ياسر الضامن.. ابن البحر الذي أبهر بلاد «العم سام» بأبحاث العلاج الجيني في «منفى عشتار» نشأ.. وفي الرياض تأسّس علمياً.. وفي ميتشغن أطلق إبداعاته
القطيف: معصومة الزاهر
بعد أكثر من 20 عاماً من الإبحار في عالم الجينات والفيروسات، أصبحت هذه المخلوقات التي لا تُرى بالعين المجردة، تشكل العالم الخاص لياسر علي الضامن.
يبدأ هذا الدكتور صباحه بالجينات والفيروسات، تعيش معه طوال يومه، وقد لا تفارقه حين يغفو ليلاً.
الضامن، الذي ولد على بعد رمية حجر من بحر سنابس، وقرب مياهه الضحلة تشكلت ذاكرة طفولته، ورسمت جانباً من مخياله، يحلم بإنشاء مركز بحثي متخصص، يعمل على تطوير تقنيات تستخدم الفيروسات المُعدلة وراثياً لتطوير علاجات جينية ومناعية ضد السرطان والأمراض المُعدية، وكذلك تطوير لقاحات لأمراض فيروسية مستقبلية.
في ختام عام «كورونا»، يبوح الضامن في حديث مع «صُبرة»، بحلمه «المشاركة في الأبحاث مع علماء سعوديين يعملون في مراكز بحثية في المملكة، لنقل التقنيات البحثية الحديثة التي تعلمتها خلال مشوار البحثي إلى المملكة، وكذلك دعم وتوجيه حديثي التخرج للتوجه للبحث العلمي».
الضامن اصطحب «صبرة» للإبحار في عالمه، حيث الجينات والفيروسات، حيث الأبحاث العلمية، الإنجازات، الابتكارات، الطموحات. تناول في حديثه مع الصحيفة أسرار الفيروس الذي أرق مضاجع البشرية، وقصة نشأته الأولى، بين المؤامرة الكونية، والقصة كما يراها هو. كشف أسرار ما يجري في مختبرات وكواليس كبريات الشركات العالمية المنتجة للقاحات كورونا، والصراع والتنافسية بينها، وتناول ما يقال حول تحوره الجيني.
بحر سنابس حيث قضى ياسر الضامن سنوات الطفولة.
من «منفى عشتار»
ولد ياسر في محافظة القطيف، عاش وترعرع في الجزيرة التي نُفيت إليها عشتار، وشيدت لها معبداً؛ «عشتاروت» (بحسب الأساطير البابلية).. تحديداً في أقصى شرق جزيرة تاروت؛ سنابس.
طفولته «فترة زمنية جميلة» كما يصفها، لم تواجهه فيها أي تحديات، ووفر له والداه كل أسباب النجاح، درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في مدارس بلدته، ليكمل الثانوية في مدارس أم الحمام.
رغم نبوغه، لم يكن ياسر يفضل أن يجلس في الصفوف الأولى في الفصل، كان ينزوي في آخره. لازمه الانزواء في السنوات اللاحقة، مبتعداً عن التكريم والاحتفاء بما تجلبه من أضواء وبريق، مفضلاً تركيز جهده على صنع الإنجازات، ومراكمة المزيد منها، بعناد وإصرار، عُرف بهما هذا السنابسي.
حصل الضامن على بكالوريوس علوم طبية، مختبرات اكلينيكية، من جامعة الملك سعود في الرياض، التي درس فيها خلال الفترة 1995-1999.
بعد أشهر من تخرجه، حصل على وظيفة «أخصائي مختبرات إكلينيكية» في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام (2000- 2002)، لينتقل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض؛ أخصائي مختبرات إكلينيكية (2002-2005).
وبعد 6 سنوات من العمل، سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، لمواصلة دراسته مُبتعثاً، وحصل على الماجستير في العلوم الطبية: الأساسات الجزيئية للأمراض، من الجامعة الطبية في أوهايو 2005-2007.
التحق الضامن خلال دراسته الماجستير في مختبر البروفيسور جيمس ويلي، الباحث الشهير في مجال الخلايا السرطانية، وهناك انبهر من كان حوله بشاب سيكون مشروع باحث بارز في عالم الجينات.
لم يتوقف مشواره الدراسي، إذ حصل على الدكتوراه في علم الجينات الجزيئي من جامعة ولاية ميتشغن بمدينة إيست لانسنج 2007- 2012.
ونال بعدها زمالة بحثية في العلاج الجيني والمناعي للسرطان في جامعة ولاية ميتشغن 2012 -2014.
