سؤال وجواب] أنماط الاستجابة للهدى في كربلاء: من منهم يسكن في داخلك؟

علي الشيخ أحمد

“الناس عبيد الدنيا، والدين لعقٌ على ألسنتهم… فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون.”
– الإمام الحسين (ع)

كربلاء لم تكن مجرد ساحة دم، بل مرآة كشفت من رأى النور فاستجاب، ومن تهرّب، ومن سكت، ومن قاتل.

❓ السؤال الأساسي:

حين يشرق الهدى أمامك، كيف تكون استجابتك؟ ومَن من هذه النماذج يعيش في داخلك؟

🧭 كيف تبدو وجوه الناس أمام مرآة الحقيقة ؟

نوع الاستجابة كيف كان موقفهم مثال تاريخي من كربلاء

🟥 العارف المستجيب رأى الصواب فاستجاب وغيّر مصيره الحر بن يزيد الرياحي

🟨 العارف المعاند عرف الهدى لكنه قاومه خوفًا أو طمعًا عمر بن سعد

🟦 الجاهل الغافل لم يُبصر النور، بل خُدع بالدعاية والتقليد جنود الكوفة

🟫 الزاهد المنسحب عرف الحق لكنه انسحب بحيادية باردة عبيد الله بن الحر الجعفي

① 🟥 العارف المستجيب (الحر بن يزيد الرياحي)

* أول من واجه الحسين ثم صار من أنصاره.

* دافعه: لحظة وعي وصدق خالصة حرّرته من الخوف.

* التحدي: كسر الماضي ومواجهة المصير.

* تذكّر: لا تجعل تاريخك يحجب عنك النور. التراجع عن الخطأ بطولة إذا قادك إلى الصواب.

② 🟨 العارف المعاند (عمر بن سعد)

* كان يعرف أن الهدى مع الحسين، لكنه طمع في حكم الري.

* دافعه: الخوف من ضياع الامتيازات.

* التحدي: عاش صراعًا داخليًا -علىركبر سنه-فانهزم أمام اوهام مصالحه.

* تذكّر: حين تختار بين ضميرك ومكاسبك، أنت تختار مصيرك. لا تخدع نفسك باسم «الواقعية».

③ 🟦 الجاهل الغافل (جنود الكوفة)

* تبعوا جيش ابن زياد دون وعي حقيقي.

* دافعهم: الخوف، التقليد، غياب البصيرة.

* التحدي: الانخداع بالدعاية، وعدم مساءلة القادة.

* تذكّر: الجهل لا يعفيك من المسؤولية. تعلّم، تحقّق، لا تطفئ نور عقلك.

④ 🟫 الزاهد المنسحب (ابن الحر الجعفي)

* التقى بالحسين وأُعجب به، لكنه انسحب ورفض نصرته.

* دافعه: حب العافية، الخوف من التورط.

* التحدي: البقاء في المنطقة الرمادية.

* تذكّر: الحياد عند انكشاف الحق ليس براءة، بل خذلان. إن لم تشعل النور، فأنت تشعل الظلام.

🔄 هل تتغيّر الأنماط؟

نعم. الانتقال ممكن لكنه يحتاج شجاعة مواجهة الذات:

* الحر كان في البداية في جيش ابن زياد، ثم استجاب للنور حين أشرق في قلبه.

* ابن الحر الجعفي ندم بعد فوات الأوان، لكنه لم يغيّر موقفه ساعة الحسم.

* وبعض جنود الكوفة كان يمكنهم أن يسألوا: لماذا نقاتل ابن بنت رسول الله؟ لكنهم صمتوا.

💬 خاتمة:

كربلاء لا تمضي… بل تتكرّر في نفوسنا جميعًا.

و«الحر» و«ابن سعد» و«ابن الحر» ليسوا رجالًا مضوا فقط، بل نماذج حيّة تسكن داخلنا.
والسؤال الذي لا بد أن يُسأل:

حين يشرق النور على باب قلبك… هل تفتحه له؟ أم تلتفت للخلف وتغلق الباب بهدوء؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×