من أين جاءت كلمة “رِحْنا وَطِيْ”…؟!
القطيف: صُبرة
الترجمة المباشرة لهذا التعبير المنتشر، في دول محيط الخليج العربي، هي: صرنا مَداساً. وهي كنايةٌ عن فداحة الخسارة الواقعة أو المتوقّعة…!
راح:
وهذه الكلمة قد تُستخدم بمعنى “صار” وأشباهها: أصبح، بات، آل إلى.. إلخ. وتعبير “رحنا وطِيْ”، يعني “صرنا” بالضبط. ومغزى الكناية هو أن خسارتنا سوف تكون سيّئة وغير قابلة للمعالجة، تماماً كما يُصبح المرءُ موطوءاً أسفل حشود، أسفل قطيع من الحيوانات في البرية.
غير الخسارة هناك الأذى، والضرر، والظلم، والعقاب، وسائر الأسواء الآتية من الناس أو السلطات.
وَطِيْ:
الكلمة الأصل هي “وَطِيءٌ”، صيغة المبالغة على وزن “فَعيل” من الفعل “وَطَأ”. وصيغة المبالغة ـ كما هو معروف صرفيّاً ـ تأتي بمعنى “فاعل” أو بمعنى “مفعول”. وهي هنا بمعنى “مفعول”. وبالتالي فإن كلمة “وطيء” تعني “موطوء”.
وقد تكون الكلمة مصدراً “وَطْء”، ثم تحوّلت الهمزة إلى ياء، وتحركّت الحاء كسراً. وهذا الإجراءات الصوتية منتشرة.
بقي لي أن أقول إن هناك تعبيراتٍ مشابهة، تحمل دلالاتٍ موازية:
راح ملح: بمعنى ذات ويكاد يصير لا شيء.
راح دميس: من الدّمس، وهو الظلام، والكناية تعني الاختفاء.
راح من صيد أمس: بمعنى مات.
راح في داهية: مصيبة.