[خرافة] الليلة.. الحوتة تبتلع القمر.. ثم ترميه في البرّية "صُبرة" ترصد أساطير الخسوف لدى الشعوب من بلاد الرافدين إلى قبائل أمريكا
الناس ينقذون القمر بضوضاء النحاس والطبول والرقص والغناء..
صُبرة: خاص
منذ بداية الخسوف حتى نهايته؛ كان سكان القطيف يرددون أهزوجةً مخيفة تطالب “الحوتة” بأن تتقيأ القمر الذي ابتعلته، ملحّين عليها أن ترميه في البرّية.
تبدأ الأهزوجة منذ بداية الخسوف حتى نهايته، ويستمر أداؤها على إيقاع الضرب على آلة طحن الحبوب المعروفة بـ “الهاون”. لذلك كانت ليلة الخسوف مصدر رعب شديد للأطفال الذين يُباغتهم طقسٌ يوحي بأن الحياة سوف تنتهي..!
لو حدث خسوف هذه الليلة قبل 50 سنة، أو أكثر قليلاً، لامتلأت المنازل بضرب “الهاون” من الساعة 9.24 دقيقة مساء الليلة الجمعة، حتى الساعة الـ 1.09 دقيقة من صباح السبت، أي على مدى 3 ساعات و 55 دقيقة، من بداية الخسوف الجزئي حتى نهاية الخسوف الجزئي، بما في ذلك ساعة و 10 دقائق للخسوف الكلي.
موروث خرافي
لم يكن سكان الخليج العربي استثناءً في الشعوب التي ورثت تفسير خسوف القمر من زاوية خرافية. فهناك العديد من الشعوب التي جعلت من الحدث الفلكي الطبيعيّ حدثاً كارثياً لا بدّ من التعامل معه بالكثير من الضجيج والضوضاء والصراخ، لإنقاذ القمر من أعداء يحاولون القضاء عليه.
في المنطقة الخليجية استمرّت خرافة كنعانية لقرون طويلة جداً، ملخّصها أن حوتاً ضخماً خرج من البحر وابتلع القمر وهو بدرٌ كامل. ولذلك؛ كان الرعب يتملّكهم ليلة خسوف القمر؛ فيهرعون إلى مساعدة القمر على الخروج من بطن الحوت، عبر طرق أداة «الهاونْ» وترديد نشيدٍ غريب ( ياحوتة البلاعة هديّ كمرنه بساعة …) ، حتى ينتهي الخسوف. وعندها يظنُّون أنهم انتصروا على الحوت انتصاراً ظافراً.
كان ضرب الهاون محاولة للدفاع عن القمر، بإخافة الحوت الضخم، وهذه الخرافة ذات منشأ قديم جداً. وفي الجزيرة العربية كانت موجودة قبل الإسلام، ويذكر الباحثون أن «عرب الجاهلية الأولى يعتقدون أن القمر في ضائقة أو أسر فكانوا يضربون بالمعادن محدثين ضجيجـًا وجلبة». تتأسس القصة على أن الحوتة تخرج من عالم البحار وتبتلع القمر، ثم تعود من حيث أتت. وثمة تأصيل للخرافة/ الأسطورة يربطها بالكنعانيين.
واستمرّت الأسطورة في التراث الشعبي العربيّ على الرغم من ألّا أساس لها في العلم أو الدين، قبل أن تنحسر في السنوات الأخيرة. وقبل انحسارها؛ كانت طرق التعامل معها مصدراً لمخاوف الأطفال العميقة، فما يراه الطفل من فزع لدى الكبار وما يسمعه من طرقٍ متواصل على «الهاون» لم يكن من المشاهد التي يُمكن فهمها واستيعابها. وتبقى أمراً غامضاً وملفوفاً في المجهول والغيب اللذين لا منطق فيهما.
ولذلك؛ فإن الدعاء على الطفل بأن تأكله حوتة القمر يعني ـ بالنسبة له ـ معايشة الرعب الذي كان الكبار يفاجئونه به في الليالي القمراء.
اساطير الشعوب
ولدى الباحث كنعان أبو راشد استقصاء حول أساطير الشعوب القديمة وتفسيراتها الغريبة لظاهرتي الكسوف والخسوف، ويوضح أن “العديد من الثقافات القديمة كانت تعتبر كسوف الشمس وخسوف القمر على انه أمر سيء ويوم مشؤوم وفي بعض الأحيان كان يعتبر على انه أمر جيد. في بعض الثقافات كان اللوم لاختفاء القمر أثناء الخسوف يتم توجيهه دائماً إلى الشياطين والحيوانات القاتلة ونمور الجاكوار.
بلاد الرافدين
خسوف القمر اعتداء على القمر من قبل سبعة شياطين. وبما أن الملك يملك الأرض في ثقافة بلاد الرافدين فكان ينظر إلى الخسوف على أنه اعتداء على ملكهم أيضاً، وكانوا يضعون ملكاً بديل ليتحمل العبء الأكبر من أي هجوم قد يحدث، وتتم معاملته بطريقة حسنة أثناء فترة الخسوف وكأنه الملك الحقيقي، في حين يتنكر الملك الحقيقي كمواطن عادي.
