هواء القطيف الطلق يجمع خرّيجي “البترول” قبل 46 سنة لقاء سنوي يستعيد ذكريات "شيّاب" جامعة الملك فهد في سنوات الشباب

القطيف:  علي رضي

بعبارات الشكر والتقدير، ومعها رسائل الثناء والمديح، اختتم خريجو الدفعة الـ76 في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، زيارتهم السادسة إلى محافظة القطيف، التي زاروا فيها كورنيش المحيسنات في جزيرة تاروت ومعالم أخرى كثيرة في المحافظة.

كانت محافظة القطيف بجميع مدنها وقراها وبلداتها كتاباً مفتوحاً أمام خريجي الجامعة الذين استرجعوا ذكريات وقعت لهم في دارین وتاروت، مروراً بالقلعة والعوامیة، ثم سیھات والأوجام، وليس انتهاءً بالعیون والنخیل.

وتستضيف “مجموعة القطیف” زملاءھم في الدفعة من كل مدن المملكة، تحت شعار “أھلاً بكم في قطیف المحبة”. وهذا العام انطلق اللقاء السنوي السادس من جامعة الملك فھد للبترول والمعادن، ویتنقل كل عام بین المناطق.

وفي تعليقات لهم، اتفق الخريجون على أن القطيف تطورت كثيراً عما سبق، وأن عمليات البناء والتشييد فيها لم تتوقف منذ أول زيارة قاموا بها إلى المحافظة، وصولاً إلى الزيارة السادسة التي كانت أمس الأول (الجمعة).

واستقل الخريجون 3 حافلات ذهبت بهم إلى جزيرة تاروت، وترجلوا منها، وقاموا بجولة على كورنيش المحيسنات، وأشادوا بعمليات التطوير التي شهدتها المحافظة زيارة بعد أخرى.

وقال أحد الخريجين “سبق أن زرت القطيف عندما كنت طالباً، وكان المشهد يشير إلى مدينة صغيرة، غير واضحة المعالم، واليوم أعاود الزيارة، وأستطيع أن أؤكد أن المحافظة تشهد نقلة حضارية، من خلال شوارع منظمة، وشواطئ برملة بيضاء، جميلة ومجهزة”.

وخريج آخر، وجه حديثه إلى أهالي القطيف وقال “هم أناس طيبون، وكرماء للغاية، وسعدنا اليوم بلقائهم، كما سعدوا بلقائنا، وأدعو الله أن يحفظ أهالي القطيف”.

وسجّل للمشاركة في اللقاء حوالي 120 ممن تولوا مناصب قیادیة في الوزارات والشركات الرائدة في المملكة، وشملت الجولة التعریفیة شواطئ سیھات ودارین وتاروت والقطیف ومبنى جزیرة الأسماك وأشجار القرم.

وتجوّل المشاركون على بعض المباني الأثریة في دارین وأحیاء قلعة تاروت وقلعة القطیف، برفقة المرشدین السیاحیین اسماعیل الھجلس وعبدالرسول الغریافي وعبدالعظیم الضامن. وتمت زیارة المركز التراثي في العوامیة الذي استقبل الزملاء الرئیس التنفیذي للمركز محمد التركي الذي أخذ الزوّار في جولة بین محلات المركز وأجاب على جمیع استفساراتھم.

واستمع الضیوف في قاعة مركز الأمیر فیصل بن فھد للمناسبات في سیھات إلى كلمة من الدكتور محمد السقاف رئیس الجامعة  الذي سبق أن قاد الكثیر من مھام التحوّل الإستراتیجي في أرامكو السعودیة. وأشار في كلمته الى التحوّل والتخصصات الدقیقة.

 الخدمات الخيرية

وتطرّق شوقي عبدﷲ المطرود رئیس مجلس إدارة جمعیة سیھات أثناء كلمة ترحیبیة وتعریفیة عن الجمعیة وجمعیات المحافظة إلى الأسبقیة في التأسیس وتنوّعھا في الخدمات الخیریة والصحیة ورعایة العجزة والإستثمار الخیري، بما یعزّز استمراریة الخدمات المقدّمة للمحتاجین، وتم عرض فیلم قصیر عن إنجازات وتطلعات الجمعیة.

وتناول الجميع وجبة الغذاء في مزرعة الدكتور الشیخ عبدﷲ السیھاتي بسیھات وطعام العشاء في الإستراحة الخاصة بعائلة الشھاب في  القديح، وشارك الفنان عبدالعظیم الضامن مؤسس منتدى المحبة والسلام في توفیر أركان متنوّعة في قاعة الأمیر فیصل بن فھد وقاعة الشھاب، نالت إعجاب الزملاء والضیوف تشمل: ركن النحت، ركن الفن، ركن لوحة المحبة والسلام، ركن الخوصیات، ركن الكتاب القطیفي، وركن فن التطریز.

