أبو ناصر.. الرجل الذي عركته الحياة
المهندس علي الملا
فقد مجتمعنا في محافظة القطيف، هذا الأسبوع، رجلاً فاضلاً برحيل الملا سعيد الخاطر الذي انتقل إلى رحمة الله بعد معاناة طويلة مع المرض.
وفقد مثل هذا الرجل خسارة اجتماعية في الحقيقة، فلقد عاش “أبو ناصر” ومات وهو حريص على مصالح مجتمعه ومتابعة قضاياه، والسعي في إيجاد الحلول والمساعدة في تحقيق رقيه. ولقد عرفته منذ عقود طويلة، بهيئته الرصينة ولسانه العذب وأخلاقياته العالية.
رجل تحترمه بصدق، وتعامله معاملة الأخ الأكبر، وتبارك جهوده وتُثني على دوره في مجتمع بلدة القديح بالذات، وحرصه عليها وعلى شبابها وأهلها بشكل عام. كانت مساعيه الخيّرة مستمرة، ومشاركاته مع وجهاء البلدة واضحة، حتى وإن كان على حساب راحته الشخصية.
ذلك الرجل الناحل عاش صلباً قوياً، فيه من اللباقة والشجاعة ما يُدهشك ويُعجبك إذ يجمع الأسلوبين، فهو صريحٌ جداً، ومهذب إلى أقصى حد. ودقيق حتى في اختيار مفردات كلامه، سواء مع الناس، أو مع من يشاركهم المساعي، أو مع المسؤولين أيضاً.
رجل يزن كلامه بحرص وانتقاء وفهم. ولا عجب في ذلك؛ ففي هذا الرجل أديبٌ على صلة بالنصوص العربية البليغة، وتتلمذ على القراءة والاطلاع منذ شبابه، وبحكم عمله في مكتبات شركة أرامكو التي عمل فيها طويلاً. وفوق ذلك؛ هو آتٍ من مجتمع الخطباء، ومن الطبيعي أن يكون حديثه حديث المتأدّبين بأخلاقيات الثقافة الراقية، واللغة الأنيقة، محاطة بابتسامة وجه عركته الحياة، وعرّفته الناس، ودلّته على ما هو ناجع ومفيد للناس.
حين نقول إن رحيل “ابي ناصر” خسارة؛ فإن ذلك لا يجانب الصواب.. نعم، رحيله خسارة، ولكن العزاء أنه باقٍ في قلوب من عرفه واختبره، وأنه أنجب خيرة من الأبناء، وأن أثره وأثر أمثاله الطيبين مستمر.
فعلا فهو رحمه الله تعالى محل تقدير الصغير والكبير وببتسامته التي لاتفارق وجهه يبعث لك سلام وتحيه بدون كلام وانا شخصيا احترمه واقدره لما يتصف به من خلق واحترام.فعلا لقد خسر مجتمعنا رجل له مكانته في القديح .
فرحمه الله تعالى برحمته الواسعه واسكنه فسيح جنته مع النبي محمد صل الله عليه وآله والهم اهله وذويه الصبر والسلوان.