الأمطار.. موسم استنفار فرق الدفاع المدني.. في انتظار إقرار معاقبة المجازفين مغامرون يتباهون بعبور الأودية وبث المقاطع على مواقع التواصل ويعرضون حياتهم للخطر
القطيف: صُبرة
لا شيء يُقلق فرق الدفاع المدني ويشغل بال رجاله اليوم أكثر من موسم الأمطار، الذي يشهد آلاف الحوادث، بسبب المغامرين المجازفين الذين يعبرون الأودية والشعاب، فيعرضون حياتهم للخطر، فيستنفرون قواهم لإنقاذ الأرواح، وتلافي “عواقب وخيمة”.
غالبية عابري الأودية والشعاب هم من الشبان المتهورين، الذين يتحدون بعضهم، أو الذين يتباهون بقدرتهم على عبور الأدوية دون أن يمسهم أذى، فيقعون ضحايا طيشهم، في حوادث غرق وسقوط مزعجة لرجال الدفاع المدني، ربما أكثر من الإزعاج الذي تشكله الحوادث الأخرى.
وإذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة ناجعة وسريعة للإبلاغ عن الحوادث والمخالفات التي تتولى الجهات الأمنية، مثل المرور، الشرطة والدفاع المدني رصدها، فهي أيضاً مصدر مساعد ومحفز على كثرة ارتكاب هذه الحوادث، لأن بعض الشبان يرعب في توثيق مجازفاته وهو يعبر الأودية والشعاب، عبر تسجيل ذلك وبثه في الحسابات الشخصية في مواقع التواصل، من باب التباهي والتفاخر.
تهور بعض الشبان يبلغ ذروته في حوادث بعينها، يمكن تسميتها بأنها “مميتة”، فهناك من يعبر بسيارات دفع رباعي الأودية والشعاب، وهي في ذروة تدفقها، فتنجرف سياراتهم نحو الهاوية في لحظة غفلة. ويحفل تطبيق “يوتيوب” بمئات المقاطع لشبان سعوديين يعبرون الأودية والشعاب في ذرورة موسم المطر، البعض عبر بسلام، آخرون تعرضوا لمخاطر جمة، والبعض ذهب ضحية تهوره واعتقاده سهولة الأمر.
توعية على الدوام
ولا يترك الدفاع المدني مناسبة، إلا ويطلق تحذيراته للجميع، يدعو إلى التقيُّد بتعليمات السلامة، بالابتعاد عن المخاطر أثناء التقلبات الجوية، وعدم المخاطرة بالبقاء في بطون الأودية أو المجازفة بقطع مياه السيول مع عدم السباحة في أي تجمعات مائية، وأهمية البقاء في الأماكن الآمنة حتى زوال الخطر ومراقبة الأطفال وعدم تركهم بمفردهم، وتفادي الاقتراب من الأجسام المتحركة عند نشاط الرياح السطحية، مع الحذر عند القيادة في الأجواء الغابرة.
ويؤكد الدفاع المدني ضرورة تجنب المخاطر، بالاطلاع اليومي على ما يتم بثه من تحذيرات ورسائل توعوية عن المخاطر وكيفية التعامل معها على قنوات التواصل الاجتماعي والموقع الالكتروني للمديرية العامة للدفاع المدني:
https://www.998.gov.sa
معاقبة المتهورين
خطورة مواسم السيول والأمطار، وما تخلفه من الضحايا، دفع لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى في أكتوبر الماضي، إلى إضافة مخالفة المجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها في نظام المرور، بعدما فرغت اللجنة من دراسته، وتضمين توصياتها النهائية عليه، استعدادًا لتقديمه للمجلس، خلال الفترة المقبلة.
وتستهدف المخالفات معاقبة المستهترين والمغامرين بأرواحهم وأرواح الآخرين في حال الفيضانات والسيول والحرائق والعواصف وأمواج البحار، وكذلك صعود الأماكن الخطرة كالجبال الوعرة أو شديدة الانحدار. وحتى تاريخه، لم يناقش مجلس الوزارء اقتراح الشورى.
في فبراير من العام 2017، دعا “الشورى” إلى إضافة مادة جديدة لنظام الدفاع المدني، في شأن معاقبة المتهورين من الشباب والأسر في مواسم الظروف المناخية القاسية.
وقال المجلس إن الاقتراح جاء “للحد من حالات التهور في قطع مجاري السيول والأودية وفي الظروف المناخية القاسية”، مبيناً أن هذه التصرفات “لن تعرض أصحابها فقط لخطر الموت، بل تعرض أيضاً حياة رجال الدفاع المدني للخطر”.