عويشير والشخل.. ثُنائي مجهول وراء دعم صناعة العسل في القطيف نحّال دعم زملاءه ميدانياً.. ومهندس أرشد النحّالين إلى تطوير عملهم رسمياً
القطيف: نداء ال سعيد
فجأة؛ تحوّل إنتاج العسل إلى موضوع حيّ في متابعة الناس ووسائط الإعلام.. تصريحات رسمية تتحدث عن 33 ترخيصاً لنحّالين.. تجمُّع نحّالين وصل إلى قرابة 150 من مربّي النحل ومُنتجي العسل.. إنتاج العسل في بساتين.. إنتاج العسل في منغروف جزيرة تاروت..! صور صناديق الخلايا والمناحل تنتشر.. القطيف تُنتج 5 أطنان في السنة.. كبداية..!
كلُّ ذلك ظهر فجأة في الإعلام المحلّي، وكأنّ إنتاج العسل لم يكن موجوداً في القطيف من قبل.
إنتاج العسل موجود في القطيف من قبل بالتأكيد. لكنّ قصته صامتة. وفوق ذلك؛ بطيئة ومحدودة العدد، إلى أن تصدّى لها جنديّان مجهولان ليدفعا بها إلى خطوات متسارعة بنت قاعدة من النحّالين استكشفوا المهارة واستفادوا من الخبرات ومن تسهيلات وزارة البيئة والمياه والزراعة، إلى أن وصل عددهم إلى قرابة 150 نحّالاً، حصل كثيرٌ منهم على تراخيص رسمية.
ثنائي إنجاح
النحال نسيم عويشير والمهندس حسين الشخل؛ نجحا في نقل إنتاج العسل في القطيف من ممارسة هامشية إلى مهنة واعدة. الأول شجّع ودعم وقدّم دروساً مجانية للنحالين الجدد، والآخر بصّرهم بالأنظمة والتعليمات التي يمكنهم الاستفادة منها، وصولاً إلى حصولهم على تراخيص.
كلاهما بذل جهوداً كبيرة للتحضير لصناعة جادة في عالم العسل لخروج النحالين من قوقعتهم في مزارعهم إلى نشر ثقافة في عملية الزراعة من الطرق إلى داخل المزارع، لتكون البيئة محفزة للجميع لتربية النحل، وتكون البيئة صديقة للنحل، وتنظيم عملية رش المبيدات الحشرية لتفادي خسارة النحالين ما قدموه من جهد في الرعاية وكلفة استيراد سلالات النحل.
النحال عويشير
حمل نسيم آل عويشير، على عاتقة زيارة وإرشاد النحالين ومد يد العون لهم في مزارعهم، وعدم إحتكار المعرفة التي يمتلكها، فيمد النحالين بالدعم اللوجستي، ومساعدتهم في استيراد النحل حسب خبرته فيها، وتعزيز مصالح المجموعة حتى أغلق الموسم هذا العام من دون حصاد له من العسل، فلم ينتج شيئاً يُذكر، بسبب وقوفه مع النحالين المبتدئين.
عن بدايات آل عويشير في تربية النحل يقول “بدأت بثلاث خلايا هدية من صديق عزيز عام 2009، وبقيت لمدة تقارب خمس سنوات أتقلب بين الصعوبات إلى أن حصلت على الخبرة، التي مكنتني من ممارسة الصنعة بمستوى يمكنني أن أدعوه بالإحترافي”.
ماذا عن الآن..؟
يقول “يصل عدد الخلايا في منحلي إلى 95، وكان من المفترض أن يكون أكثر، ولكن عالم النحل متقلب، فسنة قد يتضاعف، وأخرى يتناقص بحسب الظروف البيئية والمناخية، وبحسب مستوى تعرض النحل للمبيدات الزراعية. هذا من جهة ومن جهة أخرى فأنا أعمل في مجال النحل شبه وحيد من دون عمال ولا مساعدة، إلا قليلاً من بعض الأصدقاء متى ما توفر لديهم الوقت”.