أنغام الموال

وأدار الحفل الرئیس في صالة الشھاب مساء الخمیس، كمال المزعل الذي شكر الزملاء على المشاركة في لقاء قطیف المحبة وضیوف الشرف الذین تواجدوا معنا داعمین، وانصت الحضور الى قصیدة ترحیبیة من الشاعر عبدﷲ جعفر آل ابراھیم تبعه مداخلات جمیلة مشجّعة ومحفّزة من الضیوف والزملاء. وانتھى الحفل قبیل منتصف اللیل على أنغام الموّال والبحریّات من فرقة دانة سیھات، مودعین ومشتاقین الى اللقاء العام القادم في ربوع جازان بإذن ﷲ.

شخصيات مميزة

وعبر المشاركون عن مشاعرهم تجاه هذه المبادرة. وقال المھندس جعفر الشایب، مؤسس منتدى الثلاثاء الثقافي “مبادرة رائعة في استمرار التواصل بین ھذه الشخصیات المتمیّزة التي جاءت من مختلف مناطق المملكة، لتجدید اللقاء أولاً،  وللتعرف أیضاً على منطقة عزیزة في وطننا الغالي”.

وتابع “شعرت بأن أجواء اللقاء سادتھا المحبة والحمیمیة والرغبة في المعرفة، وحسن التواصل. اننا في أمسّ الحاجة الى تكرار مثل ھذه اللقاءات بصورة منتظمة ومستمرة من أجل تعمیق العلاقات بین أبناء الوطن والتعرف على الإنسان في مختلف المناطق، أھنئ القائمین على الزیارة والمنظمین لھا وسعادتي لا توصف بلقاء أحبابنا من أعضاء المجموعة والتعرف علیھم”.

روح البهجة

أما المھندس محمد بایمین، المنسق العام، فقال “اللقاء السادس لدفعة 1976 تم بحمد ﷲ في قطیف المحبة، نعم المحبة والأخوة وكرم الضیافة وحفاوة الإستقبال، ولقد سعدنا بما شاھدناه من تطوّر سریع وجمیل، ربي یحفظكم ویدیم المعروف والجمیل بیننا، وخالص الشكر والحب الى الأخوة الزملاء مجموعة القطیف، حفظكم ﷲ ورعاكم”.

ومن جانبه، قال المھندس عبدالعظیم الخاطر، من مجموعة القطیف “بعد مخاض طویل بسبب أوضاع جائحة كورونا وبعد إنقطاع عن الأحبة استمر عامین، تم عقد اللقاء في القطیف، وقد ازدانت القطیف بلقاء الأحبة الزملاء، وعلى رأسھم الدكتور محمد السقّاف رئیس الجامعة، ما أضفى على اللقاء روح البھجة والسرور، وقد حرصت على الحضور والتفاعل في كل اللقاءات التي تمت لما فیه من فتح قنوات التواصل الإیجابي بین مواطني وطننا الحبیب وتعزیز الألفة والمودة بیننا”.

مشاعر جياشة

ووصف المھندس السید محمد السید طاھر، من مجموعة القطیف، اليوم بأنه يوم جمیل من أیام القطیف الحبیبة. وقال “اجتمعت مجموعة من أبناء الوطن الغالي ومن كل بقاعه لتجدّد العھد، انھم على درب المحبة والوفاء والولاء سائرون. لقد اجتمعت القلوب قبل الأجساد في قطیف المحبة والخیر والوفاء، ملبین دعوة زملائھم لزیارة القطیف، والتعرف علیھا وعلى أھلھا، وما بھا عن قرب، فوجدوھا عروساً تتلألأ بعقدھا اللؤلؤي، ووجدوا أھلھا یحتضنوھم بقلوبھم قبل أیادیھم فقضوا وقتاً ممتعاً بین أرجاء قطیفھم، وھذا ما عبّرت عنه كلماتھم الجمیلة التي اسمعونا إیّاھا، وسطرّت في رسائلھم فكانت لھا الأثر علینا، إذ أثلجت قلوبنا وحیّرت عقولنا بمشاعرھم الجیّاشة والنبیلة اتجاه القطیف وأھلھا، فلھم منّا كل الود والتقدیر والإحترام”.

