[شعر] أمجد المحسن: عُشٌّ لِأمّ الحمام

أمجد المحسن
هلْ لي بأمِّ قصائدٍ تُمْلِي أمَّ الحمامِ عليَّ أو أُملي ؟
إيهاً قصائدُ يا حمامُ ويا ساعي الهوى في الهجْرِ والوصلِ
إحْمِلْنَنِي لأبي ووالدتي ، حلَّفتكُنَّ بسيِّدِ الرّسلِ
هَيَّا إلى أمِّ الحمامِ فلي فيها غرامٌ غيرُ ذي مثْلِ
لأزورَ ظلِّي الأوَّليَّ بها ، صلَّى عليه اللهُ من ظلِّ
علِّي أدلِّلُ مهجتي علِّي ، أجلو زُجاجَ الرُّوحِ أستجلي …
مَطَرٌ على أمِّ الحمامِ كما لو أنَّ حِلْفَ الغيمِ بالوبْلِ
لا يثقُلُ الجِنحان مِن مَطَرٍ ، لكنَّ أشواقَ الهوى ثْقلي …
في دوحِ ذاتِ العُشِّ مُخضَلِّ ، وجناحِ ذَاتِ الريشِ مُبْتلِّ
أمُّ الحمامِ حمامةُ النّخلِ طارتْ وحطَّتْ بي على أهلي
هي أحرُفي الأولى ، وتهجئتي الأولى ، ودرْسُ الخطِّ في جهلي
هذي الدروبُ إلى منازلها شِعرٌ يُنقِّحني على مهلِ
حتى إذا ما جئتُ دار أبي ، رُدَّتْ إليَّ براءةُ الطِّفلِ
أمُّ الحمامِ هي النّخيلُ إذاً ، وأبو الحمامِ العشْقُ في النَّخلِ
أين المزارِعُ ؟ طاحَ طائحُها ، واستبدلوا الإيراقَ بالمحلِ
وتدثَّرَ العُشبُ الرّطيبُ بما أفتى به الآجرُّ للرَّملِ
فكأنَّ نسياناً يُحاولُ أنْ يُقصي نسيجَ الظلِّ من غَزْلِ
وفْرُ القُرى بسجلِّ عُثمانْلي ، وحُمولُ محصولٍ على إبلِ
يا نخلُ أصبحتَ المجازَ بها، يا نخلُ شَطْرَ قصيدةٍ ولِّ !
يا ذاهباً صَوْبَ الرُّفيعةِ من وادي القُرى فامرُرْ على رِسْلِ
سلِّمْ على أم الحمامِ ، إذا ما جئتَها بِتحيَّةِ النُّبْلِ …
غادَرْتُها ما غادَرَتْ خلَدي ، ورحلتُ عنها وهي في رَحْلي
وتركتُ فيها جَذْرَ قافيتي ، من ذا الذي يأوي لِلاأصلِ ؟
لا أرضَ لي إلا القصيدةُ ، لي وطنُ الكلامِ مثابةَ المُسْلي
أنا ديرتي شِعري ، وقلبُ أبي بيتي ، وبيتُ قصيدتي خِلِّي ….
كلمات جميلة وراقية في التعبير عن مشاعر محبة لبلدة أم الحمام الطيبة التي تفخر بأنك إبنها
بورك قلمك
يا إبن أم الحمام البار