سيف آل فريد.. أن تروض حصاناً كفيفاً..!

أثير السادة

كمن يحرص على تعلم لغة جديدة، يجلس سيف آل فريد إلى جوار جواده “الكفيف”، إسماً وصفة، يحدثه بكلمات فيرد عليه بحركات، يلون من صوته فيستجيب الجواد له في إيماءة تعرفنا بهذه اللغة الناشئة بين الإثنين، الشاب الذي كان يطمع في اقتناء فرس مميز وجد ضالته في إعلان لأحد حسابات الخيول، قصد المكان فوجد حصانا أعمى، ترك كل توقعاته وأمنياته التي كان يجمعها خلفه وتهيأ لخيار جديد، تربية حصان لن يستطيع التعرف إلى صورة صاحبه، حصان لن يعرف الطريق دون معاونة، فهو شبه فاقد للبصر.

الكفيف هو مغامرة سيف التي كلفته السخرية من القريبين، وهم يدعونه لإرساله إلى حديقة الحيوان، كان كل شيء فيه يبعث على الشفقة، جسد نحيل، و وجه حزين، وروحه غاضبة، تعرف من ملامحه أنه يبحث عن الأمان، يقول سيف، وعن صديق يخرجه من هذه الوحشة، غير أنه في المقابل منحه تجربة استثنائية في إعادة الحياة إليه، وترويضه ومشاركة هذه اللغة من الحب، حتى صار ملاذه وباب راحته والظهر الذي يستند إليه في لحظات التأمل.

من يرى “الكفيف” اليوم لا يصدق ما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، فقد استعاد عافيته، وخرج من مدارات الحزن، وبدأ الانضباط في تمارين الترويض، رسائل الثقة التي يرسلها لسيف كثيرة، فهو يتعرف إليه من رائحته، و صوته، وحتى وقع خطواته، كلاهما ترجم الجمال الخبئ في روحه إلى صداقة تفيض بالدفء والتضحية والوفاء..الكفيف بات يبصر من وراء البهجة التي ينالها داخل المربط وخارجه، وسيف هو الآخر بات يقرأ سطور الفرح في هذه التجربة، يحدثنا عن حصانه كمن يتحدث عن أجمل الخيول في المكان، حصان يجيد التعرف للأصوات والتواصل بلغة الجسد، حصان ذكي كما يقول، له حدس حتى في معرفة الأحاسيس.

بهذا الحصان فتح الله لي الكثير من الأبواب، يعقب سيف، وهو يختم الحديث عن الكفيف، الذي آمن بقدراته، واعتقد بأن قدره الجميل قد قاده له، سيف الذي يهوى الخيول، يكتب أيضا الشعر والشعر النبطي منه، كمن يحاول أن يكمل صورة الفارس في سيرته، يجد في تربية الخيول دروسا أخرى يجمعها إلى دروسه التي تتقاسم يومياته في مدينته صفوى، بها يكبر وتكبر تجربته في الحياة، هذه الحياة المليئة بأسرار اللغة والألفة مع الكائنات الحية.

‫4 تعليقات

  1. السلام عليكم يمْـڱڼ علاجه لكن بدرجات بسيطه
    انا واخوي سيف نقوم بعلاج الخيل الهزيله وتقدرون تشوفون الكفيف ف اي وقت تبون

  2. السلام عليكم
    قصة اثارت مشاعري الصلة بين الانسان والحيوان وبناء الالفة والمحبه بينهم شي جميل. ولهذا اتسأل هل هناك طبيب يتبني علاج هذا الخيل ليرى الحياة ويعيش مثل غيره من الخيول يركض ويلعب ويتسابق مع الخيول اقرانه. لذا اتمنى ان يقرأ تعليقي طبيب مختص ويتبنى علاج هذا الخيل والطب تطور الآن فلا يأس مع الله وهناك أمل في علاجه. فأين انت أيها الطبيب الذي يمكنك علاجه؟ فلنقف جميعا معه لنريه جمال الطبيعه والحياة.

  3. السلام عليكم
    قصة أثارت انتباهي و اهتمامي
    أولا:
    هذه قدرة الله سبحانه زتعالى في خلفه.

    ثانيا:
    تذكرت ما رأيته في مناجم المانيا عام 2006 الخيول التي تعمل في المناجم حيث الظلام الدامس، لفترة طويلة، تصاب بالعمى.
    يتم اعدام الخيول بالرصاص، لانها غير نافعة.

    سألت:
    هل بالإمكان علاجها او تركها دون قتل.
    الإجابة:
    لم يكن هناك علاج انذاك.

    السؤال الان اكرره:
    هل بالإمكان علاج هذا الخيل؟؟؟

    سؤال للبحث لدى المهتمين

    سلام

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×