الصينيون
كان الصينيون القدماء يعتقدون أن القمر يتعرض إلى العض من قبل الكلاب والحيوانات البرية الأخرى، لذا الناس كانوا يقومون بقرع الأجراس لإبعاد الحيوانات عن مهاجمة القمر.
وبعض الصينيين كانوا يعتقدون أن تنين السماء الأسطوري يهاجم القمر ويلتهمه، وهذا التنين يلتهم الشمس أيضاُ أثناء الكسوف. ولتخويف التنين وإبعاده يقرعون الطبول والأواني لصنع ضوضاء عالية.
الهند
في الهند يلتهم شيطان اسمه “راحو” القمر، وكان هذا اليوم بالنسبة لهم يوم مشؤوم لذا كانوا يمتنعون عن الطبخ والأكل.
شعوب الإنكا
نمر الجاكوار يهاجم القمر محاولاً أكله، ولأنهم يخشون أن يأتي النمر إلى الأرض ويحطمها ويأكل جميع الناس بعد الانتهاء من مهاجمة القمر، يحاولون إبعاد الحيوان ويصدروا الكثير من الضوضاء بواسطة هز الرماح وقرع الطبول، وضرب بعض الكلاب لجعلها تنبح باستمرار.
توغو وبنين
معتقدات الناس في توغو وبنين في أفريقيا تعتقد أن الشمس والقمر يتقاتلان أثناء الخسوف، والناس تقوم بحثهم على التوقف، حيث إن هذا الوقت هو وقت حل النزاعات القديمة.
القبائل الأمريكية
تعتقد قبيلة الهبا أن لدى القمر 20 زوجة. وعندما لا يجلب القمر للحيوانات ما يكفي من الغذاء يهاجمونه ليتناولوه، وتجعله ينزف، وينتهي الخسوف عندما تأتي زوجات القمر لحمايته، وتقوم بجمع دمه وإعادة الصحة إليه.
أما قبيلة لزينو في جنوب كاليفورنيا، فترى الخسوف إشارة إلى أن القمر مريض، وكان أفراد القبيلة يلقون بعض الأناشيد أو الصلوات لإعادة القمر إلى صحته.
أما قبيلة سيرانو في كاليفورنيا فكانوا يعتقدون أن أرواح الموتى تحاول أكل القمر، فيقوم الناس بالغناء والرقص لاسترضاء الأرواح الميتة والبعض يصرخ محاولاً إخافة الأرواح.
قبائل الفايكينغ
لديهم قصة تحكي عن اثنين من الذئاب “سكول” و “هاتي”، يحاولان أكل الشمس والقمر، وعند حدوث الخسوف أو الكسوف يسارع الناس لأنفاذهما من خلال صنع الكثير من الضوضاء.
خسوف الليلة
- هناك مرحلتان إحداهما تسبق الخسوف الحقيقي والأخرى تعقبه، وهي مرحلة خسوف شبه الظل، فتبدأ الأولى، الساعة ٠٨:١٥ م بالتوقيت المحلي ( ٠٥:١٥ بالتوقيت العالمي)، وتبدأ الثانية بنهاية الخسوف الجزئي، الساعة ٠١:١٩ ص (١٠:١٩ م بالتوقيت العالمي) وتستمر نحو ٠١:١٠ ومجموعهما نحو ١:١٠ ساعة.
- يبدأ الخسوف الجزئي، الساعة ٠٩:٢٤م ( ٠٦:٢٤ بالتوقيت العالمي).
- يكتمل الخسوف الساعة ١٠:٣٠(٠٧:٣٠ بالتوقيت العالمي)، ويبلغ ذروته، الساعة ١١:٢٢ م( ٠٨:٢٢ عالميا).
- ١١:٢٠ م ( ٠٨:٢٠) القمربدر، وعمره ١٤ يوما و١٧ ساعة و١١ دقيقة، ويشاهد مقترنا مع كوكب المريخ وهو في المقابلة مع الشمس وفي الحضيض الأرضي( أقرب مايكون للأرض، وسيصل لأدناها في ٣١ يوليو)، في برج الجدي، ومنزلة سعد الذابح
- ينتهي الخسوف الكلي ويعود جزئيا، الساعة ١٢:١٣ ص( ٠٩:١٣ عالميا) وينتهي الجزئي، الساعة ٠١:١٩ ص( ٠٨:١٩ عالميا، ليكون مجموع ساعات الخسوف الحقيقي ٣:٥٥ ساعة.
المصدر: الفلكي سلمان الرمضان.
ماكان احد يصلي الآيات الا نادرا وكانت الدنيا بخير وسبحان الله ما نزل على عباده البلاء وكانت الدنيا بخير ويخوفون أولادهم بأن الخونة أكلت القمر وينطبنو من حين على شان يروحو المعلمة يتعلمون الطيان تحياتي