كلاب العقير

عبدالله حسين اليوسف

يقال أنه كانت هناك مجموعة كلاب منتشرة في بعض أحياء الأحساء الحبيبة، وقررت أن تهاجر إلى مكان واسع لتأخذ راحتها أكثر، وتشعر بالأمان بسبب مضايقة السكان والزحف العمراني وملاحقة أمانة المحافظة، وعين الرقيب..

وانتقل الواحد تلو الآخر بدون أن يعرف بعضها بعضا، وهنا دب الصراع بينها على زعامة القطيع، وأخذت تجوب شاطئ العقير،

وعقدت اجتماعاً فيما بينهم، وقالت: حنا جوعانين بسبب قلة الرواد وانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، والذي يستطيع تدبير الطعام لنا اليوم سوف يكون قائد الفريق.

وجرت الأمور ولم يستطع أحد منهم تدبير ذلك!

وجاءت فرصة الى أحد الكلاب جميل الشكل وله ذيل مميز وعنده رشاقة وخفه، واستخدم قدرته أن يسحب نفسه، ويتقدم الفريق ويقول أعطوني فرصة.

 وكان يوماً جميلاَ وموسم العيد أقبل؛ وأخذت العوائل تجمع أولادها لتذهب لشاطئ العقير ذي التاريخ العريق، والجميل، وفيه مباني تدل على تاريخ مشرق.

وأيضاً بعد توفير الخدمات والتطوير وما قامت به أمانة الأحساء الحبيبة من لمسات جمالية تشجع الرواد وتجعل من الرحلة البسيطة أكثر متعة.

وجاءت الفرصة للكلب الأشقر وقال لأصحابه: انتظروني بعيدا وبهدوء وبدون ضجة أوعويل وعدم الاقتراب مني..

وذهب إلى أسرة الطفل الذي عندما شاهد الكلب وهو يقفز ويعمل حركات تعجب الصبي وأحب الخير والرأفة بالحيوان، وقصص من أطعم كلب أو سقاه دخل الجنة وغيرها من أحاديث درسها في المدرسة أو سمعها من المتحدثين في البرامج، فأخذ قطعاً من اللحم المشوي الذي أعدته أسرته وقدمه للكلب، والكلب يقفز من جهة إلى أخرى، وأطلق عليه اسم عقير.

والكلب يبتعد ليقول له: تعال معي اتبعني. وأخذ الصبي يسير وراء الكلب حتى ابتعد عن أنظار أسرته..

واقترب الكلب منه وسط ميدان الكلاب، حيث أخذت الابتسامة والفرحة بالكلب، ولقبوه قائد الفريق وقالوا: سوف يكون لك من اليوم السمع والطاعة.

 وأخذ كل واحد ينهش الصبي من جهة حتى علا صراخه، وطلب النجدة. سمع الأب الذي تحامل على نفسه، و بين الخوف والمحبة  حاول تخليص ابنه لكنها كانت كثيرة فلم تخف منه، والكثرة تغلب الشجاعة.

 وبعد سماع مرتادي الشاطئ صراخ الفتى تحركوا نحو الكلاب. وحين شاهدتهم الكلاب تركوه وشردوا، وتم أخذ الصبي إلى المستشفى، فكان حب الخير والعمل الصالح، للأسف، الذي قدمه إلى ناكر الجميل ومن يريد به سوءاً هو ما أوصله إلى ماهو فيه.

 انتقل الشاب بعد بضعة أيام إلى رحمة الله وترك جرحاً كبيراً في قلوب الأب والأم وباقي أفراد الأسرة التي شاهدت ابنها بين فك وأنياب الكلاب؛ التي لم تقدّر فعل ابنها وتقديم الطعام الى أحدهم.

وعرفت الأسرة أنها مكيدة وحيلة من الكلب الأشقر عقير الذي ترك جرحاً في قلب الأسرة والمجتمع الأحسائي، والعالم بأسره وكل من سمع ترحم على الشاب وقدم التعزية والمواساة إلى أسرته.

وأخذت الدوائر الحكومية وأهل الاختصاص؛ بين حقوق الحيوان والبيئة في التفكير لإيجاد حلول مناسبة تحفظ حقوق الحيوان وعدم تكرار هذه الحوادث المأساوية مرة أخرى .

والله يحفظ البلاد والعباد ودمتم بصحة وعافية فوق كل أرض وتحت كل سماء.

تعليق واحد

  1. حلول مقترحة للتصدي للكلاب الضالة

    ▪️عندما يتم اصطياد الكلاب من الاحياء او الاماكن العامة

    ▪️نأمل ان توضع في كل منطقة من محافظات البلاد في محميه خاصة هذه الحيوانات مثل القطط والكلاب وغيرها وتكون لهم بيئة خاصة ملائمة …

    ▪️اما الوضع الحالي مجرد اصطياد الكلاب مثلا من الدمام حملها إلى خارجها وتركها هناك اين تتجه بعد ذلك الى أقرب قرية أو محطة بنزين وتشكل بعد ذلك تهديد …..

    ? وعند ذلك يتم توعية المجتمع وحث اللجان التطوعية الى جمع اللحوم وبقايا الملاحم لبيع اللحوم لترسل اليهم بطريقة لرمي هذه لهم مثل صندوق البريد حتى لا تشكى خطر على واضع اللحوم ….

    ?ويكتب لوحات ارشادية يمنع الاقتراب لوجود حيوانات ضاله داخل هذه المحمية ربما تكون مفترسه ……

    ?انتشار القطط والكلاب في الاحياء والجميع لا يرغب في وجودها او يتم الاعتناء بها جعله تشكل خطر دائم ……

    ?التعاون من الجميع لوضع حلول تكون اكثر سلامه. والمحافظة على حقوق الحيوان

    ?وبعد الخطر عن المجتمع البشري وخصوصا في الاماكن العامه مثل الحدائق والشواظئ وغيرها …..

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×