بعد 500 يوم من التعليم الافتراضي.. هكذا استعدت 289 مدرسة في القطيف لاستقبال العام الدراسي طلبة المتوسطة والثانوية يعودون بعد 11 يوماً.. والابتدائية بعد 70 يوماً

إلغاء الطابور الصباحي والفطور الجماعي.. و«توكلنا» إلزامي على الجميع من المدير إلى الطالب

القطيف: شذى المرزوق

بعد نحو 500 يوم من التعليم «الافتراضي» بفعل جائحة كورونا، ستفتح مدارس المملكة أبوابها لاستقبال طلابها بعد 10 أيام، لبدء عام دراسي جديد، تعود خلاله العملية التعليمية إلى سابق عهدها، بحضور الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات داخل جدران الفصول المدرسية.

في محافظة القطيف، تستعد 289 مدرسة بنين وبنات لتنفيذ التعليمات الواردة من وزارة التعليم، حول آلية عملها في العام الدراسي. وأقرت الوزارة إعادة فتح المدارس لاستقبال طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية اعتباراً من العام الدراسي المقبل، الذي ينطلق 29 أغسطس الجاري، فيما سيتلقى طلبة المرحلة الابتدائية دروسهم افتراضياً حتى إشعار آخر.

 وتأتي هذه الاستعدادات بعد أن أعلنت الوزارة، على لسان متحدثها الرسمي ابتسام الشهري، أن العملية التعليمية باتت تكاملية بين وزارتي التعليم والصحة، بما يضمن للطلبة عاماً دراسياً آمناً، وفق الإجراءات الاحترازية، والبروتوكولات الصحية التي وضعت نصب عينها سلامة الجميع.

وأبانت الشهري أن الدراسة ستكون حضورية للمرحلتين المتوسطة والثانوية، بعد حصول الطلبة على جرعتين من لقاح كورونا، فيما يستكمل طلبة الإبتدائية الدراسة عن بُعد، عبر منصات التعليم الافتراضية، ما لم تصل نسبة الحصانة المجتمعية إلى 70%، أو حتى نهاية أكتوبر المقبل.

إلى ذلك، باشرت الهيئات الإدارية خلال عملها في المدارس منذ الأحد الماضي، التجهيز والإعداد لانطلاق العام الدراسي، بدءاً بالوقوف على صيانة المدارس، حتى تجهيزات الخطط الدراسية وتسليم الكتب.

فيما أعلنت المدارس الإبتدائية إجراءات تسليم واستلام الكتب لطلبتها، ضمن سلسلة من الاحترازات الوقائية، مع مراعاة ضمان سلامة الطاقم التعليمي.

«صُبرة» رصدت استعدادات مدارس القطيف الابتدائية والمتوسطة والثانوية للموسم الدراسي، وخرجت بهذا التقرير..

 

البداية افتراضية

 تقول مديرة المدرسة  الابتدائية الأولى في دارين نورة عبدالحي، عن استعدادات المدارس «مع أن الدراسة ستكون افتراضية، إلا أنه بمجرد عودة الطاقم الاداري للحضور، تم تطبيق التباعد بين الموظفات، وإلغاء أي تجمع، بما فيه الفطور الجماعي، في حين تم العمل على الخطة التشغيلية للعام الجديد».

وأكملت «بدأنا بالفعل توزيع الكتب على طالبات التحفيظ الخميس الماضي، وإعلان استقبال طالبات التعليم العام، أو وليات أمورهن، لاستلام الكتب الأسبوع المقبل».

وقالت عبدالحي إنه «تم عمل اللازم بخصوص الإجراءات الإحترازية، ومنها وضع مقياس الحرارة عند الحارس، وتكليفه بالاطلاع يومياً على تطبيق «توكلنا» لدى مرتادي المدرسة، من موظفات وزائرات، ووضع الكمامات والمعقمات عند مدخل المدرسة».

تعليمات الوزارة

من جانبها، وصفت مديرة الثانوية الأولى للبنات في تاروت منال سعود آل خواهر، استعدادات وإجراءات مدارس المنطقة لاستقبال العام الدراسي الجديد، بأنها «متشابهة تقريباً»، مشيرة إلى تعليمات وزارة الصحة، والإرشادات التي تصل من مكتب التعليم.

وقالت «تركز هذه التعليمات على التأكد من نظافة وتعقيم المبنى المدرسي بجميع مرافقه، وتوفير أداوت الاحترازات الوقائية من كمامات ومعقمات للأيدي وأسطح الدراسة، والعمل  على نشر الملاحظات التوعوية من ملصقات التباعد وتعليمات الوقاية من مسببات المرض، وكذلك الحرص على فحص أي شخص، سواءً موظفة أو طالبة أو مراجعة أو زائرة للمدرسة، فضلاً عن تكوين لجان من إداريات المدرسة، لمتابعة تطبيق الاجراءات الاحترازية وتدريب الطالبات والموظفات عليها».

 

استلام الكتب

في السياق نفسه، قالت مديرة المدرسة السادسة المتوسطة في القطيف لطيفة الدوسري، «إن المدرسة جاهزة من ناحية الصيانة، والترتيب، والاستعدادات الاحترازية، بما فيها إلغاء الطابور الصباحي».

وأكدت الدوسري، الجاهزية لاستلام الكتب المتوقع أن تصل كميات منها خلال هذا الأسبوع، بتنسيق مسبق، في الوقت الذي تنتظر فيه المدرسة اجتماعاً وزارياً من أجل مناقشة الترتيبات.

