[اليوم الوطني] الخبر بين السوريالية والتجريد: حين ترقص نافورة على إيقاع العرضة السعودية في افتتاح مجسم «ميدان العرضة» ودوار «عنان السماء»

الخبر: معصومة الزاهر

بدا المشهد الليلة، مُغرقاً في السوريالية؛ أن تتراقص نافورة مياه على إيقاع العرضة السعودية، قبل سويعات من انطلاق احتفالات السعوديين بيومهم الوطني، وذكرى توحيد بلادهم الـ91.

لا غرابة؛ فطبيعة الحدث تبرر ذلك؛ تدشين مجسم «ميدان العرضة»، وشقيقه «دوار طموحنا عنان السماء» في مدينة الخبر، حيث يتداخل التجريد مع الإرث الشعبي والفن الشعبي.

المجسمان فازا في الموسم الثاني من مسابقة «مجسم وطن»؛ إحدى مبادرات الفوزان لخدمة المجتمع. ودشن المجسمين أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد محمد الجبير.

وشُيد مجسم العرضة على مساحة 1500 متر مربع، ويتكون من 3 عناصر رئيسة؛ نافورة راقصة، ساحة تفاعلية، وأعمدة خرسانية مزينة بالنقوش التجريدية.

ويُعد الميدان ساحة تفاعلية تجسد الإرث الوطني والفن الشعبي السعودي. ويتشكل المجسم من 13 عموداً، تمثل مناطق المملكة، يكونوا مجتمعين جدارية العرضة، وهي لوحة فنية مبنية على التلاعب البصري، تكتمل فيها الصورة بأسلوب فني يجسد فن العرضة بطابع عصري.

أما مجسم «طموحنا عنان السماء»، والذي يُشكل بعداً جمالياً ووطنياً لمدينة الخبر، فهو عبارة عن هيكل معدني، يبلغ ارتفاعه 25 متراً، ويتكون المجسم من كتلتين راسختين على الأرض كرسوخ جبال طويق، الذي يرمز إلى عمق الجذور وثباتها والتطلع للمستقبل.

قمة جبل طويق؛ أصبحت «إيقونة» السعوديين، منذ شبهها بهمة السعوديين؛ ولي العهد نائب ريس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في وصف تحفيزي لتحقيق «رؤية المملكة 2030».

الفوزان: مدن المملكة ستنافس أرقى مدن العالم

في كلمته خلال الحفل؛ هنأ رئيس مجلس إدارة المسابقة عبدالله عبداللطيف الفوزان، قيادة المملكة والشعب السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني 91.

الفوزان عبر عن سعادته بتدشين الأعمال الفائزة في الموسم الثاني، وإهدائها إلى الوطن في هذه المناسبة، مثمناً تشجيع أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، للمبدعين من أبناء وبنات الوطن، ضمن دور الدولة في تحفيز الموهوبين ليسهموا في إثراء الحركة الإبداعية والفنية.

وأشاد بدور الرعاة في تنفيذ المشاريع الفائزة، إضافة إلى دور القطاع الخاص بشكل عام، في تبني المبادرات الاجتماعية والمشاريع التي تسهم في تعزيز جودة الحياة وأثر المسؤولية الاجتماعية في الشرقية ومناطق المملكة الأخرى.

كما أثنى على اهتمام ودعم أمين المنطقة للمسابقة، «بما يساهم في تطوير المشهد الحضري، لتكون مدن المملكة شبيهة بأجمل وأرقى المدن في العالم».

النعيم: نهضة عمرانية ومشاريع عصرية

حين تسلم الأمين العام للمسابقة الدكتور مشاري النعيم، دفة الكلام؛ قال «إن دعم الجهات الرسمية لمثل هذه المبادرات يأتي دليلاً على تشجيع الدولة القطاع الخاص، ليسهم في خلق واقع بيئي وثقافي جديد، ينسجم مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، وتطلعاتها لنهضة عمرانية ومشاريع عصرية تعكس الموروث الثقافي والتاريخي للمملكة، وتنعكس على أسلوب الحياة في المجتمع السعودي«، مقدماً الشكر الجزيل لفريق عمل «مجسم وطن»، «لما بذلوه من جهد وتميز خلال الأشهر الماضية».

مسابقة «مجسم وطن»

من جهته؛ أشاد المدير التنفيذي للمسابقة المهندس هشام الشعوان، بجهود أمانة المنطقة الشرقية، بقيادة المهندس الجبير، «وحرصها على تقديم كافة التسهيلات والتصاريح اللازمة لتنفيذ المشروع، وتمكين الشركاء المنفذين من أعمال التشغيل والصيانة وغيرها من الأدوار التي تحقق فائدة مستدامة من المشروع«.

يُذكر أن «مجسم وطن» مسابقة سنوية تُعنى باختيار أجمل الأعمال الفنية، ليتم تنفيذها في أحد الدوارات أو الميادين والمناطق العامة في اليوم الوطني من كل عام. وفي الأسبوع الذي يليه يُعلن عن أسماء الفائزين في الموسم التالي، لتبدأ رحلة المسابقة من جديد في تنفيذ مجسمات تجسد الإرث الوطني وتواصل في استكشاف المزيد من المواهب التنافسية في المنطقة الشرقية ومدينة الرياض، ومدن أخرى، ضمن خطتها التوسعية المستقبلية.

وحضر المناسبة وكيل الأمين للتعمير والمشاريع المهندس مازن بخرجي، ورئيس بلدية الخبر المهندس سلطان حامد الزايدي وجمع من المسؤولين والمهتمين وممثلي شركات القطاع الخاص الداعمة للمسابقة ومجموعة من الفنانين والمبدعين والإعلاميين السعوديين ومواطني ومقيمي المنطقة.