[6 ـ 6] ثلاثية الذات والشعر والوطن قراءة في ديوان الحقيقة أمي والمجاز أبي، للشاعر ياسر آل غريب
محمد منصور
الموسيقى:
“وزعمت الفلاسفة أن النغم فضل بقي من المنطق لم يقدر اللسان على استخراجه، فاستخرجته الطبيعة بالألحان على الترجيع لا على التقطيع، فلما ظهر عشقته النفس، وحن إليه الروح. ولذلك قال أفلاطون: لا ينبغي أن تمنع النفس من معاشقة بعضها بعضا. ألا ترى أهل الصناعات كلها إذا خافوا الملالة والفتور على أبدانهم ترنموا بالألحان.”(1)
إذا قمنا باستثناء نص رحيق المعاني من ديوان الحقيقة أمي والمجاز أبي للشاعر ياس آل غريب، فإننا نجد نصوص الديوان توزعت في تسعة عشر نصا ما بين قصيدة، ومقطوعة، ونتفة. توزعت هذه النصوص موسيقيا على أربعة أوزان، هي:
1/ الكامل، في تسعة نصوص، هي: الإهداء، وطن مضارع (عمود_حر)، لغة على قدر القداسة، أغرودة في منتصف الضياء، أنا إلا قليلا، للشعر تاريخ التنفس، سؤال سرمدي، خروج، محمد الثبيتي (حر).
2/ البسيط، في ستة نصوص، هي: النظرة الأولى، شاطأت روحك، سيدتي الفصحى، نصف معنى (حر)، صحو ملبد بالقصيد، السياب (حر).
3/ الخفيف، في ثلاثة نصوص، هي: تأملات في نون الزيتون، يسألونك عن الإلهام، غربة بين الرماد.
4/ الطويل، في نص واحد فقط، هو: السيرة الذاتية لـ (قوس قزح).
أما في نص رحيق المعاني فإننا نجد الشاعر يقوم بتقسيم النص إلى ثلاثة وثلاثين جزءا، يمثل كل جزء لحظة شعرية سواء كانت نتفة أو ومضة. المهم أنه توزعت هذه الأجزاء موسيقيا كما يلي:
1/ الكامل، في ستة أجزاء.
2/ البسيط، في ثلاثة أجزاء.
إضافة لذلك جاءت في هذا النص أوزان لم تحضر سابقا في الديوان، وهي:
3/ الخبب (المتدارك)، في تسعة أجزاء.
4/ المتقارب، في أربعة أجزاء.
5/ الرمل، في جزأين.
6/ الوافر ومجزوؤه، في جزأين.
7/ الخفيف كشعر حر، في ثلاثة أجزاء.
8/ المديد، في الجزء رقم (32):
“في مكان.. آخر الأمنياتِ
رحتُ أجري في صدى الذكرياتِ
وأغني، لستُ وحدي ولكن
تحتفي حولي المنى في الرفاتِ
ما الذي يبقى من الحلم إما
أُطْفئتْ في الشعر مرآة ذاتي”
“وهذا البحر قليل الاستعمال، قياسا مع البحور الشائعة الأخرى. وهو من البحور القصيرة التي تصلح للغزل والغناء والأناشيد.”(2)
9/ فيما جاء جزآن أُهمل الوزن فيهما: وهما:
_ الجزء رقم (26):
نتغنى بالمطر ونعلم أنه كالعملات النادرة
يحضر النهر في قصائدنا بينما نحن نعيش
في الصحارى المغلقة
نحاول أن نحيا لكننا نموت!
_ الجزء رقم (29):
أضحكت النوافذ
ومددت رأسي
فلم أجد
إلا بكاء (الشارع)
والدموع / السيارات
………………..
(1) النقد الأدبي الحديث، ص 432.
(2) علم العروض التطبيقي، الدكتوران. نايف المعروف وعمر الأسعد، دار النفائس بيروت-لبنان، ط3، 1997، ص68