أن تسبق الهدف
عبدالقادر حسن كحليني*
أنت هو أنت.. فلتصنع المجد بالتغيير، عبارة قد نقرأها ونمر عليها مرور الكرام، ولكن عندما نتكلم عن مسألة التغيير يأتي معه الخوف من المجهول لمن لا تخطيط له، وعندما نقع في قلب الحدث تبدأ المعركة الحقيقية، ولربما يكون العنوان فيه نوع من البعد الإستراتيجي للتخطيط، فالظروف المحيطة جعلت لزاما علينا، نحن كمعلمين ومعلمات وأولياء الأمور وكل من له علاقة في مجال التعليم والتعلم، أن نسبق الهدف.
ظهرت في الآونة الأخيرة ابداعات غير مسبوقة كانت مخفية في طيات الوضع الاعتيادي في مجال التعليم والتعلم، ولا أخص هنا المعلم أو المعلمة فقط وإنما دور الأسرة الذي تكامل نتيجة للوضع الراهن من متابعة وإصرار على عملية التعلم، فلم يكن التعلم يستهدف الطالب فقط، وإنما استهدف أيضا الأسرة ككل وكل ما يحيط بها، وهذا ما أقصده في هذا المقال.
عندما تتحول جائحة كورونا إلى جانب إيجابي يدفعنا نحو التقدم، حتما شعرنا بالتغيير إلى الأفضل رغم المعاناة التي واجهتها الأسر، وكذلك المعاناة التي واجهها جميع كوادر العملية التعليمية، وغيرها من الكوادر سواء في المجال الصحي والأمني والتقني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
فنجد هنا وهناك من يبحث ليوجد الحلول لمشاكل متعددة سواء كان من المعلمين والمعلمات أو من الأسر المربية أو غيرهم ممن لديه اهتمام بهذا الجانب لأي مشكلة تقع تعيق العملية التعليمية.
ولا يخفى علينا جهود وزارة التعليم في تذليل الصعوبات، فقد وجهت جميع كوادرها للمعركة الحقيقية في مواجهة التحديات في فترة وجيزة، وهذا ما جعل العلاقة التكاملية بين الأسرة والمدرسة تنمو بشكل سريع، فكلما نجح المعلم والمعلمة في تحقيق الأهداف كلما تحسنت نواتج تعلم الأسرة، ولا أخص هنا الطالب فقط وإنما كل ما يحيط به؛ فعندما تستمع جميع أفراد العائلة الواحدة للمعلم والمعلمة عند شرح الدروس حتما سيكون هنالك دافع للتعلم فنجد الأسرة بجميع أفرادها تحاول مساعدة الطالب/ة ليجيب بإجابة دقيقة، وهذا ما سينعكس على الأسرة بشكل إيجابي سواء كان في التحصيل العلمي أو سعة التفكير وحل المشكلات، وأيضا في كيفية تعلم مهارات القرن الواحد والعشرين؛ حيث نجد ارتفاع نسبة التواصل بين المنزل والمدرسة بشكل يومي بل قد يكون طوال اليوم الواحد، فعندما نجد الأسرة تبحث في مواقع التواصل الاجتماعي عن حل لمشكلة معينة تعيق عملية تعلم الطالب والطالبة، ونجد المعلم والمعلمة يساهمان في تذليل هذه الصعوبات للأسر؛ هنا نشعر بأننا أسرة واحدة متكاملة في مجتمع تعليمي تعلمي متكامل، قد حقق أهدافه في فترة وجيزة، وتفرعت هذه الأهداف لتشمل مالم يكن متوقعا، بأن يصبح جميع أفراد الأسرة؛ أسرة تقنية تتحدى مجموعة كبيرة من الصعاب.
وها نحن نجد الآن أن البيئة التعليمية والتعلمية خرجت من مرحلة المخاض إلى مرحلة الولادة قبل تسعة أشهر؛ وهو ما جعلني أختار “أن تسبق الهدف” عنواناً للمقال.
شكرا لكل معلم ومعلمة
شكرا لكل قائد وقائدة
شكرا لكل أب وأم
شكرا لكل طالب وطالبة
شكرا لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز العظيم
ومثل مقولة المثل : رُب ضارة نافعة.
هناك الكثير من المعلمين/ات لا يحبذ إستخدام التقنية وكذلك الكثير الكثير من الطلاب/ات وهذا ظاهر عندما نطلب منهم- الطلاب- مشاهدة مقطع في اليوتيوب أو استخدام برنامج تقني لمحاكاة التجارب العملية لا نرى تجاوب إلا من طالب أو طالبين. أما الآن الطالب لا خيار له في هذه المرحلة إلا إستخدام التقنية في التعلم. طبعا أنا أرى أن الكثير من كادر التعليم والطلاب والأسر أستفادوا وأصبحت عندهم الثقة في التعلم.