تيُّورات معهد الخياطة تعكس موضة القطيف في السبعينيات تأسس في 1396 وخرج 27 دفعة.. ثم اختفى كأن لم يكن
مريم العبيدي دخلته "متدربة" وتطورت حتى صارت "مدرّبة"
القطيف: ليلى العوامي
بدأ بـ 20 متدربة، وخرّج 27 دفعة، ثم اختفى وكأنه لم يكن موجوداً. بهذه العبارات القصيرة يُمكن وصف معهد الخياطة بالقطيف الذي تأسس عام 1396هـ، ليكون معهداً “مهنياً” تحت مظلة الرئاسة العامة لتعليم البنات، على غرار المعاهد المهنية الرجالية التي تأسست تحت مظلة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
وتشير مجموعة صور لواحدةٍ من خرّيجاته إلى الموضة التي كانت سائدة في السبعينيات والثمانينيات، وأسلوب فساتين السهرة، والتيورات، والدشاديش الفضفاضة، و “النفانيف” التي حكمت بيئة المجتمع في القطيف طريقة حياكتها.
معاهد خياطة
تأسّست معاهد الخياطة في المملكة، لتؤهّل السعوديات لخوض سوق العمل النسائية، وممارسة مهنة الخياط لبنات جنسهنّ، وهي مهنية حِرْفية تبقى مطلوبة في كل الأماكن، وكل الأوقات. لكن واقع السوق الذي واجهته الخرّيجات كان أقوى من تطلّعاتهن. بدأت المعاهد تخرّج السعوديات؛ في مرحلة كان استقدام الخياطين سهلاً. انتشر الباكستانيون والهنود في محلات الخياطة النسائية، واختلّ ميزان المنافسة، وخرجت “الخياطات” السعوديات من السوق..!
زميلات
السيدة مريم إبراهيم أحمد عبيدي؛ واحدة من الدفعة الأولى التي دخلت المعهد وقت تأسيسه. وما زالت تتذكر زميلاتها في الدفعتين الأولى والثانية. وفي حديثها لـ “صُبرة” ذكرت من دارين مريم الرزيحان ونعيمة العصيل وعفراء وفاطمة ولطيفة السند. ومن تاروت فاطمة المحاسنة وآمنه المحاسنة وسعدى وإبتسام نوح عبدالأمير. ومن الدمام واحدة يقال لها حبيبة وأخري خديجة.. وكلهنّ من الدفعة الأولى.
أما الدفعة الثانية؛ فتتذكر منهن: نجيبة وزكية العوامي، وسميرة القطري، ووداد ولمعة وأنيسة أبو السعود، وشكرية الزاير، ولميعة ونسيمة الخميس، والمرحومة نادية السنان، ونجاح شبر.
من سنابس
السيدة عبيدي من سنابس، وتقول إنها تقدمت بطلب الالتحاق بالمركز “رغم رفض أهلها التام. تضيف “كما رفضت مدرستي سحب ملفي من المدرسة لرغبة الأهل بإكمال دراستي”. مع ذلك تقول “تقدمت بالطلب واجتزت الاختبار بجدارة وتفوق، وكان عمر أقل من 16 سنة، مع ذلك تم التجاوز عن عمري بسبب تفوقي في اختبار القبول، وأكملت السنة الأولى دون أوراق رسمية”.
وتقول إن أول مشكلة واجهتها كانت مشكلة المواصلات، في أول يوم لي بالمعهد لم أكن أعلم متى وقت الخروج”.. لذلك تعذّبت كثيراً حتى وصلت إلى مدخل سنابس، واضطرّت إلى إكمال الطريق سيراً على قدميها.
مقرّات
كان المقرّ الأول للمركز في الثانوية الأولى بالقطيف، ثم انتقل الى منزل سمير البيات بالقرب من الإبتدائية الخامسة، ثم انتقلت منزل شفيق العلقم. ثم تم بناء مركز خاص لطالبات المعهد في المتوسطة الرابعة حالياً. لكن الظروف حالت دون الإنتقال إليه. وبعد ذلك انتقل إلى المتوسطة الثالثة بالقطيف.
مكافآت
كان المركز يعمل بنظام التدريب، تتلقّى كل متدربة 400 ريال مكافأة شهرية، ويتكفل المركز بجميع مستلزمات الخياطة، وأدوات التدريب. لكن الطالبة تتحمّل تكلفة قطع التنفيذ.
بدأ المركز بحوالي ٢٠ متدربة من القطيف وتاروت ودارين والدمام وصفوى وسيهات. والتدريب فيه يمتدّ سنتين، وقد لقي إقبالاً شديداً، لكن ضيق المكان حجّم عدد القبول. في البداية أدارته مديرة من الجنسية المصرية اسمها نادرة علي أحمد، وهذه السيدة خدمت في المملكة حوالي ٢٢ سنة، وأكثر طاقم التدريب متعاقدات مصريات أيضاً، وكانت هناك مراقبة فلسطينية. أما الموظفة الكتابة فكات سعاد الخنيزي. كان الدوام مدرسياً، من السابعة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر.
منهج
أما المنهج؛ فكان يعتمد على تنفيد ٣ قطع في السنة الأولى: تنورة، وبلوزة، وفستان طفلة. وفي السنة الثانية؛ فيتم تنفيذ فستان سهرة وتايور وبنطلون.
وطريقة التدريب تقوم على أن تقوم المتدربة بمساعدة المدربة في تنفيذ القطع المطلوبة.
وتقول العبيدي “بعد التخرج مارسنا الخياطة لنا ولأهلنا، وهناك من أسست مشروع مشغل واستقدمت خياطات فلبينيات”.
رحلتي العملية
دخلت السيدة مريم العبيدي المركز متدربة، ولكنها أصبحت ـ لاحقاً ـ مساعدة مدربة، وتسلمت ورشة بكاملها، ثم ترقّت إلى مدربة، بعد تلقيها دورة تدريب في رئاسة تعليم البنات. ثم أمضت في وظيفتها 9 سنوات، وبعدها تم اختيارها للعمل إدارية، لتُمضي ١٦ سنة أخرى. وبعد إغلاق المركز تم توزيع الموظفات فيه على المدارس الابتدائية، لكنها انتقلت إلى مركز التدريب التربوي، وبعده إلى مجمع الأمير جلوي بعنك حيث أمضت ٣ سنوات، لتدرس في حصص فنية وعلوم وتدبير منزلي ولغة عربية، كما انتقلت إلى الابتدائية الرابعة بالقطيف وعملت ٤ سنوات.
وقد تقاعدت السيدة العبيدي منذ أربع سنوات.