رَحِيلٌ مُجَلَّلٌ بالخُلود

أحمـد الخميـس

 

إلى ذلك الرجل النبيل المِعطاء، إلى رجل الخير والنَّدى وأيقونة العمل التطوعي الاجتماعي، إلى فقيد القطيف الكبير الذي ناضل وأبلى في سبيل رفعة وطنه ومجتمعه حتى آخر نبضٍ في عروقه، إلى الراحل العزيز الذي كان رحيله مؤلماً وصادماً للجميع، إلى فقيد الوطن، عباس رضي الشماسي، أبي فاضل، طيب الله ثراه وتغمده بواسعِ عفوه ورحمته..

أَسرِج الرَّحـلَ

قد دَعتكَ السَّمَـاءُ

قُضِيَ الأَمـرُ

واصطَفاكَ القضَاءُ

شَيَّعتكَ الجُموعُ

وهي حيَـارى

وعلى النَّعشِ..

قد تَعالَـى البُكَـاءُ

رَاعَهـا الفَقـدُ..

واعتَراهـا وجُومٌ

ضاقَ عنها المَدى

وضاقَ الفضَـاءُ!!

أَبَّنَتكَ النَّخيـلُ..

والسِّيفُ يَبكـي

وبِقلبِ القطيفِ..

ضَجَّ العَـزاءُ!!

يا أبا فاضِـلٍ..

رَحلتَ سريعـاً

خانكَ القلـبُ؟

أم طَواكَ الفنَـاءُ؟

يا أبا فاضِـلٍ..

رحيلكَ رُزءٌ

فاضَ فيهِ الأسَى

وجَاشَ العنَـاءُ

كيف تَنأَى عَنِ

الكِفَـاحِ ولمَّـا

يَشمخُ الصَّرحُ

أو يُشَادُ البِنَـاءُ..!!

لستُ أرثيكَ

بل أُوَاسِي بلادي 

هاهي اليوم

لوعَـةٌ وانكِفَـاءُ

هل سيُوفِيكَ..

إن رَحلتَ عَـزاءٌ؟

أم سيُوفِيكَ..

في الغِيابِ الرَّثَـاءُ؟

كيف للبدرِ

أنْ يَخرَّ ويَهوي؟

ومِنَ الشَّمْـسِ

كيف يَخبُو الضِّيَاءُ؟

كيف للقَبرِ أن

يَضُمَّ فُراتـاً

يَنضحُ الجُودَ؟

أو يَغورُ العطَـاءُ؟

ألبَستكَ القطيفُ

حِلَّـة عِشقٍ

حَاكهـا الحبُّ..

والنَّدَى والوفَـاءُ

عِشتَ للمَجـدِ

فارتقِ للمَعالِـي

حان منكَ

العُروجُ والارتِقَـاءُ

أيها الرَّاحِـلُ

النَّبِيـل وَدَاعـاً

سوف نلقَـاكَ

يوم يُرجَى اللِّقَـاءُ

سوف نَلقَـاكَ..

في نَعيمِ جِنَـانٍ

حيث لا حُزن

بعـدهُ أو شقَـاءُ

كُلّنـا راجِعُون

لله حتمـاً

فلـهُ الأمـرُ  

كُلّـهُ والقضَـاءُ

أيها الرَّاحِـلُ

العزيـز سلامَـاً

حسبُكَ الخُلـدُ..

والرِّضا والثَّنَـاءُ

طابَ مَثوَاكَ

في الجِنانِ فحلِّق

في سَمـاءِ الخُلودِ

حيثُ تَشَـاءُ. 

‫2 تعليقات

  1. احسنت احسنت ايه الشاعر المتألق ابا علي
    هكذا هو الوفاء للاوفياء المخلصين
    رحم الله الفقيد رحمة الابرار

  2. أحسنت شاعرنا المتألق…. ورحم الله الحاج المهندس عباس الشماسي رحمة الأبرار…. يا حي يا قيوم…

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com