لم تقتصر دراسته، على الجينات، فهو يحمل الماجستير في إدارة الاعمال، تخصص الإدارة التنفيذية من جامعة ولاية ميتشغن 2015-2017.
أبحاث عمل عليها الدكتور ياسر الضامن.
3 براءات و35 بحثاً علمياً
في عام 2014، عمل مساعداً في قسم علم الجينات الجزيئيّة بمعهد البحوث الإكلينيكية، التابع لجامعة ولاية ميتشغن، متخصصاً في أبحاث العلاج الجيني والمناعي للسرطان والأمراض المعدية. وحالياً يقوم بإدارة فريق بحثي مكون من 8 باحثين.
حصل الضامن خلال مشواره على 3 براءات اختراع في العلاج الجيني والمناعي للسرطان والأمراض المعدية.
نشر 35 بحثاً في مجلات علمية عالمية محكّمة مثل ال Journal of Immunology, Blood, PNAS, Gene Therapy, Molecular Therapy, Vaccine.
هذه الأيام، ومع بداية عام جديد، يجلس الضامن مسترخياً في منزله بمدينة ميتشغن، يلاعب طفليه (بنت وولد)، قد يفكر في التجهيز لإعداد «تحت القدر» طبخته الأحب إلى معدته، ليفاجئ بها زملاء وأصدقاء عشقوها، بعدما تذوقوها من يديه.
عمل الضامن في معهد البحوث التابع لجامعة ولاية ميتشغن.
الفيروسات المُعدلة وراثياً
تتركز أبحاث الضامن على مسارين؛ الأول يتمثل في فهم عمل خلايا جهاز المناعة داخل الكتل السرطانية ودور بعض الجينات في برمجة هذه الخلايا، وإعادة تنشيطها أو تثبيطها داخل الكتل السرطانية.
اما المسار الثاني لأبحاثه؛ فيركز على ترجمة المعلومات المُستخلصة من أبحاث العلوم الأساسية لتطوير علاجات مناعية وجينية للسرطان والأمراض المعدية.
يوضح ياسر هذا المسار بقوله «يركز هذا التوجه على استخدام فيروسات مُعدلة وراثياً، تقوم بزيادة أو تثبيط تركيز وعمل جينات معينة داخل الخلايا المناعية، بهدف تحفيز عملها للتخلص أو السيطرة على نمو الخلايا السرطانية».
كتب الدكتور ياسر الضامن 3 مراجعات علمية، وشارك في كتاب متخصص في علم العلاج الجيني. كما أسس لأبحاث العلاج المناعي ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في جامعة ولاية ميتشغن، ضمن فريق بحثي يضم 4 مؤسسين.
شارك في مؤتمرات علمية دولية متخصصة في العلاج الجيني والمناعي، أمراض المناعة، الأمراض الوراثية والأمراض المعدية والسرطان.
معهد الأبحاث الذي يعمل فيه حالياً الدكتور ياسر الضامن.
تطوير علاج «الإيدز»
في حياته العلمية؛ حصل الدكتور ياسر الضامن، على منح عدة، أبرزها منحة من المعهد الأميركي الوطني للصحة (NIH)، للعمل على إنجاز أبحاث متخصصة لدراسة وتطوير علاج مناعي ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة.
كما حصل على أخرى من هيئة الإبداع وريادة الأعمال في ولاية ميتشغن (MIIE)، لتطوير علاج مناعي ضد سرطان القولون. إضافة إلى منحة من شركة «Atomwise» لتطوير دواء مناعي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
حصد الضامن جائزة «الباحث الشاب» من الجمعية الأميركية الدولية للتدفق الخلوي GLIIFCA.
ينتسب إلى هيئات علمية دولية، فهو عضو في الجمعية الأميركية لعلوم المناعة، والجمعية الأميركية للعلاج الجيني والخلوي، والجمعية الأميركية للتخطيط الاستراتيجي.
كلية العلوم الطبية في جامعة الملك سعود.
الرياض والسنوات الجميلة
يعود الدكتور ياسر الضامن إلى سنوات جامعة الملك سعود بالرياض، يصفها بـ«السنوات الجميلة، ومرحلة انتقالية بالنسبة ليّ. فلقد اتاح ليّ بعدي عن قريتي، وتعرفي على زملاء من مناطق المملكة فرصة الاختلاط بكافة أطياف المجتمع، والتعرف على بعض الثقافات».
