د. ماهر السيف: المدح غير المستحق يقلل من مصداقية التوستمساترز الشخصية الفكرية القوية لديها الثقة للتحدث أمام الجميع

القطيف: عبدالودود الزيداني

يكاد يُخلي الدكتور ماهر السيف مسؤولية أندية التوستماسترز من انعزاليتها عن المجتمع، مائلاً إلى ما يمكن وصفه بـ “الفروق الفردية” للأعضاء. هناك عضو فاعل في ناديه، وفاعل في المجتمع، وآخر فاعلٌ في نشاط التوستماسترز لكنه غير قادر على بناء منطقة “راحة” خارج النشاط. لكن دور النادي أن يساعد على بناء شخصية أعضائه.

الدكتور السيف هو رئيس نادي الصفا توستماسترز الذي يضم 15 عضواً، وسبق أن شغل موقع الرئاسة لمنطقة 23 للتوستماسترز، ولديه من الدّربة والدراية بما يكفي ليكون حذراً ـ وبشدة ـ في عرض إجاباته على أسئلة “صُبرة”.

 للمجتمع

سألناه: من المعروف أن نادي التوستماسترز يقدّم الكثير لأعضائه.. ولكن ماذا يقدم النادي لعموم المجتمع..؟

فقال: باختصار يقدم بناء الشخصية لبعض أبناء المجتمع. بناء الشخصية هو أهم شيءٍ يتوفر للإنسان في داخل أندية التوستماسترز، وبالتالي كل ما يأتي بعدها من قرارات تعتمد على الشخصية الفكرية القوية التي تخلقها التوستماسترز في العضو.

 منطقة الراحة

نادي التوستماسترز يوفر بيئة إيجابية حاضنة ليتعلم العضو مهارات التواصل والقيادة، ولكن ألا تعتقد أن العضو يكون قد اعتاد الأعضاء الموجودين في كل لقاء، فيكون معتادًا بينهم، في حين أنه لو خرج متحدثًا في محفلٍ عام ستكون الوجوه مختلفة.. ألا تعتقد بأنه هذا الأمر أحد سلبيات التوستماسترز..؟

لا أعتقد ذلك. التعليم دائمًا ما يكون في بيئة مغلقة، ومن ثم يتدرج شيئًا فشيئًا للخارج، وهذا ما نسميه منطقة الراحة –Comfort Zone– تكون صغيرة ثم تتسع بالتدريج إلى أن تكون بحجم كبير. ففي البداية، العضو في داخل أندية التوستماسترز يبني له منطقة راحة ثم يخرج إلى عائلته وإلى المجالس ثم إلى جزء من المجتمع ويلي ذلك عموم المجتمع، ومن ثم خارج المجتمع.

 عندما تكون هناك شخصية فكرية قوية لديها الثقة بنفسها سيخرج يتحدث بثقة أمام الجميع، وأهم شيء في الثقة بالنفس هو الفكر، فعندما تكون صاحب فكر سيكون لك السبق في الحديث بها وسيكون لك المجال الواسع في الحديث عنها وعن معلوماته المتكاملة. ما يجعل الانسان واثقا من نفسه هو امتلاك المعلومة كاملة ولا يخشى أي سؤال عنها. إذن؛ بناء الشخصية الفكرية التي تكون داخل الأندية هي التي تعطيك الثقة بالنفس وتعطيك المجال بالعمل في خارج الأندية. نعم تكون سلبية للشخص الذي لا يستغل وجوده في النادي استغلال أمثل في بناء الشخصية الفكرية.

 ربحية

تدعي التوستماسترز العالمية بأنها مؤسسة غير ربحية، ومع ذلك فإن تجديد العضوية لكل ستة أشهر يكلّف العضو (45 دولاراً) ترسل للمؤسسة نفسها، أليس في ذلك تناقض -بغض النظر إن كنتَ تعتبر المبلغ صغيرًا أم كبيرًا-..؟

هي مؤسسة تقدم خدمات ولديها مصاريف، فلا بد من أخذ بعض المال من العضو الذي يستفيد من خدماتها لتواصل العطاء. القوة المالية أساس استمرارية أي مؤسسة ربحية أو غير ربحية، ولكن السؤال هل أستطيع الاستفادة من هذه المؤسسة بقدر المال الذي أدفعه أو اكثر أم لا..؟ فأنا عندما أدخل لهذه المؤسسة لا تهمني هل هي ربحية أم لا، فقط ما يهمني هو الفائدة المرجوة منها. لكن المؤسسة عندما تدعي أنها مؤسسة غير ربحية فإن هذه المبالغ الصغيرة عندما تدخل للمؤسسة قد تكون ناقصة أو زائدة، فإذا أردنا أن نعرف هل هناك تناقض أو لا، لذلك دعونا نرى، مبلغ 45 دولاراً ماذا سيصنع للعضو الواحد، هناك كتب ومصروفات، ولكن هل يمكنني الاستفادة من التوستماسترز بقدر 45 دولاراً..؟!

هذا الذي يجب أن يُركّز عليه عضو التوستماسترز، يمكن أن تكون غير ربحية وتأخذ أموالاً، ولكن لابد من معرفة أين تُصرف هذه الاموال، وهذا ما تفعله التوستماسترز، مع تحفظي على عبارة (غير ربحية).

