[الدَّراسون3] جعفر آل ثنيان.. تزوج قبل المدرسة.. ويختم القرآن منذ ثلث قرن زامل قُدامي الدرّاسين في البحاري والقديح.. ويتّبع طريقة "جرد.. سرد"
المنيرة: ليلى العوامي
33 عاماً قضاها مع قراءة القرآن الكريم التي تنزل تلاوتها على القلوب فتزيدها ربيعاً وصفاء، وتضفي على الأجواء حالة وجدانية تتعلق بها الأرواح في عليائها فتروي الأجساد العطشى لما يرسم في وجدانها خشوعاً وتواضعاً وامتنانا.
جلس في مجلسه المتواضع الذي أعده ليكون مكاناً للدرس والتعبد بكلمات الله التي يتلوها من مصحفه ذي الخط الكبير، بصوتٍ خاشع مسترسل، يجمع من حوله محبي قرآن الله، والعاشقين لصوته الرخيم وأدائه الذي يشبه قيثارة من السماء..
أيام الشباب
أكبر من سنه
إنه جعفر بن عبدالكريم بن أحمد بن رضوان بن مهدي بن عبدالله آل ثنيان (مواليد1364هـ 1944م) بقرية البِحَارِي إحدى قرى محافظة القطيف، ولتاريخ ميلاده قصة طريفة، يوجزها لـ”صُبرة” بأنه سجل أكبر من سنه، حيث الحقيقة أنه أصغر من ذلك بكثير والسبب أنه عندما ذهب مع أخيه علي للتقديم على حفيظة النفوس، سألهما الموظف: كم عمرك؟ فأجاب بأنه 16 عاماً، ويذكر عمره كما يذكر آيات كتاب الله، فأعطاهما الموظف ورقة يذهبان بها لمستشفى القطيف الذي كان وقتها أمام قلعة القطيف، فنظر إليهما الطبيب ـ وكان مصري الجنسيةً كبيراً في العمر ـ فزاد في عمرهما 5 سنوات، ظنا منه أنهما يريدان ذلك.
شهادة إتمام المرحلة الابتدائية
نشأته
يعود آل ثنيان للحديث عن مسقط رأسه فيقول: ولدت بنخل إسمه الباب كان والدي يعمل فيه لمدة ثلاثين سنة ثم انتقلنا لنخل آخر يقع غربي شارع البحاري لمدة ثماني سنوات وهذه الفترة هي فترة حياتي وحركتي إذ كان عمري 12 سنة حتى تزوجت وكان عمري 18 سنة ودخلت مدرسة سلمان الفارسي بالقديح بعدما تعلمت القرآن الكريم في “الكتاتيب” وكنت أول من تعلم بتلك المدرسة على يد أساتذة فلسطينين وأردنيين ومدير مدرستنا كان من جيزان واسمه حسن راضي وتخرجت من المدرسة عمري 23 سنة وكنا نعطي مدرسينا 15 ريالاً، وفي سنة 1387 هـ حصلنا على الشهادة الإبتدائية وكان عندي بنت وولد.
بداية تعلمه القرآن
يعترف آل ثنيان بدور والدته الكبير في مسيرته، إذ أنها شجعته على تعلم القرآن وتدارسه وحضور مجالس القراءة في بلدتهم البحاري، ويضيف أنه عندما كان عمره 6 سنوات كان منزل جيرانهم وهم من عائلة المهدي ويسمون بـ ” أل أحمد ” وكانوا يقرؤون وبالأخص في شهر رمضان، لذا كانت والدته تحثه دائماً على الذهاب لمنزلهم لخدمة المجلس ومخالطة الرجال .
