أوان البـِياحْ

القطيف: صُبرة

بميل الحرارة إلى الانخفاض المتسارع، هذه الأيام، يكون صنف “البياح” قد دخل أواناً مناسباً لتناوله، بعد انتهاء صنف “الميد”. وتُشاهَدُ كمياتٌ منه، حالياً، في سوق الأسماك والباعة الذين يعرضون بضاعتهم في مواقع متفرقة من القطيف. ويُراوح سعره بين 20 و 25 ريالاً للكيلو الواحد.

ميدٌ كبير

و “البِياح” من “المَيْد”، يُشبهُه شكلاً، ويفوقه حجماً. و “المَيد” المعروف عندنا الآن هو “البِياح” الذي عرفه أسلافنا العرب، وهو “البُوري” المنسوب إلى بلدٍ في مصر اسمها “بُورة”. وقال ابن منظور إن “البِياحُ، بكسر الباء مخفف: ضرب من السمك صغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ، وهو أَطيب السمك”.. وجاء في الأراجيز:
يا رُبَّ شَيْخٍ من بني رَباحٍ
إِذا امْتَلاْ البَطْنُ من البِياحِ
صاحَ بليلٍ أَنْكَرَ الصِّياحِ

ووصْفُ ابن منظور لحجم البياح وقوله “أمثال شبر” ينطبق على “الميد” الذي يعرفه سكّان الخليج العربيّ، ولا ينطبق على البياح الذي قد يصل طوله إلى 120 سم، وقد يصل وزنه إلى 12 كجم، في بعض المناطق.

سمك الساحل
يعيش البياح في البيئات الساحلية، في المناطق الرملية والطينية حتى عمق 20 متراً، ويسبح في مجموعات صغيرة وكبيرة في مياه البحر المالحة ومياه الأنهار العذبة”. وله انتشار واسعٌ في “في جميع أنحاء العالم، ومنها: الخليج العربي، والبحر الأحمر، وجنوب المحيط الهندي، وكوينزلاند في أستراليا، وسواحل وخلجان الولايات المتحدة الأمريكية، واندونيسيا والسواحل الشرقية لأفريقيا وغيرها”.***
وفي المنطقة الشرقية السعودية ثلاثة أنواع رئيسة من “الميد”:
الميد: الذي يصل طوله نحو شبر، وهو البياح الذي عرّفه ابن منظور. إذ لا ينمو أكثر من ذلك، وهو كثيرُ السَّفط.
النگـَّازَهْ: ميد بطول شبرٍ أيضاً، ولا ينمو أطول من ذلك، وميزته أنه قليل السَّفطْ.
البِياح: وهو ميدٌ ينمو حتى يزيد طوله على الشبر، وأزيد بكثير. وقد يُعدّ في أسماك “الگـَصِيب”، فلا يُطبخ إلا مقطعاً “مُقصّباً”.
والثلاثة من أسماك الصيف، ولا طعم لها في غير أوانها الذي يبدأ في يوليو/ تموز. لكن البياح الكبير جداً يمكن أكله في بداية اشتداد البرد. وهو أطيبُ في المرق. وهناك من يعدّه أفضل الأسماك لمرقة “الكرورو”.
وفي القطيف، على الأقل، يصنّفون الأسماك من حيث أوان الصيد والأكل في نوعين: القَصيب ويشمل الأسماك الكبيرة ويتناولونها في الشتاء. و الحِتّ، وهو صغار الأسماك ويتناولونها في الصيف.

————————
مراجع:

  • صيّادون وسمّاكون.
    لسان العرب، مادة “بيح”.
    القاموس المحيط، مادة “البور”.
    موسوعة الأحياء المائية، في موقع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×