 غاية لا وسيلة

في النادي أو حتى مسابقاتكم السنوية، نرى متحدثين بارعين، تخرج الكلمات في أفواههم بكل سلاسة.. ولكن أين هؤلاء المتحدثون عن المحافل الاجتماعية والندوات الثقافية..؟ بمعنى آخر، ألا تعتقد أن الكثير أضحى اشتراكه في النادي غاية وليست وسيلة..؟

نرجع ونقول كل شخص بحسب شخصيته الفكرية، عندما تكون لديه الفرصة في الاشتراك في المحافل لن يتردد في المشاركة لأنه يمتلك تلك الشخصية. هناك بعض الأشخاص الذين لم تتمكن منهم الشخصية الفكرية إلى الآن، وبالتالي الثقة بالنفس تكون ضعيفة ولا يخرج من منطقة الراحة التي رسمها لنفسه، نتيجة أنه لا يستطيع أن يأخذ من التوستماسترز بقدر ما يعطيه وبقدر ما يوجد به.

 نحن من يحدد كمية الدعم الذي نحصل عليه من التوستمساترز، فإذا وُجدت الشخصية الواثقة من نفسها أعتقد أن المحافل ستكون بداخل منطقة الراحة الخاصة بهم.

 قارع الكبار

أثناء فقرة التقييم في لقاءات النادي الاعتيادية، يقوم العضو المقيِّم بتقييم خطيب ألقى خطبة معدة سابقًا، قد يكون المقيِّم حديث عهدٍ في النادي و بالإمكان أن يقيم خطيباً أفضل منه بكثير.. كيف تفسّر ذلك..؟

هذا نظام داخل التوستماسترز، ويتيح الفرصة لجميع الأعضاء لدخول هذه المعركة. هناك مثل جميل جدًا يقول “قارع الكبار لكي تكبر”، فأنت من تحدد من تقيّم بناءً على شخصيتك، فأنت من تقرر وليس التوستماسترز، فانت عندما ترى أن هناك إمكانية لتقيّم من هو أقدم منك لك ذلك، ولكن التوستماسترز يريد مبادرين ويريد أشخاص شجعان ويريد أشخاص عندهم الجرأة في أنهم يقيّموا من هم أفضل منهم للتجربة، وهذا الشيء يحسب للتوستماسترز وليس عيب، ولكن في رأيي الشخصي لابد أن يكون هناك مساند له ليقيّم الشخص الأفضل أو الأقدم، وباعتقادي الطريقة المثلى في الموضوع أن الخطيب هو من يحدد من يقيّمه فبتالي سيختار الأفضل والأدق في التقييم حتى يساعده في الحصول على المهارات بشكل أفضل، ولكن النظام وُضع بهذا الشكل لزيادة الثقة بالنفس والجرأة وعملية تبادل الأدوار بين الأعضاء.

 ثناء وثناء

في أغلب خطب التقييم، يقوم العضو المقيّم بصياغة كمية كبيرة من المدح والثناء على ذلك الخطيب الذي خرج للتو وأغلب الأحيان يكون غير مستحق لها.. ألا تعتقد بأن ذلك يقلل من المصداقية في النادي..؟

هذا السؤال له شجون، حاولتُ سابقًا عندما كنتُ رئيسًا لمنطقة 23 للتوستماسترز أن نستفيد من العملية هذه بشكل واضح، وعمل محكمين وليس مقيّماً واحد فقط، لكي يكون تقييم الخطبة من عدة زوايا، ولكن المدح والثناء هذا قد يأخذه البعض من ناحية إيجابية، فيجب أن يكون التواصل إيجابياً، وهذا أمر جيد ولكن المدح غير المستحق أمر غير جيد. وفعلاً فإنه يقلل من مصداقية التوستمساترز غالبًا وفي الأعضاء، لكن نستطيع عمل التالي: أن يكون هناك تقييم شفهي مع تقييم كتابي دخل الدليل التعليمي الخاص بالخطيب، والشفهي يجب أن يكون بحد ذاته مفيد لكي يستفيد بقية الأعضاء والضيوف، وإذا أردنا ألا يكون هناك مدح وثناء في غير محله، يجب أن نتمسك في تقييمنا بالنقاط المذكورة لمشروع الخطيب في دليله التعليمي، فانا لا أقيّم الخطيب بل أقيّم الخطبة، ولا أنتقد الخطيب بل أنتقد الخطبة، أنا لا أمدح الخطيب بل أمدح الخطبة، فيجب التفريق بين شخص الخطيب والخطبة، لا نُدخل التقييم أو الاستماع للتقييم من باب الشخصنة، وببتالي تقييم جيد واستماع للتقييم بشكل صحيح، ما يحدث حاليًا في بعض الأندية غير ما هو معمول أو المفترض أن يُعمل في التوستماسترز، فالتوستماسترز يعلمنا أن نكون موضوعيين في التقييم، ولكننا حولنا الموضوعية إلى مدح وثناء وهذا مختلف تمامًا، وهنا لابد من معرفة أن التواصل الإيجابي مختلف تمامًا عن المدح الذي في غير محله، فالموضعية هي أن تضع الشيء في محله.

اقرأ أيضاً

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×