طارق ريري شكلّ الذاكرة البصرية للسعوديين في “الزمن الجميل”.. ورحل أبو سُها مد يد العون لأجيال من الإعلاميين وامتلك شخصية قيادية متفردة
القطيف: معصومة الزاهر
لعقود، ظل طارق أحمد ريري يعيد تشكيل ذاكرتنا البصرية ووعينا الإعلامي، وإن من خلف الكواليس، حين كان يخرج الكثير من البرامج التلفزيونية، خصوصاً مباريات كرة القدم في عقدي السبعينيات والثمانينيات، وصولاً إلى مطلع التسعينيات، وهي الفترة التي يطلق عليها السعوديون “الزمن الجميل” كروياً.
رسخ اسمه في ذاكرة أجيال من السعوديين، وإن لم يره الكثير منهم، خصوصاً في السنوات الأخيرة، سوى زملاء المهنة، حيث كان منغمساً في عمله، دؤوباً في نقل تجربته لأجيال وأجيال من الإعلاميين السعوديين، داخل حدود الوطن، وخارجه أيضاً.
أبو سها رحل اليوم (السبت)، رحل الإعلامي المخرج التلفزيوني، الذي تقلد منصب وكيل وزارة الإعلام، بعدما رأس لسنوات القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وساهم في تأسيس قناة “الإخبارية”. وشارك في تأسيس مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC .
أخرج الراحل معظم مباريات الدوري السعودي في السبعينيات والثمانينيات من القرن الميلادي الماضي، وكان داعماً للإعلاميين الجُدد وسانداً لهم.
شخصية قيادية متفردة
في الوسط الإعلامي المفجوع بهذا الرحل، تبادل الإعلاميون التعازي في الراحل، مبرزين صفاته وخصاله وسجاياه، إذ وصفه جابر القرني، بأنه “من جيل رواد الإعلام التلفزيوني في المملكة، ومن أوائل المخرجين السعوديين”.
دون القرني، في تغريدة “ساهم في تأسيس قناة MBC في لندن، وعمل مديراً لمحطة تلفزيون جدة لسنوات، ثم وكيلاً مساعداً لشؤون التلفزيون”، لافتاً إلى أنه “إداري محنك وشخصية قيادية متفردة”، مقدماً “صادق التعازي” لأسرته وذويه.
تعازي بندر عطيف، تجاوزت ذوي الفقيد ريري، إلى “الوطن والوسط الإعلامي”، معتبراً أنه “من أشهر مخرجي التلفزيون السعودي في العقود الماضية، حيث كان له بصمة في تطوير القنوات السعودية ودعم الإعلاميين، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
عَلَم الإخراج التلفزيوني ومعلّمه
بدوره، غرد المدير العام لمجموعة قنوات MBC في السعودية محمد التونسي “رحم الله طارق ريري، عَلَم الإخراج التلفزيوني ومعلّمه، وأحد الذين أسهموا في مرحلة تأسيس” MBC.
واستحضر صلاح الغيدان ذكرياته مع الراحل، في تدوينة جاء فيها “حينما انضممت للتلفزيون السعودي عام 2002، كان في ذلك الوقت وكيلاً لوزارة الإعلام لشؤون التلفزيون، وكان المخرجون ينظرون له كقدوة في عالم الإخراج التلفزيوني.. رحمه الله، وتعازينا لأسرة الفقيد، ولكافة الزملاء في الوسط الإعلامي السعودي.. إنا لله وإنا إليه راجعون “.
ملء السمع والبصر
من أبو ظبي، غرد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الإمارات تركي الدخيل “رحم الله طارق ريري رحمة واسعة، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
بحزن؛ كتب عضو مجلس الشورى رئيس تحرير “عكاظ” سابًقا الدكتور هاشم عبده هاشم “العزيز الغالي الاستاذ طارق ريري .. أحزنني كثيراً خبر وفاتك هذا الصباح، وأنت الذي كنت ملء السمع والبصر خلقاً وعطاءً وتميزاً بإنجازاتك التلفزيونية والإعلامية الراقية. رحمك الله رحمة الأبرار، وتعزيتي الصادقة لابنتيك العزيزتين سها وهالة، ولكل أفراد الأسرة الكريمة. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
مخرج الزمن الجميل
تقدم وزير التجارة وزير الإعلام المكلف ماجد عبدالله القصبي “بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد العزيز الأستاذ طارق أحمد ريري، الذي خدم الإعلام في المملكة سنوات بتفان وإخلاص؛ مخرجاً بالتلفزيون السعودي، ومسؤولاً أسهم بجهود كبيرة في وزارة الإعلام. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
ودونّ مدير المركز الاعلامي في النادي الاهلي سابقاً محمد الشيخي، عن الراحل ريري “اسم ألفناه مراراً في النقل التلفزيوني والإخراج للبرامج والمباريات منذ زمن طويل، حتى أن متابعي التلفزيون في الثمانينيات والتسعينيات كانوا يرددون اسمه دون أن يعرفوه، لارتباطه بإخراج أجمل مباريات كرة القدم في العهد الجميل. رحم الله طارق ريري وأسكنه فسيح جناته”.