[كتاب] “لَمْ أَعُدْ مِنَ الْبَشَرِ”.. قلمٌ قوي ولكن..!
فؤاد المرهون
بادئ ذي بدء سعدت بالمولود الفكري الأول للسيد أحمد آل حسن، ولا أخفي أنني كنت متوقعاً أن يكون له نسل وتكاثر فكري مجيد فالأعياد تُعرف من عصاريها.
وحمدت الله أن يكون لجده هاشم بن شرف – رحمه الله – امتداد على خطه الفكري والحسيني.. فابن الوز عوام. ولا ينهض الحمل الثقيل إلا بأهله.
وكنت دائما أقول في نفسي أن أحمد موقعه الطبيعي هو بين ركب العلماء في الحواضر العلمية.. ولكن شاءت أقدار الله وما شاء فعل وما تشاؤون إلا أن يشاء الله.
خربشاتي على الكتاب:
لا أخفيكم سراً أنا بطبيعتي لا أميل إلى المنفلوطيات ولا الميخائيليات وإنما العقاديات .. ولا إلى العرفانيات إنما للمعتزليات. وكتابه يبحر في الضفة الأولى من النهر لا الثاني، ولكن تنقله من بستان إلى بستان ومن زهرة إلى زهرة كالنحلة الفتية الرشيقة الشقية، تَلَّتْني من الجبين لأرتشف من رحيقه وأجبرتني على قراءته في جلستين.
- خواطره لطيفة وتعابيره أدبية جزلة راقية تنبئ عن قوة وتمرس قلم في الليليات والخلويات، وإن من البيان لسحراً.
- إخراج الكتاب فاخر ووريقاته مصقولة تسر الناظرين والمتوسمين.
- يثير سائله أسئلة عادية تقليدية ليصعق القارئ بإجابة إبداعية صادمة!
- توظيف للنصوص بصورة ماتعة.
- ومن روائعه اللمسة الإيمانية والعرفانية وحثه على الفضيلة من شاب مسرحي ليس هذا حقله وحرثه كما عودتنا السينمائيات!
- العنوان جاذب ساحر أخّاذ.
ملاحظتان شكليتان على الكتاب:
الملحظ الأول:
كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية والطباعية .. فكان حرياً به أن يعرضه على متخصص في اللغة قبل الطباعة. هذه الأخطاء قد تكون مقبولة في تغريدات التواصليات الاجتماعية وغيرها ولكنها ليست كذلك في كتاب.
الملحظ الثاني:
كثرة الطواف حول كعبة الأنا والتسبيح بحمد الذات!!
وحاولت أن أجد له مخرجا – ولو طوارئ- بأن الكتاب مضماره حول الذات (لم أعد من البشر) وهذا حق، ولكن الأنا حاضرة بعنف في تضاعيف الكتاب .. فأخشى في ذلك تزكية وعُجباً، وهو القائل (حطموا الأنا التي في داخلكم) وصديقك من صدقك لا من صدقك، فأرجو أن يخرج من قفص الأنا العليا، وخصوصا أن الكتاب يحوي على لمسات عرفانية، والعرفان من مقدماته ذوبان الذات ونكرانها!!
أخيرا:
هذه بضاعتنا الرخيصة أزجيناها بعجرها وبجرها وهي أقرب للخطأ منها للصواب.
وكما قال في وليده الميمون (مهما بحث الإنسان عن الكمال فلن يصل إليه ويكفي المرء أن يحاول تجويد نفسه).