مدارس أرامكو

من جانبه، قال القائم بالإشراف الطلابي في مدرسة ضرار بن الأزور الابتدائية في صفوى عبدالله الداود «إن المدرسة من المدارس الحكومية الابتدائية التي بنتها شركة أرامكو السعودية، وتشرف على نظافتها وصيانتها، وأستطيع التأكيد على أن المبنى جاهز لبدء العام الدراسي».

عبدالله الداود

وأكمل «يتمثل الاستعداد للعام الدراسي في إيجاد آلية توزيع الطلاب على الفصول، وإعداد الجدول المدرسي، وإسناد المواد الدراسية للمعلمين، ثم توزيع الكتب الدراسية على الطلاب، وكل ذلك يتم في أجواء من التعاون والتنسيق بين المعلمين والكادر الإداري مع التقيد في الاحترازات الصحية».

 

خطة الوزارة

وكشف مدير مدرسة القطيف المتوسطة السيد حسين العوامي، جانباً من خطة مدرسته للعام الدراسي، بالقول «إن المدرسة على أتم الاستعداد للدراسة الحضورية، والدراسة عن بُعد بحسب خطة الوزارة».

وأضاف أنه «بناءً على تعميم الوزارة؛ عاد الطاقم الاداري في المدرسة اعتباراً من الأحد الماضي، للوقوف على جاهزية المدرسة، ومتابعة توافر شروط السلامة والنظافة، وتوافر جميع المواد الخاصة بالاحترازات الوقائية من مقياس الحرارة، ومعقمات وكمامات، والتزام تطبيق “توكلنا”، والعمل على توفير الكتب الدراسية للطلاب».

وأضاف «سننجز إحصاءً بأعداد الطلاب المحصنين بجرعتين، وجرعة واحدة، وأعداد الطلاب الذين لم تصل أعمارهم إلى 12 سنة، الذين سيكون تعليمهم عن بُعد حسب خطة الوزارة، وحث الطلاب عن طريق قنوات التواصل المتوافرة معهم، بأهمية أخذ الجرعة الثانية لعودتهم إلى الدراسة حضورياً».

بعض الاستثناءات

بدوره، أعلن مدير المدرسة المتوسطة في سيهات رضا القلاف، جاهزية مبنى المدرسة لاستقبال الطلاب، وقال «يضم المبنى فصول المدرسة المتوسطة، التي انتقلت منذ ما يقارب سنتين إلى أحد أدوار مدرسة الطفيل الثانوية، إلى حين الانتهاء من إعادة بناء المدرسة التي تشيدها أرامكو السعودية».

وأضاف أنه «بحكم المساحة المخصصة لطلبة المتوسطة؛ فنحن نعمل على احتواء المساحة بجميع الاحترازات المطلوبة، وتنظيم آلية لحضور الطلبة، علماً بأن آلية العمل من الجهات المختصة إلى الآن غير واضحة، وننتظر التعليمات في هذا الخصوص، بما في ذلك زمن الحصة، ووقت الدوام، والحضور للمحصنين والافتراضي للغير محصن، واحتمال وضع بعض الاستثناءات، قد تكون حتى على مستوى المناهج الجديدة».

وأشار إلى أن وزارة التعليم استحدثت عدداً من المناهج الدراسية الجديدة لهذا العام، منها الدفاع عن النفس، والتفكير الناقد، وحصصاً للنشاط والتدريب المهني، ومن بين الاستعدادات الإعداد للخطط المطورة والمناهج الجديدة، وتوزيع الطلاب على الفصول.

الدراسة حضورياً

لا تختلف الاستعدادات في مدرسة الثانوية الرابعة للبنات في القطيف، عن بقية مدارس المحافظة. وقالت مديرتها فاتن البحراني إنه «استناداً إلى الموافقة على استئناف الدراسة حضورياً؛ تم تشكيل لجنة تشغيلية مبدئياً، على مستوى المدرسة، برئاسة مديرة المدرسة، وعضوية الوكيلات والمرشدة الطلابية، وعدداً من الإداريات، وبعض المعلمات المتميزات، وستتم مناقشة سيناريوهات عودة الدراسة حضورياً، ومن خلاله تعرفنا إلى تصنيفات الفصول حسب المرحلة الدراسية».

وتابعت «وقع تصنيف المدرسة ضمن المستوى المتوسط، وبدأنا التخطيط لعودة الطالبات، بناءً على هذا التصنيف، مع مراعاة جميع البروتوكولات والاحترازات الصحية الصادرة من وزارة الصحة، وبما يحقق التباعد الجسدي داخل الفصول، ويضمن سلامة الجميع».

مسؤولية فردية

واعتبرت فاتن الدراسة حضورياً في ظل الجائحة «تحدياً كبيراً، ومسؤولية فردية ومجتمعية، لذا بدأنا بعمل حملات توعوية بعد عيد الأضحى للطالبات وأولياء الأمور، وحثهم على ضرورة أخذ جرعتين من اللقاح قبل بدء الدراسة، لنبدأ عامنا الدراسة آمنين مطمئنين نفسياً، مع العلم أن اللقاح لا يقي من الإصابة بالمرض، ولكن يخفف من حدته، ويقلل من نسبة العدوى بين الطالبات وجميع المنسوبات، كما تم توجيه جميع المعلمات والإداريات باستكمال جرعات اللقاح».

ولخصت فاتن، أهم الاستعدادات لاستقبال الطالبات على مستوى المدرسة في «تحديد نقطة الفرز بإشراف مجموعة إداريات، وأخذ قياس الحرارة، وتم توفير أكثر من جهاز لمنع التزاحم، واختيار مرشدة صحية للتعامل مع الحالات المشتبه فيها، وتحديد غرفة في المدرسة لعزل هذه الحالات، مع توفير كل المستلزمات الوقائية، مثل مُعقم اليدين والأسطح والصابون والمناديل الورقية».

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×