فاطمة آل مويس تخفف آلام المرضى بالقراءة ألفت كتاباً خلال الجائحة.. وصحافية تحلم بإنشاء ركن قراءة في كل منشأة صحية سعودية

القطيف: معصومة الزاهر

على خطى حسن آل حمادة وبسطته؛ تسير فاطمة مهدي آل مويس. تشترك ابنة الثامنة عشر مع صاحب البسطة الأشهر في محافظة القطيف، في السعي حثيثاً لنشر ثقافة القراءة بين الناس، كل الناس، وليس النخب فقط.

ولكن لابنة قرية الملاحة في محافظة القطيف، بصمتها الخاصة، المختلفة قليلاً في مشروعها لنشر عادة القراءة؛ المطالعة خلال أوقات الانتظار في المستشفيات والعيادات الطبية، وحتى في الصيدليات.

هذا هو مشروعها وطموحها، ليس على مستوى المنشآت الصحية في محافظة القطيف فحسب، بل على مستوى المملكة، وربما خارجها لو اُتيح لها ذلك.

فاطمة آل مويس، قطيفية أخرى تعشق القراءة. وبعد سويعات من تجربة ابنة محافظتها؛ شهد ضياء صالح القيصوم في مسابقة «تحدي القراءة العربي»؛ تقدم «صُبرة» حكاية أخرى، من زاوية مختلفة قليلاً في العلاقة مع «خير جليس في الزمان كتاب».

ركن كتب أسسه حسن آل حمادة.

توسيع «بسطة حسن»

تزامن انطلاق ارهاصات مشروع فاطمة من فكرة نفذها حسن آل حمادة قبل سنوات، بوضع ركن خاص للقراءة في صيدلية، أسماه «ركن العلاج بالقراءة». لكنها رغبت في توسيعها إلى كل موقع ينشغل بالانتظار، خاصة المستشفيات والعيادات الخاصة.

قالت لـ«صُبرة» «شغلتني فكرة ركن القراءة منذ أيام الدراسة، لكنني لم أجد من يدعمني للعمل على إقامة هذا الركن. وبعد أشهر ظهرت فكرة تشابه فكرتي تمامًا، وهي فكرة حسن آل حمادة».

بدأت آل مويس، التواصل أولاً مع عبدالله مسلم الدار، وهو شاب قطيفي «خلوق» كما تصفه، يملك عيادة خاصة. تضيف «رحب بالفكرة، وبدأ التعاون معي لتنفيذها. كان هدفنا جعل شكل الكتاب مألوفًا في كل مكان، وأن نزرع فضول المعرفة لدى غير القارئ، نستثيره ليسأل: ما الذي يكمن خلف غلاف هذا الكتاب؟ وانطلاقاً من هذا السؤال ستتوسع الفكرة، لتصل إلى كل مكان بإذن الله».

عن التجربة؛ تضيف «هذا الركن لم يُنفذ في جميع مستشفيات المملكة إلى الآن. ونسعى إلى تعميمه على جميع المنشآت الطبية».

حول الاختلاف بين مشروعها، وركن حسن آل حمادة في بيع الكتب، توضح «نعمل ضمن عنوان متشابه، ولكن بشكل مختلف قليلاً؛ هو يبيع الكتب، ومشروعي يقصده الجميع للقراءة أثناء الانتظار، ولكن مجاناً».

داعمون وداعمات للمشروع

لا تنكر فاطمة أنها تجد الآن من يدعم مشروعها، فإضافة إلى عبدالله الدار، الذي ساعدها على إقامة ركن القراءة في عيادته؛ تكلفت «دار نُضد للنشر والتوزيع»، بإهداء الركن جميع إصداراتها من الكتب مجاناً.

كما وجدت «تعاوناً من كثير من الشباب الكتّاب ومحبي القراءة، وأيضًا من طاقم «عيادة السعادة»، الذين تعاونوا معي في تجهيز الركن وترتيبه» بحسب قولها.

تعمل فاطمة آل مويس حالياً؛ على تجهيز لوحة تعريفية خاصة بالركن، كتبت فيها نصاً، خطته الفنانة منى العبود، هدية للركن:

«إِلَى مَنْ لَمْ يَسْتَوْقِفْهُ كِتَابٌ قَط

وَإِلَى الَّذِينَ مَا اعْتَادُوا عَلَى رُؤْيَةِ الْكِتَابِ وَحَمْلِهِ

إِلَى مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِفُضَولِهِ لَمْسَ كِتَابٍ مَا

وَإِلَى مَنْ لَمْ يَجِدْ دَوَاءً يَتَدَاوَى بِهِ

وَإِلَى الْقُرَّاءِ فِي كُلِّ مَكَانٍ..

إِلَى الَّذِينَ اعْتَادُوا عَلَى مُدَاوَاةِ مَا فِيهم بِالقِرَاءَةِ

وَإِلَى الَّذِينَ اعْتَادُوا عَلَى مُصَافَحَةِ الْكِتَابِ وَحَمْلِهِ

إِلَى الَّذِينَ رَافَقَهُمُ الْكِتَابُ فِي كُلِّ مَحَطَّةٍ

وَإِلَى كُلِّ كَاتِبٍ يَعْرِفُهُ الْكِتَابُ».

تأليف كتاب خلال حظر التجول

قضت فاطمة 53 يومًا، ابان حظر التجوال خلال ذروة جائحة كورونا، تقراً وتكتب. أنهت خلالها كتيبها الأول «الطف ومسير السبايا»، إضافة إلى «إلى المهدي المنتظر.. قصدته في كلّ الجراح»، بعنوان «كل الجراح تقصدك»، وهو «كتاب يحوي نصوصاً أدبية وقصصاً قصيرة واقعية، مضى وقت طويل عليها، لكنّها لم تمت إلى الآن»، وفقاً لما قالت، مبينة أنها حصل على فسح من وزارة الإعلام.

تضيف «أرى أن القراءة مهمة لكل إنسان، كما الماء تماماً، ولا أرى في هذا تضخيماً للقراءة. فهي حقًا تصنع أموراً كثيرة، ليس بمقدور المرء أن يصنعها من دون أن يقرأ».

صحافية أيضاً

فاطمة مهدي آل مويس ليست قارئة فقط، وربما مشروع كاتبة فقط «كبيرة» مستقبلاً، هي زميلة صحافية أيضاً.

حين كانت في الرابعة عشر، كتبت أول مادة صحافية، عن مركز «البيت السعيد» في صفوى، نشرتها الزميلة «جُهينة».

اليوم؛ تنشر فاطمة موادها في الزميلة «القطيف اليوم»، وكانت أول مادة لها بعنوان «من الجارودية.. عبدالله الدار طبيب بدأ ببيع الأدوات الرياضية على انستغرام.. وانتهى بعيادة خاصة بعد 10 أعوام».

اقرأ أيضاً:

«شهوووودة» تُشعل الشمس في دبي.. وتحقق شرف المشاركة في مسابقة «بطل القراءة»

بعد ربع قرن.. حمادة يحول مشروعه لـ”بسطة حسن للنشر والتوزيع” برخصة رسمية

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×