احتفال مبسط

ويقول المعلّم اسماعیل ھجلس، المھتم بالتراث المعماري التقلیدي “لم تكن المھمة سھلة والدعوة للإنضمام والمشاركة في اللقاء السادس لدفعة 1976 لخریجي جامعة الملك فھد للبترول والمعادن، ولیس السھل بإعطاء الموافقة لتقدیم نبذة موجزة ودقیقة وبطریقة محدّدة عن تاریخ القطیف، وعن بعض المناطق التاریخیة، مثل دارین وتاروت والقلعة والعوامیة وسیھات والأوجام والعیون والنخیل، وغیرھا، حیث ستقف أمام قامات وطنیة، یحملون شھادات تخصّصیة، بجانب  قامات أصحاب فكر ومراكز قیادیة وعلمیة ومناصب رفیعة، كلھا تجتمع في یوم واحد، لتسمع وتتعرّف وتقترب، جاء یوم اللقاء سریعاً، وعلیك أن تقف وتتحدث إلیھم والإستزادة من علمھم، حیث كل واحد من ھؤلاء الضیوف لدیه العلم الرفیع والراقي، حیث كان اللقاء مفعماً بالود والأخوة والأجمل تمكّن مجموعة القطیف من الإعداد والتخطیط ورسم المسار بدقة، ما جعل یوم اللقاء یسیر بآلیة مریحة ومستقرّة، وینتھي الیوم بحفل مبسّط بھیج. شكراً من القلب للضیوف الذین حلوّا على قطیف المحبة من مختلف مناطق الوطن، وشكراً لمجموعة القطیف على حسن إدارة اللقاء السادس 2022.

فعاليات الأهالي

وتحدث المھندس فھد الھلال عن الزيارة، قائلاً “یوما الأربعاء والخمیس الماضيين، التقت كوكبة من خریجي جامعة الملك فھد للبترول والمعادن الذین التحقوا بالجامعة في عام 1976 في محافظة القطیف؛ أرض المحبة ومنبع الفن والإبداع، بتنظیم ھامات راقیة من خریجي الجامعة الذین ینتمون الى المحافظة. ھذا اللقاء الذي استضافته محافظة القطیف بجميع أطیافھا ھو السادس للدفعة، بعد لقاءات في الظھران وجدة والأحساء والمدینة وعنیزة. ابدع الزملاء في القطیف في ترتیب برنامج فعّال یظھر أولاً كرم ونبل أھالي المحافظة، وثانیاً یظھر معالمھا الفنیة وآثارھا التاریخیة وابداعاتھا الفنیة وتنوعھا الثقافي والإبداعي والفني والریاضي حیث خرج كل من حضر اللقاء بانطباع جمیل جداً عما تمثله المحافظة من أھمیة بالغة للناتج المحلي والعالمي لوطننا المعطاء. ولا یسعنا في ھذا المقام إلاّ شكر أھالي المحافظة جمیعاً وعلى رأسھم زملاؤنا من القطیف وكل من شارك في الفعالیات من أھالي المحافظة على جودة التنظیم وحسن الإستقبال وكرم الضیافة والمحتوى الثري لبرنامج الزیارة والعمل الدؤوب لإخراج البرنامج على أكمل وجه”.

حسن التدبير

أما المھندس عبدالعزیز آل نصر فقال “أنا سعید بوجودي مع مجموعة القطیف التي بادرت بتنسیق اللقاء السادس للزملاء 1976 ، والحمد البرنامج كان موفّقاً ولاقى استحسان المشاركین، ولمسنا التفاعل الجمیل من اخواننا خلال الجولات وبرامج اللقاء، ونحن سعداء أن نعرض القطیف كما كانت والحاضر بعیون الآخرین، وھذه رسالة جمیلة، أردنا نقلھا عن مجتمع القطیف لزملائنا دفعة 1976 مع تمنیاتنا أن تستمر اللقاءات وأن یزداد حضور ومشاركة كل الزملاء”.

وأخيراً قال عبدالرسول الغریافي الباحث التراثي “كنت في معیّة العدید من المجموعات للقیام بدوري في الإرشاد السیاحي وعلى مدى سنین عدیدة، وكانت سیر أمور تلك المجموعات بشكل عام على مستوى النجاح الطبیعي، بینما حظیت بعضھا بالتمیّز وبعضھا بتمیّز مرموق، ولكنھا قلة ومن جملة ھذه المجموعات التي نالت نصیباً من التمیّز ودون أدنى مجاملة ھي مجموعة 1976، فرغم العدد الكبیر الذي احتوته ھذه المجموعة ورغم توزیع أفرادھا على 3 حافلات كبیرة، إلّا أنھا اجتازت یوماً سیاحیّاً كاملاً وشاملاً بكل نجاح وتمیّز وتنوّع ویرجع الفضل في ذلك لحسن التدبیر والتخطیط والتنظیم الإداري لمجموعة القطیف والتعاون التام من كل الزملاء.

شاهد الفيديو: