جمعية النحالين بالشرقية.. قصة عسل القطيف “تتمأسس” في القطاع الأهلي تأسست على أيدي 12 نحّالاً.. وعمليها يشمل النعيرية والقرية العليا
القطيف: نداء آل سعيد
من مجرد فكرة تحلم؛ إلى تأسيس كيان يجمع النحالين في المنطقة الشرقية، ويوحد جهودهم في ترسيخ صناعة ترفد الاقتصاد الوطني وتصبح رصيداً مهما في صياغة مستقبل واعد يعم خيره على عشرات ـ وربما مئات ـ العاملين في هذا المجال..
الكيان تحقق حلمه هذا الأسبوع، وبدأت قاعدة مهمة تحمل اسم “الجمعية التعاونية للنحالين بالمنطقة الشرقية” قصة طويلة من الطموح والإصرار.. كلها أمل في تحويل العمل الفردي إلى عمل جماعي ومؤسسي يخدم الأفراد كما يخدم الوطن.
المهندس حسين الشخل
الجمعية التي يرأس مجلس إدارتها حسين سعيد محمد الشخل، تضم أيضاً نسيم بن محمد بن علي آل عويشر نائباً لرئيس المجلس، وعلي بن حبيب بن محمد الابيض مشرفاً مالياً، وعضوية كل من: صالح بن مهدي بن رضي الميلاد، عبد الحميد بن عبدالله بن إبراهيم آل موسى، محمد بن علي بن ناصر آل ربح، يوسف بن علي بن محمد العباد، صالح بن علي بن صالح الصفار، وعيسى بن أحمد بن حبيب آل خليف، سلمان بن علي بن سلمان الأصيل، علي بن عبدالله بن عبدالوهاب السلطان، وصادق بن حسن بن موسى آل مطيلق، كما انفردت “صُبرة” أمس، بخبر تتويجها رسمياً من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ومنحتها شهادة تسجيل باسم “جمعية النحالين بالمنطقة الشرقية” كأول جمعية من نوعها في المنطقة ـ ومقرها القطيف ـ ويتسع نشاطها ليشمل محافظتي النعيرية وقرية العليا، لتكون بالتالي نقطة انطلاق لترسيخ “العسل” كصناعة تستهدف تغطية احتياجات السوق المحلية، ومن ثم التصدير للخارج وبالأخص منطقة الخليج.. وبالتالي فتح أسواق جديدة لصناعة وطنية قديمة وجديدة في آن.
خالد الأبيض
بدايات وحماس
وفيما أعرب رئيس مجلس الإدارة المهندس حسين الشخل، عن سروره بتتويج الجمعية على أرض الواقع كنتيجة مبشرة لجهود عام ونصف العام من المتابعة الحثيثة والمستمرة لترخيصها، قدم شكره جمعية النحالين بالمنطقة الشرقية من قبل أعضاء الجمعية وبالأخص الأستاذ خالد الأبيض الذي بذل جهوداً فائقة لإنهاء الإجراءات واستكمال الأوراق المطلوبة باعتباره مطلعاً على نظام تأسيس الجمعيات، وهو يملك مكتباً للاستشارات القانونية، أوضح أن بداية الفكرة كانت باتصال من مدير الإرشاد في فرع وزارة البيئة و المياه و الزراعة، زكي العباس سأله وقتها: لماذا لايوجد جمعية للنحالين بالشرقية والقطيف؟ فأعجبته الفكرة،وتواصل مع نسيم ال عويشير ـ أحد النحالين ـ بهدف جمع النحالين، وفعلاً تم تحديد موعد بعد أسبوع في مقر الوحدة الإرشادية التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة، في اجتماع حضره 28 نحالا إضافة إليه والمهندس زكي العباس.
وعن أهمية وجود جمعية تدعم النحالين في المنطقة، يعتبر الشخل عدد النحالين جيداً، في تصاعد مستمر، وأنه كل يوم هناك شباب وشابات ينضمون لقائمة النحالين في القطيف والمنطقة، وكلهم حماس في صناعة تربية النحل، رغم ما يصادفهم من عقبات في توفير أدوات هذه الصناعة بدءاً من بدلة النحال، صندوق تربية النحل و النحل نفسه، وكذلك بقية الأدوات.
ويضيف الشخل ـ الجندي المجهول الآخر في قصة العسل بالقطيف والحاصل على بكالوريوس وقاية نبات من كلية الهندسة الزراعية من جامعة الملك فيصل. من خلال وظيفته في وزارة البيئة والمياه والزراعة، مشرف المنحل الإرشادي ـ أن المستفيد الأول من الجمعية هم النحالين بدرجة أولى، وهم المساهمين المؤسسين، فهي منهم و إليهم، لضمان وجود عسل نحل أصلي من إنتاج شباب البلد وشاباته، وللآن توجد لدينا شابتان مشاركتان في تربية النحل ولديهم ترخيص، ويكمل “مع تصاعد عدد النحالين في المنطقة أصبح لدينا إنتاجاً عاليا من العسل، الذي يحتاج تسويقاً لبيعه، وأيضاً توفير ما يلزمه من أدوات لتسهيل عملية تربية النحل و النهوض بالمهنة.