عن اكتشافه عسل المنغروف؛ يقول “منذ ما يقارب ثلاث سنوات، كنت في زيارة صديق كان للتو ابتدأ في تربية النحل، وكانت مزرعته وسط تاروت. وبعد فحص خلاياه تبين أن العسل الموجود لديه ذو طبيعة مختلفة عن باقي الأعسال المعروفة في المنطقة، من حيث الكمية وغزارة الإنتاج”.
يضيف “عندها قررنا نقل مناحلنا أنا وعبدالمنعم الخميس إلى مزرعة في المنطقة نفسها، وتبين لاحقاً من رائحة العسل أنها تشبه رائحة زهرة المنغروف، ولكني حين أخبرت بعضهم أجاب بسؤال تهكمي أنه: هل يمكن للبحر أن ينتج العسل؟ وكنت كلما أخبرت أحداً عن عسل المنغروف يجيب إما باستغراب أو استنكار. ومنذ تلك السنة حتى هذه السنة وأنا أنتج عسل المنغروف بكميات تجارية”.
مع تطور مهنة تربية العسل، تطورت الأدوات المستخدمة ليتداولها النحالون فيما بينهم، متفقين على مفرداتها واصطلاحاتها.
وعن المرحلة المقبلة لصناعة العسل في القطيف يقول آل عويشير “أتمنى اتساع الأفق المعرفي لدى الأهالي تجاه العسل، إنتاجاً واستهلاكاً، فيزيد النحالون ويتعاونون أكثر فيما بينهم، ويتجه الناس للعسل المحلي، لما فيه من قيمة غذائية عالية، وبسعر مناسب جداً إذا ما قورن بالعسل المستورد الذي قد لا يكون بالمستوى الدعائي الذي يُنشر عنه. وقد أثبت العسل السعودي جودته التي فاقت جودة الأعسال على المستوى العالمي، حيث حصل العسل السعودي على المراكز الأولى في مسابقات عالمية عديدة”.
شهادات
بدوره، يشهد النحال صادق آل مطيلق في حق آل عويشير، قائلاً “من معرفتي البسيطة؛ يمكنني تسمية الأخ نسيم عويشير بشيخ النحالين في القطيف، فهو الداعم الأول لجميع النحالين، خصوصا المبتدئين، ولكل من يقصده بالسؤال أو المساعدة الميدانية. وهو المنسق لاستيراد مئات الخلايا من جمهورية مصر الشقيقة، وتوزيعها بمبلغ الكلفة فقط على نحالي المنطقة من دون أجر شخصي، إلا النهوض بالصنعة لأقصاها”.
كما يشهد صالح الميلاد بقوله “كنت أربي النحل من فترات طويلة، وفي بعض الأوقات نواجه مشاكل كثيرة وأمراضاً وفناء بعض خلايا النحل، وبعد معرفتنا بالاخ نسيم تم حل هذه المشاكل، بفضل حضوره المستمر والكشف على الخلايا من دون ملل أو ضيق من قبله. فهو يعمل بكل حب وسعة صدر، ويتمنى الخدمة في أي وقت من دون تردد”.
المهندس الشخل
الجندي المجهول الآخر في قصة العسل في القطيف هو المهندس حسين الشخل، الحاصل على بكالوريوس وقاية نبات من كلية الهندسة الزراعية في جامعة الملك فيصل. من خلال وظيفته في وزارة البيئة والمياه والزراعة، مشرف المنحل الإرشادي.
من المهام المنوطة به، رفع التقارير في شأن احتياجات نحالي المنطقة إلى الوزارة، وإرشادهم إلى أهم الطرق الحديثة المتبعة في تربية النحل وإنتاج العسل، وتنظيم دورات وورش عمل في مجال النحل والعسل للنحالين والمهتمين، واستقبال طلاب المدارس ورياض الأطفال في المنحل، وتعليمهم بعض أساسيات تربية النحل، وأهم الأدوات النحلية المستخدمة، والتدريب العملي لطلاب كلية الهندسة الزراعية قبيل التخرج.
