رسالة للعالم
بلقيس السادة
لمَّ هذا الصراخ والألم هل يستدعي الموضوع هذا الصراخ والزعيق والنعيق؟؟!!
هل يستدعي التحطيم والتكسير وارتطام الأشياء!!!
أم هي تخيلات في أعماقك الواهمة، أو أحداث لقصة جديدة تلتذين بتدوينها!! لتعيشي دورها بأريحية لتثبتي للقارئ صدق الأحداث ليتفاعل معها!!
يا لك من نفس متعبة لا تستطيع الخروج من سور دائرتها الذي وضعت نفسها فيه، كأنها خرسانة من الصلب لا تستطع تهديم فتحة منها لإستنشاق الهواء.
ماذا حدث، ماذا استجد؟؟
كأنها طفلة انتزعت من أمها انتزاعا وبان الانكسار في عينيها.
كأنها غابة أتت عليها النيران فتركتها جرداء عارية ذات جذوع سوداء ورائحة الدخان تكتم الأنفاس ورماد متطاير يزيد كتمة وخنقة،
كأنها حديقة ذبلت ورودها ووريقاتها بفعل الرياح العاتية، وتناثرت الأوراق والأزهار.
كأنها بحر هائج يتلاطم فوق الصخور يصدر هديرا مزعجا ترتعد منه الأنفاس لإحساسها بقرب الغرق.
كأنها يتيمة واقفة عند باب الدار تنتظر أباها والمطر بلل ثيابها وقلب هيأتها المرتبة، ترتعد فرائصها من شدة البرد، تنتظره لاحتضانها، للملمة ثقوبها، ليشعرها بدفئه في لياليها الباردة، ليسكن ألم قلبها عندما تحتاجه، ليؤنس صمتها في حديثه، لتفرغ دمعتها عندما تريد صدرًا، لتحدثه همسًا، ليعلمها درسًا، ليقرأ كتابًا!!
أين طافت مخيلتك؟؟ مازلتِ هنا!!!
أنتِ، أنتِ محلك سر، إذًا لمَّ هذا الصراخ،
ومقتنعة راضية بما أنتِ عليه!!
حددي ماذا تريدين… ثم اصرخي…!!!
نعم أريد أن يكون لي جناحين لأطير بهما،
أو ضغطة زر أستطيع أن أتنقل، أو بساط سليمان لأسافر بلاد الله الواسعة وأرى جمال الله وتدوينة في هذا الكون الشاسع، بدون جواز سفر ولا تأشيرة دخول وخروج، ولا مدة محددة،
أريد احترام المذاهب والأديان والمقدسات، أريد رفاهية وسلام وأمان للعالم، للشخوص، للبلدان.
خُلقنا مختلفين للتعارف والتقارب والمحبة والصداقة، ومساعدة بعضنا بعض، وتقديم النصيحة، والتآخي والتآلف، “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”..
رسالة للعالم
لكيلا يكون هناك ارتطام أريد أمان وسلام داخلي وخارجي… ودمتم بسلام.