[5 ـ 6] ثلاثية الذات والشعر والوطن.. الأحد قراءة في ديوان الحقيقة أمي والمجاز أبي، للشاعر ياسر آل غريب

محمد منصور

فضاءات النص:

“مجال الشعر هو الشعور، سواء أثار الشاعر هذا الشعور في تجربة ذاتية محضة كشف فيها عن جانب من جوانب النفس، أو نفذ من خلال تجربته الذاتية إلى مسائل الكون، أو مشكلة من مشكلات المجتمع تتراءى من ثنايا شعوره وإحساسه.

فإثارة الشعور والإحساس مقدمة في الشعر على إثارة الفكر، على نقيض من المسرحية والقصة، فإثارة الفكر من طبيعة العمل الفني فيهما قبل إثارة الشعور، ولذا كان موقف القاص أو المسرحي من المسائل والمشكلات موقفا تحليليا، على حين يظل موقف الشاعر في تصويره تجميعيا أكثر منه تحليليا.”(1)

والشاعر ياسر آل غريب في ديوانه الحقيقة أمي والمجاز أبي لعب على حبل الشعور والإحساس بتفنن واقتدار.

ويمكن إرجاع نصوص الديوان إلى ثلاث مرجعيات كبرى، هي: الذات، والشعر، والوطن.

الذات في نصوص: أغرودة في منتصف الضياء، أنا إلا قليلا، غربة بين الرماد.

الشعر في نصوص: للشعر تاريخ التنفس، يسألونك عن الشعر، سؤال سرمدي.

الوطن في نصوص: وطن مضارع، شاطأت روحكِ.

وحين نقوم بمراجعة الديوان كاملا فإننا نستطيع بكل سهولة إرجاع كل قصيدة منه إلى إحدى هذه المرجعيات الثلاث الكبرى التي هي: الذات، والشعر، والوطن. مهما تشظت القصيدة أو تداخلت المرجعيات الثلاث الكبرى فيما بينها داخل النص الواحد، فتارة تتمازج الذات مع الشعر ليكونا جسدا واحدا:

“نادمته، قدِّست كأس توحدنا

حتى اتفقنا معا أن نثمل الزمنا

أنا مع الشعر ممزوجان في جسد

اخترته وطنا واختارني وطنا”

وتارة تتوحد الذات مع الوطن:

“هذا أنا..

أو قل كما شاء الهوى:

هذي تضاريس البلاد”.

……………….

(1) النقد الأدبي الحديث، ص 353.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×