عن إزعاج الأصوات.. مارسوا العبادة.. وهذّبوا العادة
حبيب محمود
ليست المشكلة في المحتوى الذي يبثه مكبّر الصوت، بل في الطريقة التي يفرضها الصوت العالي جداً على الناس. قد يكون المحتوى من أفعال “العبادة”، ولكن الطريقة من أفعال “العادة”، وبين “العبادة” و “العادة” فروقٌ كثيرة. الجهاز الكهربائي الذي نعرفه باسم “ميكرفون”؛ يُساعد على إشاعة روح العبادة بالتأكيد، وهذا حسن..!
ولكن ما ليس حسناً هو معاملة “الميكروفون” كما تُعامل الصلاة والتلاوة والدعاء والوعظ وسائر الشعائر. “الميكرفون” جهاز، “الصلاة” عبادة، القراءة الحسينية شعيرة.. هذا شيء وذلك شيءٌ آخر.
وأياً كان المحتوى؛ فإن الإزعاج هو الإزعاج، والمضايقة هي المضايقة. أنت تتضايق من شابّ يفتح سماعات سيارته على درجة إسماع الناس في إشارات المرور. سوف تنفر من كون منزلك مجاوراً لمسرح تصل أصوات أغانيه إلى نافذة منزلك..!
سوف تنزعج أيضاً؛ لو كان “ميكرفون” المسجد ـ أو الحسينية ـ قبالة بيتك، ولن تملك الجرأة لإخبار قيّوم المسجد ـ أو الحسينية ـ بما تعانيه. لكن ما يستقر في ذلك هو الشعور بالأذى. ولو فعلتَها وخاطبت الرجل؛ لازدراك بنظراته على الأقل، هذا إذا لم يبهتكَ بريبة من الرِّيب..!
حدث ذلك كثيراً، والذين اعترضوا على ما ينوبهم من ضيقٍ؛ عُوملوا بقسوةٍ. أحد الذين أعرفهم وُصف، في بلدته، بـ “سلمان رشدي”، لأنه اعترض على رفع صوت مكبر الصوت في مغتسل الأموات. عُومل وكأنه يعترض على القرآن الكريم، لا على الصوت العالي جداً الذي يهجم على الحيّ هجوماً.
العبادة لا علاقة لها بالصوت العالي جداً. الصوت العالي جداً “عادة” فقط. عادة “فيزيائية” بحتة، وجد بعض الناس فيها تعبيراً عن إيمانهم.
لكن لا يوجد إيمان يُفرض فرضاً على الناس. ما يفرضه الإيمان هو الحقوق، والأصوات العالية جداً إزعاج يدخل في دائرة الأذى، والمؤمنون أشدّ الناس حرصاً على “إماطة الأذى” من الطريق، ومن الحي، ومن كل مكان. وهم أحرص الناس تمسكاً بـ “العبادة”، وتهذيب العادة.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
يا حبيب ادري انك مابتنشر تعليقي لكن مايهمني ، المهم انك تقراه، مسقط رأسك القديح ازعاج ٢٤ ساعه، فهل لو تخلصنا من مكبرات الصوت خلاص بيصير الوضع فيها تمام!!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يتفق معك البعض ويختلف البعض الاخر ولكن كل شي يمكن تداوله بالاسلوب الحسن فقبل ان اشنع مكبرات الصوت ماهو الاسلوب الذي اتبعته فبل هذا التشنيع فله ايضاً دور في التقبل او الرفض
لم نرَ ولا بوقاً واحداً خرج منتقداً لما يقام في الكافيهات من اختلاط او غناء فاحش والاصوات المدوية ولم نرَ منتقداً لمن مر في الكورنيش ملعلعاً صوت اغانيه مستهدفاً الفتيات اللاتي يتواجدن هناك وكذلك لم نر َ فماً فُتِح أمام أي منكر في المجتمع مما يسمى بالانفتاح او التطور فهل نحن نحكم هنا بمكيالين ام ان لي أذناً فقط تسمع مكبرات المساجد ولا تسمع غير ذلك أم أن أبنائي وبناتي هم من رواد الغناء والعهر بحجة الحرية الشخصية لذلك اتعاضى عنهم .
هنا وهناك اخطاء لابد من معالجتها ولكن بشمولية بدلاً من التحيز لجانب دون الآخر .
الكلمة الطيبة حسنة فكثيراً ما نسمع ممن يشتكون من الابذاء الصوتي من مكبرات الصوت وعندما نتعمق في دهاليز القصة يتضح ان اسلوب المشتكي كان بمثابة الهمجية والانحطاط فبدلا من التلطف والتواصل مع القيوم او الشيخ في نفس المسجد يدخل بحرب وتهديد وووووو فكيف تطلب الاخلاق وانت لا تملكها .
لست مدافعاً عن هذا ولا ذاك ولكني أجد ان هناك مواضيع تبث وتُثار في أوقات معينة وفي ظروف معينة لأهداف معينة ومن ابواق معينة لا اقصد كاتب هذا المقال ) فكل وقت من العام لنا قصة ثُثار لأهداف معينة ولكم من موضوع التطبير الذي يثار فقط في بداية العام وقس على ذلك الكثير .
هناك الكثير من الاساليب الحسنة والطيبة لتصحيح كل خطأ بدلاً من الدخول في مكنونات قلوب البشر فالعبادة بين العبد وربه وليس لنا الحق فيتقييم عبادته
ودمام بود
أتفق معك تماماً..
خصوصاً عندما يكون ما يذاع بمكبرات الصوت عبارة عن صراخ و نواح قد يرعب الموتى قبل الأحياء..
عادات يجب أن تنتهي، ليس فيها اي احترام للجيران ولا رعاية لكبار السن ولا المرضى.
الله يعينك على الانتقاد الحين 🙂
وفقكم الله مولانا
من اراد ان يستمع يذهب إلى الحسينية او المسجد اما الأصوات العالية في الخارج لاتحمد ولافائدة منها لان الذي في الشارع لا يستطيع التركيز في مايداع لانه مشغول بأمور كثر وإنما هي عادة كما تفضل الأستاذ حبيب.
احسنت استاذنا حبيب .. المشكلة ان الناس خلطوا العادة بالعبادة ” القرآن منهج ودستور وتلاوة متأنية وليس حراج