100 دقيقة في مجلس الأمير أحمد

حبيب محمود

استمرّ اللقاء إلى نهاية الدوام تقريباً؛ وحين سألنا سموه عمّا يُجيز لنا نشره من حديث المجلس وما لا يُجيز؛ ردّ بأريحية: هذه “دردشة” بين مواطنين، لا أكثر، وأنتم محلّ الثقة، فلا تنشروا شيئاً مما تحدثنا عنه…!

نحن صحافيون؛ وكلّ ما أفضى به الأمير الشاب يمثل “خبطات” صحافية بامتياز. “خبطات” في حديث مفتوح من نائب الأمير إلى المواطنين والمقيمين في المنطقة. إلا أن على الصحافيين أن يلتزموا أمام كل مصدر بـ “ما هو للعلم”، و “ما هو للنشر”.

وما دار من حديث مطوّل لقرابة 100 دقيقة في مكتب الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، كان حديثاً لـ “العلم”، لا “النشر”، على الرغم من أن كلّ ما قيل كان إيجابياً بالمعنى الحرفيّ لتصريحات مسؤول رفيع المستوى في الدولة.

شبراً شبراً

بدا الأمير الشاب عارفاً بـ “الشرقية” شبراً شبراً، وليس هذا وحسب؛ بل وصحّح معلومة تفصيلية صغيرة عن إحدى الخدمات ذكرها أحدنا عرَضاً. صححها بهدوء، واسترسل في حديثه عن المحافظات، والاحتياجات، والأفكار، والمشاريع، والأوضاع، بلسان يُخيّل إليك أنه ليس نائب أمير فحسب؛ بل هو مجموعة من المديرين العامّين في كلّ أجهزة الدولة في المنطقة..!

لكن القصة ليست فيما ننشر، وما لا ننشر من حديث الرجل الثاني في المنطقة الشرقية، فهو قادر على أن ينشر ما يريد عبر أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة. القصة هي أن الأمير الشاب؛ يريد أن يركّز على ما يفعل في أجندته اليومية المزدحمة بالأعمال/ الأفعال، لا أن يشغل وسائل الإعلام ـ ووسائط النشر ـ بما يقول..!

“القول سهل”، قالها بوضوح، وأضاف “ولكنك لا تعرف ماذا يعترض طريقك حين تبدأ العمل”. لذلك؛ دعِ الناس يرون ما تعمل، قبل أن يسمعوا ما تقول. قالها معنىً، ولم يقلها حرفياً.

مكتب والده.. نفسه

عرف الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز المنطقة الشرقية وهو ما زال غضّاً. والده الأمير فهد بن سلمان، رحمه الله، (1955 -2001) شغل منصب نائب أمير المنطقة الشرقية بين عامي 1406 و 1413، أي بعد عام واحد على ولادة الأمير أحمد. ولذلك يرى نفسه مواطناً سعودياً و “ابن الشرقية”. وهو يتذكّر طفولته وأصدقاءه في المنطقة، ويتذكر دراسته الابتدائية في الظهران. ويتذكر أجواء حرب الخليج الثانية، ودور والده فيها.

ويتذكّر، أيضاً، أن المكتب الذي يعمل فيه الآن، في مقر الإمارة، هو ـ نفسه ـ المكتب الذي عمل فيه والده، قرابة سبع سنوات. وإذا كان الفتى سرَّ أبيه”، كما يقول المثل العربي؛ فإن الأمير الابن يسير على سجّادة حمراء سبق أن مهّدها له والده، طيلة سنوات عمله في الشرقية.

والده الأمير فهد، رحمه الله ـ ترك أثراً طيباً في المنطقة الشرقية، وهذا الأثر بمثابة سجّادة حمراء.

الخبرة والحماسة

في لقاء الـ 100 دقيقة؛ كرّر إشاراته المُجلّة المُبجّلة إلى أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف. بدا تكرار الإشارات واضحاً إلى أنه لا يُجلّ “الرجل/ الأمير سعود” فحسب، مع أن هذا هو الطبيعي أصلاً، تجاه مسؤول يعمل ليل نهار بلا كلل ولا ملل. تكرار الإشارات إلى الأمير سعود تأكيد لدور كبير يؤديه الرجل الأول في المنطقة، ورؤية يعبّر عنها في جدول يومياته الذي لا يتوقف حتى في الإجازات الرسمية.

الأمير سعود بن نايف عرف “الشرقية” سابقاً ايضاً، وشغل منصب “نائب أمير المنطقة”، قرابة 12 عاماً. ثم عاد إليها أميراً لها عام 1434هـ. وهذا يعني تشبعه بخبرة العمل الكثيفة، بالذات في مجتمع المنطقة الشرقية.

ونائب الأمير/ الأمير أحمد كرّر إشاراته إلى “الخبرة” في شخصية الأمير سعود، وكأنه يريد أن يجعل من هذه الخبرة زاداً يُغذّي به “حماسة” الشاب التي تسكنه. وهي حماسة فيّاضة بالنشاط والانفتاح.

استقبل الأمير صحافيين في صحيفة إلكترونية واعدة، صحيفة صُبرة، فقط. مع ذلك؛ وضع في حجره كرّاسة دوّن فيها كثيراً من النقاط. وراح يناقش بعضها باستفاضة، ثم علّق بتفصيلاتٍ دقيقة. لا عموميات. ثم يضرب أمثلة على أوضاع وحالات ومشكلات.. وحلول أيضاً..!

ثم يعود إلى اهتمامه بالإعلام، الإعلام الذي يعني “صوت المواطن”، على حدّ تعبير سموه. وهو صوت يجب أن يكون صادقاً، دقيقاً، متأكداً مما ينشر، ومسؤولاً عنه.. وهنا يأتي دور المسؤول ليتعامل مع احتياجات المواطنين والمقيمين، استناداً إلى موقعه الذي وضعته الدولة فيه.

شعور الضيوف

100 دقيقة، أقل قليلاً، أكثر قليلاً، والأمير الشاب يُسهب في الحديث في “دردشة” مواطن مع مواطنين، لا مسؤول مع صحافيين تشرفوا بزيارة سموّه لنيل مباركته لدخول الصحيفة عامها الرابع، في خدمة الوطن.

100 دقيقة حافلة بالكثير من الشغف والمعرفة والجدية.. انتهى الوقت وسموّه لم يُشعر أحداً من ضيوفه الستة بأن هناك فارقاً بين “صاحب سمو ملكي” و “صحافيين”.. بل هناك مواطنون “يدردشون”..!

اقرأ ايضاً

نائب أمير الشرقية يستقبل فريق “صُبرة”.. ويتمنى التوفيق للصحيفة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com