أما بالنسبة للدراسة؛ فيقول عنها «كانت ممتعة، خصوصاً بعض المواد الدراسية، مثل علم الجينات، المناعة، وعلم الدم. وساهم بعض الدكاترة في كلية العلوم الطبية في إثارة فكرة الاتجاه للمجال البحثي، خصوصاً دكتوري العزيز الاستاذ الدكتور طلعت القرش، المتخصص في علم الميكروبات».
الضامن (يسار) مع أحد طلابه في مرحلة الماجستير، وعميد كلية الطب البروفسور اندريا أمالفيتانو.
نقلة مهمة: من الدراسة إلى الأبحاث
عن حياته الدراسية في أميركا، يذكر «كانت هناك بعض التحديات في بداية مرحلة الماجستير، خصوصاً أنها كانت بعد انقطاع دام خمس سنوات عن المجال الدراسي والأكاديمي»، مُستدركاً «بعد مضي السنة الأولى من مرحلة الماجستير؛ بدأت التعود على النظام الأكاديمي الأميركي. وأتاحت لي هذه المرحلة فرصة التدرب والاطلاع على أساسات وأخلاقيات البحث العلمي».
كان انتقاله إلى جامعة ولاية ميتشغن، التي تُعد من أكبر عشر جامعات بحثية في أميركا، لدراسة مرحلة الدكتوراه؛ «نقلة مهمة في مساري الأكاديمي» بحسب قوله، مضيفاً «أتيحت لي الفرصة أن أكمل أبحاثي مع العالم الكبير البروفسور أندريا أمالفيتانوا، العالم المعروف في مجال أبحاث العلاج الجيني والمناعي للسرطان والأمراض الوراثية. أمضيت خمس سنوات مع هذا العالم، تعلمت منه الكثير. نشرنا الكثير من الأبحاث، وشاركنا في الكثير من المؤتمرات العلمية في أميركا وأوروبا».
البروفيسور أليفانتو ساهم في رسم أقدار هذا الشاب، وإعادة توجيه مسار حياته كاملة، ودفعه إلى الغوص عميقاً في عالم الجينات والفيروسات، فلقد أقنعه بالبقاء في أميركا، بدل العودة إلى موطنه.
بعد نيل شهادة الدكتوراه؛ انتقل الضامن إلى مرحلة ما بعد الدكتوراه، وهي مرحلة أساسية للانتقال من كونك طالباً يشرف عليك بروفيسوراً، إلى عالم مُستقل يطلب منه الاتيان بأفكار بحثية جديدة وكتابة خطط بحثية يتنافس بها مع علماء من كافة المراكز البحثية في أميركا.
حول «كورونا» والمؤامرة
لأننا في زمن كورونا، كان لا بد للحوار مع الدكتور ياسر الضامن أن يتناول الفيروس، ولقاحاته. عن ما يُشاع من أن كل ما يتعلق في كورونا «وهم عالمي، أوجد لتحقيق المزيد من المليارات لشركات كبرى»، يقول «كورونا هو فيروس مثله مثل باقي الفيروسات المُنتشرة بين البشر، انتقل للإنسان من حيوانات محددة».
يضيف «من المعروف حتى الآن، أن هذا الفيروس انتقل من حيوان (لم تتأكد هويته بشكل واضح) إلى الخفاش المعروف بـHorseshoe bats، ومنه إلى الإنسان»، مؤكداً أنه «لا يوجد أي دليل علمي ثابت على أن هذا الفيروس صُنعه بشر، أو تعمد نشره بين الناس لغرض كسب المال. بل العكس؛ فقد دمرت جائحة كورونا الكثير من الاقتصادات العالمية، وأثرت وقضت على أعمال تجارية محددة».
الدكتور ياسر في معمله.
أكبر تحد واجه البشرية
يعتبر الضامن، أن تطوير لقاح فعال وآمن ضد فيروس كورونا SARS-CoV-2، كان «من أكبر التحديات التي واجهت البشرية في وقتنا الحالي. واُستخدمت كل الإمكانات العلمية والبحثية لتطوير هذه اللقاحات. كما تمت تجربة تقنيات علمية جديدة لم تجرب من قبل. ومن ضمن هذه التقنيات؛ استخدام اللقاحات التي تعتمد على تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) والـDNA».
يعدد الدكتور ياسر، محاسن هذه التقنيات «سهولة إنتاجها بكميات كبيرة في مدة زمنية سريعة، مقارنة من بعض التقنيات التقليدية المُتعارف عليها في صناعة اللقاح».