يقول الشخل “بدأت في تربية النحل قبل 14 سنة تقريباً، كهواية. ثم توظفت في برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، وبعد سبعة أشهر؛ تمّ نقلي في عام 1432هـ إلى مشتل ومنحل الفرع للعمل “مشرف منحل”، مضيفاً “لا أمتلك أي خلية. جميع الخلايا ملك الوزارة”.
عن تطور تربية النحل في القطيف، يقول الشخل “لم تكن تربية النحل المستأنس في القطيف والمنطقة بشكل عام منتشرة بشكل كبير، بل كان النحل يعيش متناغماً مع الطبيعة ومن دون تدخل كبير من البشر، لكن مع مجيء شركة أرامكو شجع الموظفون الأمريكان على تربية النحل، بوضع عدد من الخلايا بجانب كل بيت، ليعتني بها صاحب البيت ويجني عسلها، ثم بدأ بعض الموظفين السعوديين في الشركة باقتناء النحل وتربيته. ومن هنا تبدأ القصة”.
للشخل دور كبير في مساعدة النحالين.. يقول النحال صالح الميلاد “سهّل حسين الشخل علينا استخراج تصاريح المناحل، وعندما نذهب إليه يستقبلنا استقبالاً رحباً، ونسأله عن بعض أمراض النحل التي لا نعلم كيف نعالجها، ونتواصل معه عبر الهاتف، فيقوم بالإجابة علينا فوراً، وتم العمل على تأسيس الجمعية التعاونية لنحالين القطيف بجهوده، مع الأخ نسيم عويشير”.
يكمل صادق آل مطيلق “حسين الشخل له علاقات متينة مع النحالين، فهو الحلقة الواصلة بينهم وبين الوزارة. فكل التراخيص التي حصل عليها النحالون – وأنا أحدهم – إنما تمت بجهوده وتنسيقه وتعاونه مع نسيم عويشير، وهذا الأخير هو صاحب المبادرة في فكرة إنشاء جمعية للنحالين في المنطقة الشرقية، وتم ترشيحه للرئاسة من قبل الأعضاء المؤسسين”.
يمتهن خالد الأبيض تربية النحل.. يقول “تدربت على تريبة النحل من عام 2020، على يد طريق نسيم آل عويشير وحسين الشخل، وأربي النحل في جزيرة تاروت، وأنا مختص في إنتاج عسل السدر والمنغروف. وعندي 100 خلية حالياً، منها 75 من النوع المصري، والبقية بلدية، وبدأت الإنتاج من المنغروف من سنة 2021، 180 كيلوغراماً”.
ويجد علي العباد، في الترخيص كياناً وثقة تربطة بالمشتري تحت مظلة الوزارة “للأمانه شهادتي فيهما مجروحة، فالنحالان لم يقصرا أبداً في تقديم أي مساعدة يحتاجها أي نحال، وتقديم أي شرح.. وهما من بادرا إلى لفت انتباه النحالين إلى نبتة المنغروف. كما شجعا الجميع على الحصول على التصاريح”.
عالم النحل كبير وممتع والعسل غذاء مهم في جميع الحضارات القديمة والحديثة ومذكور في القرآن الكريم والسعودية واليمن وباكستان والصين وألمانيا وأستراليا ونيوزيلندا وأمريكا وإسبانيا وروسيا واليونان واثيوبيا من أكبر المنتجين لاجود انواع العسل وخاصة السدر والمانوكا والأبيض والزعتر والغابة السوداء. ونفخر بوجود نحالين في القطيف لديهم عسل مميز من شجرة المنغروف. وبالتوفيق للجميع
لاشك أن موضوع انتاج العسل يعتبر في غاية الأهمية لأن ذلك يدرج في الوصفات الدوائية ، حبذا نتعرف على العنوان للإنتاج من أجل الإطلاع والشراء أو الهاتف .
لاشك أن موضوع انتاج العسل يعتبر في غاية الأهمية لأن ذلك يدرج في الوصفات الدوائية ، حبذا نتعرف على العنوان للإنتاج من أجل الإطلاع والشراء أو الهاتف .