كبيرة علماء السرطان خولة الكريع للباحثين: لا تستمعوا لكلام المحبطين 500 باحث لكل مليون عربي و5000 في الدول المتقدمة
الخبر: صُبرة
أوصت الدكتورة خولة الكريع، كبيرة علماء أبحاث السرطان استشاري رئيس مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام، التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، زملاءها الباحثين في الدول العربية بعدم الالتفاف لكلام المحبطين والتمسك بالتحفيز الذاتي. وجاءت وصية الكريع على هامش حديثها عن معدل الإنفاق على البحث العلمي في الدول العربية، واصفة إياه بأنه دون المستوى.
وقالت الكريع إن معدل كلفة الباحث العربي يبلغ 34 ألف دولار، موضحة أن هذا المبلغ لا يُقارن بما يتقاضاه العالم في الدول المتقدمة، ما جعل هناك عزوف في البحث العلمي لدى الدول العربية، وقلة في عدد العلماء والباحثين.
وبينت خلال اللقاء الـ73 في ديوانية الأطباء مساء أمس الأول (الأربعاء)، وكان بعنوان “الوصول للعالمية في البحوث العلمية … عوامل وتحديات”، بمناسبة يوم التأسيس واحتفال الديوانية بمرور 10 سنوات على تأسيسها، ان الاستراتيجيات التي تبنتها حكومة المملكة ويتم تنفيذ العديد من مبادراتها، ستؤدي حتماً الى زيادة حجم تمويل البحوث لتحقيق الاهداف الاستراتيجية.
وبحسب الإحصاءات، فانه يوجد 500 باحث لكل مليون نسمة في الوطن العربي، كمعدل مقابل 5000 باحث لكل مليون نسمه في الدول المتقدمة. وأوضحت دراسة أن دعم تمويل البحوث على مستوى المملكة يشكل 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بحجم متوسط دعم البحوث على مستوى العالم من الناتج المحلي الذي يشكل 2.5%.
وقالت الكريع إن حجم الانفاق الحكومي على البحث العلمي في الدول العربية، وفق منظمة اليونسكو يتراوح من 0.1% الى 0.4%، فيما تنفق الدولة المتقدمة على البحوث العلمية 2.5% الى 5% من الناتج المحلي.
وبينت الكريع، وهي بروفيسور زائر في مركز دانا فاربر للسرطان بجامعة هارفارد – بوسطن‘ إنه بحسب الإحصاءات، فانه يوجد 500 باحث لكل مليون نسمة في الوطن العربي، كمعدل مقابل 5000 باحث لكل مليون نسمه في الدول المتقدمة.
وتناولت الكريع، خلال اللقاء واقع البحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص الدول العربية، وتحدثت عن عوائق التقدم في البحث العلمي، ومن أهمها الدعم المادي للبحوث، والتركيز على بناء بنية تحتية قوية تساعده على التطور.
وقالت “يجب ان يكون لدينا نظرة تحليلية في الدول العربية على مستوى الشرق الأوسط للبحوث العلمية، ففي الغرب ينظر للبحوث العملية كاستثمار وتنمية اقتصادية، ما دفعهم الى العمل على رفع مستوى البحوث من خلال الدعم المادي والتدريب عالي الجودة، واستقطاب العقول المبدعة من شتى دول العالم للمؤسسات البحثية”، لافتة في الوقت نفسه إلى أن “العوائق التي تواجه البحث العلمي أدت الى نقص في انتاجية البحوث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة”.
وذكرت ان الدكتور أحمد زويل نشر في كتابه “عصر العلم” ان مساهمة الدول العربية في البحوث العلمية العالمية لايتجاوز 0.0003% مما يساهم فيه المؤسسات البحثية العالمية، مشيرة في ذات السياق، الى أن جامعة الملك عبدالله تحتل المركز الرابع عالمياً بعد مراكز أبحاث إسرائيلية على مستوى تقييم البحوث عالمياً، وفق مؤشر “نيرتش اندكس” لأعلى 821 مجلة طبية، أما مؤشر “اس سي اي ماقو” الذي قيم 2740 جامعة ومركز علمي بحثي عالمي، وجد أن 60 دوله عربية فقط دخلت في المنافسة في هذا المؤشر، واحتلت مراكز متأخرة، مؤكدة أن الأطباء هم الأكثر قدرة على القيام بالبحوث العلمية “البحوث الانتقالية”.
وأوصت الكريع، الباحثين بعدم الالتفاف لكلام المحبطين والتمسك بالتحفيز الذاتي، والحصول على التدريب المتقدم وعدم التردد في السؤال والتعلم من الباحثين الخبراء، وان يكون عملهم موازياً للمعايير العالمية، والابتعاد عن الانانية خاصة في البحوث العملية، ويجب ان يعمل الباحثون كفريق متكامل.
وقال مؤسس الديوانية عبدالعزيز التركي “يأتي لقاء ديوانية الأطباء بالتزامن مع احتفال الديوانية بمرور 10 سنوات على تأسيسها، والتي قدمت من خلالها 73 محاضرة تضمنت التوعية الصحية، حيث تجمع مختلف الكوادر الطبية العاملة في القطاعين العام والخاص والمجالات الأخرى ذات العلاقة، ومن الأهداف الأخرى المعلنة توعية المجتمع، وتثقيف مختلف أفراده صحيا للوقاية من الأمراض والتعرف على مسبباتها والمستجدات العلاجية، وقدمت 4980 ساعة تطوعية لفريق العمل، ويأتي ذلك بدعم لا محدود وتوجيهات مستمرة من أمير المنطقة الشرقية ونائبه.
وكرم التركي خولة الكريع، كما كرم الدكتور عبدالله عسيري وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية واستشاري الأمراض المعدية بوزارة الصحة، وعبدالرحمن بن فهد المقبل، مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية، نظير على جهودهم في جائحة كورونا.