يضيف «نجحت شركة فايزر الأميركية بالتعاون مع شركة بيوانتك الألمانية، وكذلك موديرنا الأميركية في التوصل إلى صناعة وتجربة لقاح يعتمد على استخدام تقنية ال Mrna»، لافتاً إلى أن التحليل المبدئي لنتائج دراسات المراحل السريرية «أثبت سلامة وفعالية هذا اللقاح بنسبة فعالية تصل إلى 95%. ووفر اللقاح كذلك حماية وصلت إلى 100% من الآثار الجانبية الحادة المرتبطة في الإصابة بالفيروس».
تعمل الكثير من الشركات على مستوى العالم على تطوير لقاحات تستخدم تقنيات مختلفة، مثل تقنية استخدام الفيروسات المُعدلة وراثياً، والبروتين المُشابه لبروتين Spike لفيروس كورونا. مثلاً تستخدم «نوفافاكس” الأميركية تقنية النانو لتطوير لقاح ضد كورونا، مؤكداً أن نتائج المرحلة السريرية الأولى «أثبتت سلامة وفعالية هذا النوع من اللقاحات».
البروفسور أندريا أمالفيتانوا في مختبره.
البشرى في أبريل
يتوقع الدكتور ياسر، أن تكتمل المرحلة السريرية الأخيرة في شهر أبريل من عام 2021، مضيفاً «تقوم شركة أنوفيو بتطوير لقاح يعتمد على استخدام تقنية الـDNA».
وحول استخدام الفيروسات الناقلة؛ يعد الضامن النوع رقم خمسة من فيروسات الـAdenovirus «من أشهر الفيروسات المُستخدمة حالياً لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا». يقول «تستخدم هذه التقنية حالياً من قبل عدد من الشركات الأميركية: جونسن آند جونسن، فاكسارت، اميونيتي بايو، وغيرها، وأيضاً الأوروبية: أسترازينيكا، والصينية».
المخاطر الكبيرة في عالم صناعة الأدوية تجعل أسعارها مرتفعة.
اللقاحات: مخاطر عالية.. أرباح عالية
في خضم هذا الزحام من اللقاحات، وحال التنافسية الشديدة، يقر الدكتور ياسر الضامن بأثر الجانب التجاري التسويقي في هذه اللقاحات. يقول «تطوير اللقاحات وصناعة الأدوية بشكل عام هي صناعة ربحية بحتة. ولكن من المهم معرفة أن تطوير هذه الأدوية يستهلك مبالغ ضخمة، حيث تكلف صناعة الدواء الواحد حوالى مليار دولار».
يلفت إلى أن صناعة الأدوية كذلك «تحوي مخاطر كبيرة. حيث أوضحت آخر الاحصاءات أن 90% من الأدوية التجريبية تفشل في عبور المراحل السريرية والتمكن من الحصول على تصريح من هيئة الغذاء والدواء. لهذه الأسباب تسعى شركات الأدوية إلى تعويض خسارتها بفرض أسعار عالية على الأدوية التي تنجح في الحصول على الترخيص. ويمكن أن نصنف هذا النوع من الأعمال بعالية المخاطر، وأيضاً عالية الأرباح».
المخاوف من اللقاحات
منذ أكثر من عام والإشاعات تتلاعب بالبشرية، منذ تفشي الفيروس في الصين، وانتقاله إلى أرجاء الكرة الأرضية، وشهدت وتيرة هذه الإشاعات تسارعاً مع ظهور أخبار الوصول إلى لقاحات. حول ذلك يقول الدكتور ياسر الضامن «أشخاص وهيئات يحاربون استخدام اللقاحات بشكل عام، وليس لقاح كورونا فقط».
يرى الضامن أن الهيئات التي تشارك في هذه الحرب «تستغل جهل بعض الناس، وعدم معرفتهم بأساسات صناعة اللقاح والمراحل التي تمر بها للحصول على الترخيص النهائي للاستخدام» في نشر هذه الإشاعات.
يستشهد في هذا الصدد بانتشار مقاطع فيديو ومقالات في مواقع التواصل الاجتماعي، تدعي أن لقاح الـmRNA يغير من التركيبة الجينية للإنسان. ويعلق على ذلك بالقول إن «المُلم بأساسات البيولوجيا الجزيئية؛ يعرف تماماً أن هذه المعلومة ليست صحيحة، واستخدمت للتضليل وتخويف الناس من اللقاح».
يوضح أنه لتغيير التركيبة الجينية «يتطلب ذلك وجود قدرة للمركب المُستخدم على دخول الخلية واختراق النواة. وكذلك القدرة على الالتصاق بي الـDNA، وإحداث بعض التغييرات في تركيبته. لذلك؛ من المهم ذكر أن مركب الـmRNA لا يمكنه دخول نواة الخلية، ولا الالتصاق بالـDNA».
