان بإمكانه أن يقدم الحلول لما يراه سلبيا، ويسهم في تطوير الخطاب المنبري الذي وصفه بأنه لم يتغير، وكان بإمكانه إعمال أدواته النقدية واستعمال ثقافته في زيادة نسبة الوعي والانخراط في العمل جنبًا إلى جنب مع من وصفهم برجال الدين الصحويين لتغيير الواقع الذي بدل من كيل مثل تلك المفردات التي لا تغير في الواقع شيئًا.
المنبر الحسيني بحاجة لمن يسهم في الارتقاء به لا لمن يوجه نقده الساخر بمقاله الساحر ثم ينزوي بدعوى أنه مرفوض ومهمش، ومعرض لهجوم استباقي غير مبرر، لإسكاته وتزهيده في المناقدة كما يزعم، فكلنا يعلم بأن الهدم أسهل بكثير من البناء، وأن النقد الحقيقي لا يتوقف عند الكلام وحسب؛ فـ(الكلام ما عليه جمرك) كما يقول المثل الشعبي.
علي أحمد المحيسن
مناقدة هذا الفلكلور الحكواتي سيبطل سحره الأدبي وسيخرجه عن عفويته وبساطته وعاطفته الموروثة الجميلة، مناجزة هذا الفلكلور بالأساليب النقدية الحديثة إنما هي دعوة لتنميته ومواكبته لمفاصلنا وخصوصياتنا وتحديث لأدواته، بل وسيقتل فيه قدرته على توليد الأساطير الجديدة .
وانتم ماذا يثير حميتكم وغيرتكم ويحرق قلوبكم كل موسم محرم على هذه المواضيع. إن كان يعجبك الاستماع لأي خطيب ، فاستمع له. وإن لك يعجبك ، فدعه وشأنه.. سواء تكلم في شيء مفيد او غير مفيد. ام هي حرب عامة على أي شيء يخص الحسين عليه السلام.
اذهب وانتقد عادات القبائل التي ما انزل الله بها من سلطان. او انكم تخافون منهم ، ولا تخافون من الحسين لأنه غير موجود بوجهة نظركم.
كفاكم حقدا على الحسين وكلما يتعلق بالقضية الحسينية. وركزوا على ما تدعون انه بناء، بدل الهدم
خلاصةموضوع الأستاذ انا مثقف فأنا العالم الفاهم الذي يجب أن أعطى مقاليد العلم والمعرفة في العلوم الدينية والتاريخية والأدبية والنفسي والاجتماعية وعلى رجل الدين الجاهل الغبي الذي لا يفقه مفردات الحداثة ورطانة ما بعد الحداثة أن ينزل عن المنبر فأنا أحق به
من هو المثقف؟