نسيم آل عويشير
المحلي أفضل
من جهته، وعن المرحلة المقبلة لصناعة العسل في القطيف، أعرب نائب رئيس مجلس الإدارة، نسيم آل عويشير عن أمله في اتساع الأفق المعرفي لدى الأهالي تجاه العسل، إنتاجاً واستهلاكاً، فيزيد النحالون ويتعاونون أكثر، ويتجه الجمهور للعسل المحلي، لما فيه من قيمة غذائية عالية، وسعره المناسب مقارنة بنظيره بالمستورد الذي قد لا يكون بالمستوى الدعائي الذي ينشر عنه. مشيراً إلى أن جودة العسل السعودي تفوق مثيلاتها الشهيرة، حيث حصل العسل السعودي على المراكز الأولى في مسابقات عالمية عديدة.
وقال إن العسل المحلي يحتل مرتبة عالية عند مقارنته بالمستورد. كما أنه ـ حالياً ـ قليل في الإنتاج، فضلاً عن جودته الفريدة، ما يجعله مطلوباً في الأسواق.. حيث يقدر الإنتاج المحلي للعسل في القطيف بنحو 5 آلاف كيلو غرام، يأتي من 2500 خلية نحل، يمثل هذا الإنتاج جزءاً بسيطاً من إجمالي إنتاج المملكة البالغ 5 آلاف طن سنوياً، عبر نحو مليون خلية نحل.
قصة المنغروف
وعن اكتشافه عسل المنغروف؛ يقول آل عويشير إنه منذ قرابة ثلاث سنوات، كان في زيارة صديق كان للتو ابتدأ في تربية النحل، وكانت مزرعته وسط تاروت. وبعد فحص خلاياه تبين أن العسل الموجود لديه ذو طبيعة مختلفة عن باقي الأعسال المعروفة في المنطقة، من حيث الكمية وغزارة الإنتاج.
يضيف: “عندها قررنا نقل مناحلنا أنا وعبدالمنعم الخميس إلى مزرعة في المنطقة نفسها، وتبين لاحقاً من رائحة العسل أنها تشبه رائحة زهرة المنغروف ولكني حين أخبرت بعضهم أجاب بسؤال تهكمي أنه: هل يمكن للبحر أن ينتج العسل؟ وكنت كلما أخبرت أحداً عن عسل المنغروف يجيب إما باستغراب أو استنكار. ومنذ تلك السنة حتى الآن أنتج عسل المنغروف بكميات تجارية”.
صعوبات وأنواع
ربما يتخيل كثيرون أن عمل النحالين سهل، لكن الحقيقة إنها صناعة ناشئة ـ رغم قدمها ـ وتواجه العديد من الصعوبات خاصة في بيئتنا المحلية، وهذه العراقيل توجه مربي النحل هواة كانوا أو محترفين، في مقدمتها “تأثير المبيدات الحشرية المستخدمة من قبل المزارعين، وعدم توفر الغطاء النباتي الكافي نظراً لقلة الأمطار، دون أن ننسى جائحة كورونا التي سببت في العامين الأخيرين مزيداً من الأضرار.
تختلف أنواع العسل في القطيف وتتنوع ما بين عسل سدر بلدي، عسل مانجروف، عسل القرعيات، عسل البرسيم، وعسل مخلوط، ويتميز العسل القطيفي بشكل عام بلونه وطعمه وكثافثه، وبالإمكان التفريق بين نوع وآخر من خلال ألوانه ورائحته والطعم أيضاً، العسل القطيفي في تركيبته مختلف، فيوجد العسل العادي والعسل سريع التبلور مثل السدر، ويمكن معرفة العسل المغشوش بالكشف عنه في المختبر.
عن الجمعية
- ـ تم تأسيسها بموجب نظام الجمعيات التعاونية الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 73 وتاريخ 9/3/1429هـ وما يصدر عليه من تعديلات ولوائح تنفيذية وبموجب نصوص أحكام هذه اللائحة.
- ـ هي جمعية تعاونية زراعية ذات مسؤولية محدودة، عدد أعضاءها 12 عضوا.
- ـ مركز الجمعية الرئيس في محافظة القطيف ويمكن نقله بقرار من الجمعية العمومية إلى أي مكان آخر ضمن منطقة عملها بشرط ألا يكون في هذا النقل ضرر لجمعية أخرى .
- ـ تشمل منطقة عمل الجمعية بالشرقية محافظات قرية العليا، القطيف، والنعيرية.
- ـ تهدف إلى تحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية وذلك عن طريق:
1ـ المساهمة في انتاج وتسويق منتجات العسل الطبيعي في المنطقة.
2ـ المساهمة في و توفير احتياجات النحالين لتمكينهم من انتاج العسل الطبيعي.
3ـ شراء ما يتم انتاجه من المساهمين واستيراد مستلزمات النحل من خارج المملكة لتغطية احتياجات المساهمين
4ـ العمل على تدريب النحالين في المنطقة.
5ـ أي خدمات أخرى تدخل ضمن اختصاص الجمعية.