مقبول.. عاش في أم الساهك 26 عاماً وتوفي بعد وداعها بـ20 يوماً حفظ القرآن وصوته يعلو مؤذناً في مسجد حسان بن ثابت
القطيف: شذى المرزوق
لم يكد أهالي بلدة حزم أم الساهك يودعون الشيخ مقبول فضل إمام مسجد حسان بن ثابت، عائداً إلى بلاده الأم (السودان) بعد نحو 26 عاماً قضاها بينهم مؤذناً ومعلماً للقرآن الكريم، إلا وتلقوا خبر وفاته، الذي نزل على رؤوسهم كالصاعقة.
وكان فضل ودع أهالي حزم أم الساهك في 6 من شهر شعبان الجاري بالدموع المتبادلة بين الطرفين؛ متمنياً لهم حياة سعيدة، وشاكراً لهم المساندة والدعم طيلة الفترة التي قضاها بينهم، فيما تمنوا له الشفاء من الأمراض التي ألمت به في الفترة الأخيرة، وبعد مضي 20 يوماً من الرحيل المر، وصلهم خبر وفاته، لتعلن أم الساهك الحداد عليه يوم أمس (الجمعة).
فضل أصيب قبل عامين بتضخم في البروستات، وعانى الكثير من الآلام بسببها، ولكنه كان صابراً ومحتسباً، ثم تفاقم وضعه الصحي، وأصيب بعد ذلك بسرطان البروستات، واشتد عليه المرض في آخر 6 أشهر، وكان يتلقى علاجه متنقلاً بين جازان، والمنطقة الشرقية، وهو مع هذا كله لا يفتر لسانه من الحمد والشكر، والثناء لرب العالمين. وانتشر المرض في جسده الطاهر، حتى أصبح طريح الفراش، لا يستطيع الحركة.
الفقيد الثاني من ناحية اليمين
وسافر فضل إلى السودان الأربعاء 6 شعبان، وبقي عند أهله 3 أيام، ثم أُدخل المستشفى، وتوفي صباح أمس (الجمعة).
ألم وحسرة
وبعبارات غارقة في الألم والحسرة، رثاه أهالي البلدة، والبداية كانت من إمام المسجد ماضي بن فالح الهاجري، الذي ذكر خبر الوفاة في خطبة الجمعة أمس قائلاً “الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله أما بعد.. فقد انتقل إلى جوار ربي الكريم اليوم صباحًا أخونا الشيخ مقبول فضل (أبو مالك)”.
الشيخ الهاجري
واسترجع الهاجري التسلسل التاريخي لمسيرة فضل ـ رحمه الله ـ قائلاً “قدم إلى بلاد الحرمين الشريفين عام 1417، وعمل مؤذنًا في مسجدنا، مسجد حسان بن ثابت، وكان مثابراً ومجتهداً جتهاداً منقطع النظير حتى أكمل حفظ القرآن كاملاً”.
اشتداد المرض
وأكمل “رغم إعاقته في رجله، فكان لا يسير إلا بعكاز، ومع هذا كله، فهو يصلي قائمًا، لم يترخص يومًا واحدًا حتى اشتد مرضه، والتحق بدورات التجويد التي كانت تقيمها جماعة تحفيظ القرآن، وبإشراف مباشر من الشيخ الغول، وقد تميز فيها”.
وأضاف “حرص فضل على تعليم القرآن الكريم للكبير قبل الصغير، واستمر معلمًا له حتى قبيل سفره”. وقال “كان يجلس للتدريس كل يوم بعد العصر، وبعد المغرب في حلقات منتظمة، وبعد الظهر والعشاء لكبار السن الذين يفدون إليه من داخل المنطقة، ومن خارجها، لا سيما سكان مجموعة الدفاع الجوي”.
الشيخ مقبول فضل (الثاني من ناحية اليمين) مع أصدقائه
26 عاماً
وعن صفاته قال الشيخ الهاجري “كان حسن الخلق، كريم الطباع، طيب النفس عفيفاً متعففاً، يحسبه الجاهل غنيًا من التعفف، كان آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر بأدب جم، وحكمة بالغة، كما كان تاليًا للقرآن في كل أوقاته”.
وأردف “عمل أكثر من 26 سنة مؤذناً في المسجد، لم يفته أذان واحد، فضلًا عن الصلاة، وتكبيرة الإحرام”.
الفقيد (يمين) مع أصدقائه
مسجد ومدرسة
وتطرق الهاجري إلى أعمال فضل الخيرية “بنى مسجداً في بلده السودان، كما ساهم في بناء مدرسة، وأوصل إليها الكهرباء، وكان يجمع كل ما يصل إليه من طلابه، ومن أهل الفضل والإحسان، ومن محبي الخير، ويبعث به إلى الفقراء في بلده”.