ويتذكر أنه ذات يوم عندما كان في السابعة من عمره ـ حيث كانوا يعيشون في نخل البستانجي ـ دخلت عليه والدته، وأخبرتهم أن والدهم سيرسلهم للمعلم الملا علي بن ربيع ففرح هو وأخوه، لأنهم سيتركون خدمة مجلس آل مهدي، رغم أن الوقت عن المعلم الملا علي أطول بكثير، إلا أن ذلك ـ في رأيهما ـ أهون من الخدمة ، إضافة إلى أن الملا كان مؤدِّب وشاعر وخطيب، لذا تعلما لديه قراءة القرآن لمدة عامين من سن السابعة وحتى التاسعة، وكذلك ديوان العوى رحمه الله.
رفاق المعلّم.. “الكتّاب”
يصارحنا آل ثنيان بأنه قرأ القرآن وفهمه لكنه لم يحفظه، فقط اكتفى بحفظ الآيات التي تقرأ في الصلاة فقط وباقي القرآن كان يقرأه بطريقتي “الجرد، والسرد” مع زملاء له آخرين، يذكر منهم: حبيب بن جواد البلال، وحسن الحَمِادي من التوبي، وحسن عيد العبكري وعلوي بن علوي بن سيد محمد الشريف وعلي بن معتوق الحلال، وأخوه أحمد الحلال والكثير من بلدة القديح عبدالكريم الشيخ وجعفر بن جعفر آل جعفر، وأحمد الزين بن ملا عبدالله الزين.
ومن الدَّراسين القدامى الذين يذكرهم الملا مهدي بن سلمان آل عليو وعلي بن معتوق الحلال ورضي بن سلمان المهدي وحبيب بلال لم يلتحقوا بجلسات القرآن في المساجد من “الكتاتيب” حيث المعلم، إلى قراءة القرآن في المساجد.
لم أتركه أبدا
وعن أهمية أهمية قراءة القرآن الكريم، يقول: أقرأ القرآن الكريم منذ 33 عاماً، ولم أتركه إلا لضرورة تمنعني مرض أو غيره وما دون ذلك لا يمكن أن أتركه. ويضيف أنه يدرس صفحة (من 70 ـ 100 آية) كل يوم بعد صلاة الفجر ولمدة ربع ساعة وحينما يعود من المسجد يقرأ ويدرس الأوراد الواجبة عليه ويخلد للنوم، ويصف قارئ القرآن الملتزم به، بأن الله يوفقه ويقوي بصيرته، ويقول: “أنا لليوم منذ أن ولدت لم تحتج عيني لعلاج وإن قصرَ نظري فهذا سيكون طبيعياً بسبب كبر السن”.
القرآن في رمضان
وبأريحية وطمأنينة بالغة، يسهب آل ثنيان في سرد أهمية تدارس القرآن في شهر رمضان، معتبراً أنها “بركة على المنزل وصحابه والتزامنا بقراءة القرآن هو توفيق من الله سبحانه وتعالى” ويضيف أن شهر رمضان شهر الله الكريم وعظمة قراءة القرآن فيه تعادل قراءة الآية الواحدة ختمة كاملة، كما أن قراءة القرآن في شهر رمضان وغيره تبهج النفس، ويختتم بأنه هكذا “تعودنا على ذلك منذ أن وعينا الحياة وهذا ماتميز به شهر رمضان.. الصيام وقراءة القرآن وختمه وليلة القدر وكل خير فيه”.
آل ثنيان في سطور:
ـ من قرية البِحَارِي إحدى قرى محافظة القطيف، على الطريق العام المؤدي إلى العوامية وصفوى.
ـ من مواليد1364هـ (1944م) كما هو مسجل في حفيظة النفوس التي اعتمدت وقتها ووضعت سن جميع المواليد يبدأ من 1 رجب، وإن كانت الحقيقة أنه أصغر من ذلك بكثير بسبب رغبة طبيب مصري بتكبيره هو وأخوه علي.
ـ تخرج من المدرسة في الـ23، وفي سنة 1387 هـ حصل على الشهادة الإبتدائية.
ـ تزوج في سن الـ18، وعندما تخرج كان لديه بنت وولد.
لك طولت العمر العم ابو عمران وعليك بالف عافيه للخفظك كتاب الله
الله يحفظ عمره ويوفقه لدراسة القرآن