أجرى الضامن أبحاث عدة، على مدار سنوات، لتطوير تقنيات معقدة للتوصل إلى طريقة تساعد في نقل الـmRNA إلى داخل الخلية فقط، «لأنه من المعروف أن مركب الـmRNA قابل للتكسر بسهولة خارج الخلية عن طريق انزيمات معينة تسمى RNAase» بحسب قوله.
حول لقاح شركة «فايزر»؛ يقول «استخدمت تقنية حديثة لزيادة استقراره داخل سيتوبلازم الخلية، وكذلك غُلف بنوع محدد من الدهون، تحوي مركب البولي إيثايلين جليكول، للتمكن من حمايته من انزيمات الـRNAase ومساعدته على دخول الخلية».
يشرح «تمر مرحلة اعتماد اللقاح بمراحل دقيقة يشرف عليها الكثير من العلماء المتخصصين، للتأكد من سلامة وفعالية اللقاح. ويقوم هذا الفريق العلمي بمراجعة البروتوكول المقترح من الشركة المنتجة للقاح، ويصرح بالبدء في المرحلة السريرية الأولى التي تركز على سلامة اللقاح. وبعد مراجعة بيانات المرحلة السريرية الأولى، والتأكد من سلامة اللقاح؛ يُصرح للشركة الانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة، للتأكد من سلامة وفعالية اللقاح على شريحة أكبر من المتطوعين. وبعدها يقوم فريق التدقيق المستقل بعرض توصياته على الجهة الحكومية المتخصصة (FDA)، للتصريح النهائي باستخدام اللقاح. وتوظف هذه الجهات الحكومية علماء متخصصين في مجالات علمية مختلفة يعملون فريقاً واحداً خلال عملية إعطاء التصريح النهائي للأدوية واللقاحات».
يرى الضامن أن التحول الجيني للفيروس وارد ولكنه يستبعد زيادة حدة المرض.
التحول الجيني لـ«كورونا»
بعد ظهور جيل جديد من الفيروس، كثر الحديث حول التحور الجيني لكورونا، ومدى تأثيره على اللقاح وعمليات تطويره، يعلق الضامن على ذلك، قائلاً «أثبتت آخر الأبحاث أن فيروس كورونا لا يتحور جينياً بشكل سريع، على غرار باقي الفيروسات التنفسية، مثل الانفلونزا»، مُستدركاً أنه «من الطبيعي والمتوقع أن يقوم هذا الفيروس بتغيير تركيبته الجينية مع مرور الوقت، ليتلاءم مع الوسط الحيوي الجديد»، عازياً سبب ذلك إلى أن هذا الفيروس «انتقل من وسط حيوي حيواني إلى الإنسان».
يضيف «تسعى التقنية المُتبعة في الكثير من اللقاحات إلى تحفيز جهاز المناعة ضد بروتين معين يوجد على سطح الفيروس، يُسمى بروتين S، أو Spike. وأثبتت الدراسات الحديثة وجود بعض التحور في التركيبة الجينية لبروتين S. هذا التحور هو عبارة عن تغير في الشفرة الجينية أدى إلى تغير منطقة معينة في بروتين S، بحيث استبدل الحمض الأميني حمض الأسبارتيك إلى جلايسين (D614G). لم يمنع هذا التحور من التصاق الأجسام المضادة ببروتين S، أو الالتصاق في المنطقة من البروتين S التي يستخدمها الفيروس للدخول إلى الخلية، والتي تسمى RBD».
في المقابل، يؤكد الضامن أن الدراسات أثبتت أن هذا التحور «ساعد الفيروس على سرعة الانتقال بين الناس، ولكنه لم يزد من حدة المرض. والأهم أنه لم يؤثر على قدرت الأجسام المضادة من الارتباط في الفيروس، لمنع دخوله الخلية».
الله يحفظك و يرعاك و يوفقك دكتور ياسر
الله يكثر من أمثالك و يزيدك من العلم و من فضله الدكتور ياسر و من هو على شاكلته يرفعون اسم الوطن عالياً بارك الله فيهم جميعاً يا رب العالمين ?
لكم جزيل الشكر صحيفة صبرة على تعريف الناس بمثل هؤلاء الباحثين و العلماء وغيرهم من باقي المهن و الحرف ?
لا يوجد دليل ان الفيروس ليس من صنع البشر وكونه دمر اقتصاديات بعض الدول هذا لا يصلح دليل على ان الفيروس لم يتم تحويره لينتقل من الانسان للانسان ويظهر بعوارض تنفسية مدورسة