وعن أسلوب تعامله مع الآخرين، أبان الشيخ الهاجري “قد يضايقه البعض، لكنه كان حليمًا، وإذا غضب فما هي إلا دقائق معدودة حتى يعود ضاحكًا مبتسمًا، كان سليم الصدر، طيب المعشر، هينا لينًا”.
معاناة المرض
وأضاف الشيخ الهاجري “قبيل سفره إلى بلده بشهر، كان في المسجد ينتظر الصلاة بعد الصلاة، ولسانه يلهج بذكر الله، والدعاء لله، ويقول لي “أنا راضٍ بما قدر الله علي، والحمد لله رب العالمين”.
وقال “ألححت عليه بالسفر إلى أولاده، والبقاء عندهم، وإكمال العلاج هناك، فما كان منه إلا أن وافق بعد تردد شديد، ومكث هناك نحو 20 يوماً فقط، إلى أن توفاه الله أمس”.
واستدرك الشيخ الهاجري متأثراً بوفاة الفضل “لقد كان معينًا على قراءة القرآن ومراجعته، يفرح كثيراً إذا سمّع لأحد، أو علم أحداً. نحسبه، والله حسيبه من أهل الفضل، والقرآن، والخير، ونعزي أنفسنا، وأحبابه وطلابه، وما نقول إلا ما يرضي ربنا؛ إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا على فراقك أبي مالك لمحزونون”.
28 عاماً
وأكمل الشيخ الهاجري تفاصيل قصة علاقته بفضل ـ رحمه الله ـ وقال لـ”صُبرة” في حديث منفصل “قبل 26 عاماً، كنت قد وجهت أحد الأخوة من الجالية السودانية في البلدة بالبحث عمن يعمل معي في دروس تحفيظ القرآن الكريم، وبالفعل وجه لي الفقيد، الذي كان نعم الرجل، وقد قمنا بتسجيله نظامياً في جمعية تحفيظ القرآن في المنطقة الشرقية، وباشر عمله معنا منذ كان عمره 28 سنة حتى وفاته رحمه الله”.
خسارة كبيرة
أما رئيس جمعية الحزم ظافر القحطاني، فقد رثاه قائلاً “نعزي أنفسنا وأم الساهك عامةً بوفاته ـ رحمه الله ـ”، معتبراً فقده خسارةً كبيرة لمجتمع القطيف عامة والحزم خاصة.
ظافر القحطاني
وأبان “عايشته سنوات بحكم اشرافي في حلقات التحفيظ، وكان نعم الرجل في أدائه وعمله، وبرغم الإعاقة التي يعاني منها، إلا أنه كان مثالاً للعامل المجد في عمله، ولم يمنعه ذلك من بذل الجهد الذي قد يكون قريباً للكمال المنشود”.
وقال “أمضى عمره صابراً مُحتسباً، وأعجب من ذلك تسامحه وطيبة نفسه في التعامل مع كل شرائح المجتمع من صغار وكبار، وعزاؤنا فيه اننا نحتسب له الأجر عند الله، وندعو له بالرحمة والمغفرة”.
شهادة مجروحة
وترحم حمد الطويرس عضو الجمعية على الفقيد “كان أبو مالك من خيرة رجالات البلدة، عاش ومكث بيننا جلّ شبابه، مسالماً بطبعه، وحظي بالقبول والمحبة من قبل أبناء البلدة؛ صغيرهم وكبيرهم، فقد عرفوه طيلة 26 عاماً عاشها بيننا، مؤذنا ومعلماً في حلقات تحفيظ القرآن الكريم”.
وبكلمات قليلة، سجل فهد محمد القناص مالك مربط الخيل في أم الساهك رثاه في الفقيد “أخشى أن أقصر في حق هذا الرجل الكريم والمعطاء، فهو رجل لا يُذكر إلا بالخير، وشهادتي فيه مجروحة”.
فهد القناص
لا يقبل المساعدة
وقال عنه فهد سلمان القناص مدير مدرسة ابتدائية ومتوسطة أم الساهك ونائب رئيس لجنة التنمية فيها “هذا الرجل الطيب، سخر نفسه في خدمة كتاب الله، فقد حفظ القرآن كاملاً، وأدار حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مسجد حسان بن ثابت، وتعلم على يديه الكثير من القراء والحفظة من أهالي المنطقة وخارجها، وقد عرفته معتكفاً في المسجد، لا يخرج إلا للحاجة”.
سلمان القناص
وتابع “لم أشاهد رجلاً في إصراره على أداء الصلاة واقفاً رغم إعاقته، فقد كان بقدم واحدة، ويتكئ على عكاز، كان متعففاً، لا يقبل المساعدة، وراضياً بما قسمه الله له من رزق، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
نقي القلب
ويقول صديقه برير محمد يسن “تعرفت إلى الشيخ مقبل قبل 25 سنة في أم الساهك، وكنت أذهب معه إلى المسجد، ونجلس سوياً في غرفته تارة، وفي منزلي تارة أخرى، وجدته انساناً صادقاً ونقي القلب، ولا يحمل أي شيء ضد أي فرد، تعلم علي يديه كثير من حفظة كتاب الله، له طلاب كُثر من كل الجنسيات، كان محبوب جداً من الجميع، أحببه الصغير قبل الكبيرن بعدما ترك أثراً في كل المحيطين من حوله”.
الفقيد (يمين) وصديقه يسن
رحمك الله ياابامالك
نعزي انفسناونعزي احباب الشيخ مقبل واهله في السودان لازمت الشيخ فترةوكنت احفظ عنده القران ولطبيعت عملي كنت لااستطيع الحضورالابعدصلاة الفجرفكان يحثني ويشعجني على حفظ كتاب الله ومن الشي الذي يذكركان رحمه الله يسعى للخيرمن شفاعه لعمل وصلح ذات البين حتى ذهبت معه عدت مرات لذلك فكان يذهب صباح الجمعه ويرجع لمسجده قبل اذان العصر.
الرجل ابن عمنا عليه رحمه الله وهو رجل يحمل كلمه رجل بكل معانيها وقد صدقتم القول في ما ذكرتم من طيب معشره ودماثه خلقه وابتسامته التي تعلو وجهه وادبه الجم وحكمته منقطعه النظير….الشيخ مقبل قدم الكثير ويحمل هم بلده وقريته وهم اخوانه فقد عاش كريما ورحل كريما ولقد درسنا علي يديه القران فكان نعم المعلم ونعم الاخ وقد حزن جميع اهل قريته لوفاته…نسال الله له رحمه واسعه وجنات ورضوان من الله وان يتقبله عنده في جناته العلا انا لله وانا اليه راجعون
إنا لله وانا اليه راجعون
الله يرحمك يا فضل اقبلت على رب رحيم
الله يحشرك مع محمد وال محمد
إنا لله وإنا إليه راجعون
فجعنا صبيحة يوم الجمعة بخبر وفاة الشيخ الجليل عليه رحمه من الله مقبول سألين المولي عز وجل أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وان يوسع مدخله وينير قبره وان لايفتننا بعده ولايحرمنا أجره قال تعالي في محكم تنزيله بسم الله الرحمن الرحيم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) .صدق الله العظيم نحسبه منهم ان شاء الله فقد التقيته قبل عامين اويزيد قليلا وكان نعم الأخ والصديق والمربي والواعظ رجلا زاهدا بشوشا كريما ومضاف يقابلك وتعلوه الابتسامه وتكسوه الهيبة والوقار فتري فيه قدوة لك وتستمد منه قوة وايجابية تمنحك دافع وإصرار لما تصبو إليه فبرغم حالته الصحية إلا أنه ضرب أروع الأمثال في الصبر والمثابرة وكان مجلسه قبلة الزائرين من كل صوب لينهلو من علمه الدفاق رحمك الله شيخنا وابدلك الله دارا خيرا من دارك واهلا خيرا من أهلك وجمعنا الله بك في جنات النعيم
ولا نقول إلا مايرضي الله
إنا لله وإنا إليه راجعون
والله ان هذا لهو الوفاء الحق يا أهل المملكة وجزاكم الله الف الف خير فقد وفيتم وكفيتم وان الشيخ مقبل نعم الرجل نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا ويرفع درجته في عليين
سررت ايما سرور بهذا والوفاء من احبابه وجيرانه ولقد رأيت ذلك ايام مرضه يدخل عليه في كل ساعه رجل يسأل عن صحته واخباره واذا قابلنا احد خارج المسجد يسأل عنه حتى بكى الشيخ يوما فرحا وابكانا معه من شدة ما يجد من الرعايه وتفقد القريب لقريبه قال والله كأني بين اهلي وابنائي او أشد ويزرف الدموع فرحا بذلك
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
رحمه الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وربط على قلوب فاقديه بالصبر والإيمان ورحم الله من قرأ لروحه الفاتحة المباركة ولموتي المؤمنين والمؤمنات